الإخوان المسلمون: مزايدات في تونس وخلاف مغاربي وملاحقات في السعودية

الإخوان المسلمون: مزايدات في تونس وخلاف مغاربي وملاحقات في السعودية


11/01/2021

واصل الإخوان المسلمون في تونس تناقضاتهم المعتادة، وهجومهم الدائم على المعارضة، في حين تصاعدت حدة الخلافات بين فرعي التنظيم في الجزائر والمغرب، على إثر تباين المواقف تجاه اتفاقية التطبيع، بينما تابعت السلطات السعودية مساعيها للحد من خطر الإخوان، في حين كشفت التحقيقات الأخيرة في مصر متاجرة الجماعة بقضية فلسطين، واستثمار أموال المقاومة.

إخوان تونس وتناقضات لا تنتهي

في الذكرى العاشرة للثورة التونسية، خرجت حركة النهضة الإخوانية لتتفاخر بالمنجز الذي زعمت أنّها حققته، بالتعاون مع القوى الثورية، وقام عبدالكريم الهاروني، رئيس شورى النهضة، بالتعريض بثورات الربيع العربي الأخرى قائلاً: "الثورة التونسية تحتفل بعامها العاشر، في حين ثورات أخرى لم تفت عامها الأول".

يأتي هذا في الوقت الذي اعترف فيه القيادي بالحركة، محمد القوماني، بالتدهور الاقتصادي الحاد، وتفاقم الغضب الشعبي، حيث صرّح في محاولة لامتصاص السخط الشعبي، قائلاً: "نحن نتفهم الغضب والاحتقان الشعبي، الحاصل على تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد".

 وفيما يشبه المنهج الدائم، عاودت حركة النهضة الهجوم على المعارضة المدنية في تونس، حيث قال القوماني، إنّ "هناك بعض الأطراف تريد استغلال هذا الغضب، لغايات سياسية انقلابية على الدستور". في حين اتهم القيادي الآخر، جمال العوي، قوى المعارضة بـــــ"الانحراف عن التعبير عن الرأي، وتجييش الشارع والتحريض على الفوضى والانقلاب على المؤسسات"، لمجرد أنّها هاجمت النهضة ومسيرتها السياسية.

فيما يشبه المنهج الدائم عاودت حركة النهضة الإخوانية الهجوم على المعارضة المدنية في تونس

وفي تناقض واضح مع تلك التصريحات، وفي انقلاب لافت على اللوائح الدستورية، انتقد عماد الخميري، رئيس كتلة النهضة، الفصل 141 من لائحة مجلس النواب، والذي طالبت كتلة حركة النهضة بتعليق العمل به، بدعوى أنّه أصبح مدخلاً من مداخل الانحراف بالعمل التشريعي في المجلس! لا لشيء إلا لأنّه يمنح مساحة للمعارضة الديموقراطية، ما يزعج زعماء النهضة، وهو ما تجلى بوضوح في تصريحات الخميري، التي قال فيها: "عبير تقاطع جلسات عمل الميزانية، وتجيب اللوائح، ومازالت باش تجيب اللوائح اللي تقسم التوانسة وما توحدهمش، واللي تفرق التوانسة ما توحدهمش"، في دلالة واضحة على الكيفية التي تنظر بها الحركة إلى المعارضة، وكذا استخدام الحقوق الدستورية.

تصاعد الخلاف بين جناحي الإخوان مغاربياً

في بيان لها، جددت حركة مجتمع السلم (حمس)، الذراع السياسي للإخوان المسلمين في الجزائر، استنكارها الشديد، بأشد العبارات، لقرار التطبيع بين المغرب وإسرائيل الذي وصفته بــ"الآثم"، مؤكدة أنّه "جلب القوى الصهيونية والاستعمارية إلى المنطقة"، ودعا البيان الشعب المغربي على القيام بما وصفه بـ"الهبة الكبيرة، حتى إسقاط القرار"، ونددت الحركة كذلك بالقمع الحكومي المسلط على المحتجين، بحسب البيان.

على الجانب الآخر قال سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (المصباح) الحاكم في المغرب، أنّ قرار التطبيع مقاربة مغربية خالصة، وهذا الأمر يجب أن يستثمره الفلسطينيون، وأنّ المغرب مستعد ليقوم بالمزيد من الخطوات لدعم القضية، وذلك من خلال التطبيع، مؤكداً أنّ المغرب المطبع سيكون أقوى وأقدر على الدفاع عن القدس. ما يكشف انتهازية الإخوان، وتباين مواقفهم السياسية، بناء على المسافة البينية التي تفصلهم عن السلطة.

السعودية تضيق الخناق على الإخوان

في المملكة السعودية، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية، عن قيامها بعزل العشرات من الأئمة وخطباء المساجد، في منطقتي مكة والقصيم، وذلك لعدم التزامهم بتوجيهات الوزارة، ورفضهم التحذير من الخطر الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين، وبناء عليه، قامت الإدارة العامة للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، في منطقتي مكة والقصيم، بفصل أكثر من مئة إمام وخطيب، بعد أن تم حصرهم خلال الأسبوعين الماضيين.

في الذكرى العاشرة للثورة التونسية خرجت حركة النهضة الإخوانية لتتفاخر بالمنجز الذي زعمت أنّها حققته

يأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات وزير الشؤون الإسلامية، الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، الذي وجه تعميماً لجميع الخطباء، "بضرورة بيان الأثر السلبي، الذي تنتهجه جماعة الإخوان، والتحذير من الفتنة، التي تحاول جماعة الإخوان الإرهابية إثارتها بين شعب المملكة".

هذا وسبق أن نظّمت الوزارة سلسلة من المحاضرات تحت عنوان: "التحذير من الجماعات الإرهابية؛ الإخوان أنموذجاً" في شتى أرجاء المملكة.

من ناحية أخرى، كشف المراقب العام لإخوان سوريا، محمد حكمت وليد، عن محاولة التنظيم في سوريا، التقرب من المملكة العربية السعودية، إلا أنّها لم ترد وفضلت الصمت، مؤكداً أنّ الإخوان ليست لديهم مشكلة مع المملكة، بل يسعون لعلاقات جيدة معها.

قطر والإخوان ومستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة

أفادت تقارير أمريكية بوجود مخاوف إخوانية قطرية، تتعلق بشخص، جيك سوليفان، المستشار المتوقع للأمن القومي الأمريكي، والمعروف عنه انتقاداته المتكررة لدور الدوحة في دعم التيار الإسلامي.

كشف موقف جناحي الإخوان في المغرب والجزائر من التطبيع عن انتهازية الجماعة

وكان سوليفان قد هاجم قطر، خلال مؤتمر نظمته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، في العام 2017، مؤكداً امتلاك أدلة تؤكد تورطها في دعم الجماعات المتطرفة، حيث قال: "إننا لا نعطي الأولوية القصوى للتهديدات التي تمس أمننا القومي، والناتجة عن تمويل الجماعات المتطرفة، من قبل قطر ودول أخرى".

من جهة أخرى، قالت صحيفة "عرب ويكلي" البريطانية، إنّ قطر تحاول التحايل على الجهود الدولية، لحل أزمته مع دول الرباعي العربي، بدعوى أنّها ترفض أيّ شروط مسبقة.

ولفتت الصحيفة إلى الموقف المصري، الذي وصفته بالثبات، والإصرار على إذعان الدوحة لشروط الرباعي العربي السابقة، مؤكدة أنّ قطر تراهن على إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، في سبيل حل أزمتها مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية عن عزل عشرات الأئمة والخطباء لعدم التزامهم بتوجيهات التحذير من خطر الإخوان

وأكدت "عرب ويكلي"، أنّ الدوحة بالإضافة إلى قيامها بدعم الإخوان، فإنّها وظفت أذرعها الإعلامية لتقويض مكانة مصر الإقليمية، ودشنت تحالفاً مع أنقرة، يقوم على دعم مغامرات أردوغان، وتطلعاته الاستعمارية.

إخوان العراق والدفع تجاه الانتخابات

في العراق واصل الحزب الإسلامي، الذراع السياسي للإخوان، مساعيه الرامية إلى دفع البلاد نحو انتخابات مبكرة، باستغلال كافة المعطيات المتاحة، ففي سياق استنكاره لعمليات الاغتيال التي وقعت مؤخراً، زعم الحزب أنّ خطوة الإصلاح الأولى، تكمن في إجراء الانتخابات المبكرة، بدعوى أنّها وحدها تقطع الطريق أمام الفاسدين، مطالباً باعتماد البطاقة البايومترية حصراً، وتسهيل إجراءات تحديث سجل الناخبين، وتوفير الرقابة الدولية عليها، ما يوفر البيئة المناسبة، بحسب زعمه، للحد من انفلات السلاح، الذي بات يهدد مستقبل العراق.

وعليه لم ينفذ الحزب الإخواني إلى جوهر الأزمة، ولم يتطرق إلى انفلات الميليشيات الإيرانية، والتي تباشر عمليات القتل الممنهج، وإنّما آثر المضي قدماً نحو المساومات السياسية، وعقد التحالفات الانتخابية الضيقة، وكان آخرها قيام وفد من مركز كركوك للحزب الإسلامي العراقي، برئاسة مسؤوله وعضو المكتب السياسي، خالد مولود، بزيارة حزب التحالف الوطني فرع كركوك.

الإخوان وحماس والاستثمار في قضية فلسطين

استنكرت دوائر داخل حركة حماس محاكمة مصر لمحمود عزت، بتهمة التخابر معها، وكانت الدائرة الأولى إرهاب، بدأت في نظر أولى جلسات إعادة محاكمة عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، في اتهامه مع آخرين، سبق الحكم عليهم من قيادات وعناصر جماعة الإخوان، في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم: التخابر مع حركة حماس، وإفشاء أسرار الأمن القومى، والتنسيق مع تنظيمات العنف المسلح داخل مصر وخارجها؛ بقصد الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية.

من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية، أنّه تم العثور على أوراق، تثبت أنّ جماعة الإخوان كانت ومازالت تستثمر أموال حركة حماس في عدة شركات بمصر وخارجها، حيث كشفت التحقيقات عن قيام قيادات حماس بتحصيل تبرعات تحت ستار دعم المقاومة، ومساعدة سكان القطاع، خلال لقاءات واجتماعات تقام لهذا الغرض في عدة دول عربية، أبرزها سوريا والجزائر، بالإضافة إلى مساعدات أخرى تتلقاها حماس من إيران، وتقوم بضخ نسبة 60% من أموال هذه التبرعات في خزينة التنظيم الدولي للإخوان لاستثمارها، نظير 30% من الأرباح، فيما توزع نسبة الـ40% على قيادات الحركة.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية