خلايا إيرانية نائمة في الولايات المتحدة

خلايا إيرانية نائمة في الولايات المتحدة


كاتب ومترجم جزائري
23/09/2018

ترجمة: مدني قصري


نشطاء "خلايا نائمة" مدعومون من قبل إيران، يتهيؤون من مواقعهم في الولايات المتحدة للهجوم على الأراضي الأمريكية.

ينشط مسلحون مدعومون من إيران في أنحاء الولايات المتحدة، ومعظمهم دون أيّة عوائق، ما يثير مخاوف الكونغرس والخبراء الإقليميين، من أنّ عملاء هذه الخلايا النائمة على استعداد لشنّ هجوم واسع النطاق على أراضي الولايات المتحدة، وفق شهادات خبراء أمام المشرّعين الأمريكيين.

إيران تستعين بحزب الله

عملاء إيرانيون مرتبطون بحزب الله الإرهابي، تمّ اكتشافهم بالفعل في الولايات المتحدة، وهم يتهيؤون لشنّ هجمات، ما زاد المخاوف من أن تأمر طهران بهجوم في أمريكا، في حال وصلت التوترات بين إدارة دونالد ترامب والجمهورية الإسلامية إلى نقطة حرجة.

أوتولنغي: إنّ شبكات إيران الإرهابية في أمريكا اللاتينية يقودها حزب الله وهو امتياز لبناني تملكه طهران 100%

أكّد مسؤولو الاستخبارات ومسؤولون سابقون في البيت الأبيض في الكونغرس، مؤخراً، أنّ مثل هذا الهجوم ليس مقبولاً فحسب؛ بل من السهل نسبياً على إيران تحقيقه، في الوقت الذي كانت تخطط فيه إدارة دونالد ترامب للتخلي عن الاتفاق النووي التاريخي، وإعادة فرض العقوبات ضدّ طهران.

تهديد إيراني مباشر

هناك أدلة متزايدة على أنّ إيران تمثل "تهديداً مباشراً لأمريكا"، يقول النائب بيتر كينغ، عضو لجنة الأمن الداخلي، ورئيس اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، في إشارة منه إلى اعتقال شخصين مؤخراً، كانا يخططان لهجمات إرهابية في نيويورك وميتشغان: إنّ "دعم إيران لحزب الله ناشط في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة؛ حيث تمّ إيقاف أعضاء من حزب الله بسبب أنشطة إرهابية في بلدنا".

اقرأ أيضاً: اعتقال أحد ممولي حزب الله بالبرازيل.. تعرف إليه

وقال بيتر كينغ: "لقد تلقى كلّ من الطرفين تدريبات عسكرية كبيرة من قبل حزب الله"، "من الواضح أنّ حزب الله لديه الإرادة والقدرة".

حزب الله أقوى من داعش والقاعدة

بعد مرور أكثر من عشرة أعوام، قضاها بيتر كينغ في الحصول على سجلات المخابرات، صرّح بأنّه قد خلص إلى أنّ حزب الله هو، على الأرجح، المنظمة الإرهابية الأكثر خبرة، والأكثر مهنية في العالم"؛ بل وأكثر قوة وخبرة من داعش وتنظيم القاعدة.

ورداً على سؤال: عما إذا كانت إيران ستستخدم حزب الله لتنفيذ هجمات في الولايات المتحدة، قالت لجنة من الخبراء تضمّ مسؤولين من المصالح الاستخباراتية، ومسؤولين سابقين في البيت الأبيض: إنّ إيران تستعين بالفعل بحزب الله في تنفيذ هجماتها في الولايات المتحدة.

عملاء إيرانيون مرتبطون بحزب الله تمّ اكتشافهم بالفعل في الولايات المتحدة وهم يتهيؤون لشنّ هجمات

وقال مايكل بيرجنت، وهو ضابط مخابرات سابق، كافح ضدّ النفوذ الإيراني في المنطقة: "إنهم يتمتعون بذات جودة تنظيم داعش، أو أفضل منه، في استعمال الأجهزة المتفجرة، وهم أفضل في الاغتيالات، وفي تطوير خلايا القتل"، وأضاف بريجنت: "هم أكثر فعالية في الاستهداف، وأفضل في النظر إلى الأشياء، ويمكنهم (أي إيران) تحويل مهمة القيام بالهجمات إلى حزب الله".

وتابع بريجنت "حزب الله ذكي"؛ "إنهم فعّالون للغاية في تأمين أمن اتصالاتهم، مع حرصهم على جعل أمنهم العملي آمناً، ومرّة أخرى، فمن حيث الهجمات عالية المستوى، فهم يتمتعون بفعالية عالية في مجال العمليات التفجيرية المرتجلة".

شهود آخرون أمام الكونغرس وافقوا على هذا التقييم

"الجواب جواب مطلق، نحن نواجه تهديداً خطيراً"، هكذا قال إيمانويل أوتولنغي، العضو البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، الذي تابع جهود النشطاء الإيرانيين لفترة طويلة، مضيفاً "شبكاتهم موجودة في الولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً: الكشف عن معتقلات حزب الله السرّية... صور مسرّبة

إيران لديها قوة مقاتلة مساعدة، أو نحو 200 ألف مقاتل، منتشرين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفق نادر أوسكوي، المستشار السياسي السابق للقيادة المركزية الأمريكية، والمتابع حالياً لسياسة معهد واشنطن للشرق الأوسط.

ما لا يقلّ عن 50 إلى 60000 من هؤلاء النشطاء يتم "اختبارهم" في سوريا وغيرها.

وقال نادر أوسكوي: "لا يتطلب الأمر كثيراً لاختراق هذا البلد وتهديده تهديداً كبيراً"، "بإمكانهم أن يشكلوا تهديداً كبيراً لبلدنا".

إيران تزيد من قدرة حزب الله على استهداف إسرائيل بصواريخ أكثر تقدماً

ففيما صارت إيران أكثر استعداداً وحافزية، في الوقت الحالي، لاستخدام وكلائها في المنطقة، مثل حزب الله، لشنّ هجمات على إسرائيل أو القوات الأمريكية؛ "فإنّ هذه الخلايا النائمة، التي نصبت في الولايات المتحدة، يمكن أن تستخدم لشنّ هجوم"، وفق براين كاتوليس، العضو السابق في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، في عهد رئاسة بيل كلينتون.

اختراق حزب الله لأمريكا اللاتينية

التهديد الأكثر إلحاحاً على الأراضي الأمريكية؛ هو اختراق حزب الله لجميع أنحاء أمريكا اللاتينية؛ حيث يموّل أنشطته الإرهابية من خلال التعاون مع عصابات المخدرات ونقابات الجريمة.

بيتر كينغ: حزب الله، على الأرجح، المنظمة الإرهابية الأكثر خبرة والأكثر مهنية في العالم

وقال أوتولنغي: "إنّ شبكات إيران الإرهابية في أمريكا اللاتينية يقودها حزب الله، وهو امتياز لبناني تملكه طهران 100%"، "هذه الشبكات متساوية في الجريمة والإرهاب"، ولديها القدرة على توفير التمويل والخدمات اللوجستية للمقاتلين.

وقال: إنّ "وجودهم في أمريكا اللاتينية، يجب أن يُنظر إليه على أنه قاعدة عمليات متقدمة ضدّ مصالح الولايات المتحدة للمنطقة والوطن نفسه".

استغلال ثغرات نظام الهجرة

عملاء حزب الله هؤلاء يستغلون ثغرات في نظام الهجرة الأمريكي، لدخول أمريكا، تحت ستار التجارة المشروعة.

يستخدم العاملون لحساب حزب الله وإيران، الولايات المتحدة "كقاعدة لغسل الأموال على أساس التجارة والعقارات"، وقال أوتولنغي في هذا الشأن: "إنّهم يدخلون من الباب الأمامي بجواز سفر شرعي، ووثائق تجارية موثوقة".

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تحذّر: حزب الله يورّط لبنان في النزاعات الإقليمية

إنّ وجود إيران في سوريا؛ حيث لم تقم بإنشاء قواعد عملياتية فحسب، بل أيضاً مصانع الأسلحة التي غذّت حرب حزب الله وحماس ضدّ إسرائيل، لا شك أنه يزيد من تعقيد الوضع.

إنّ تطوير إيران لتقنيات الصواريخ والقذائف الباليستية المتقدمة، التي لم تجد أيّة عوائق تقريباً منذ التوقيع على الاتفاق النووي، قد أفاد كثيراً الجماعات الإرهابية، مثل حزب الله.

وقال بريجنت: "إيران تزيد من قدرة حزب الله على استهداف إسرائيل بصواريخ وقذائف أكثر تقدماً وتوجيهاً"، "يجري تطوير هذه الصواريخ في سوريا تحت حماية شبكات الدفاع الجوي السورية والروسية".

وأضاف بريجنت: "في العراق؛ القوات الإيرانية تستطيع الوصول إلى الأموال والمعدات الأمريكية، من وزارة الدفاع العراقية، ووزارة الداخلية العراقية".

فشل ترامب في تفكيك الشبكات الإرهابية

وقال الخبير كاتوليس: إنّ "إدارة دونالد ترامب بدأت محادثات صعبة ضدّ إيران، لكنّها فشلت في اتخاذ الخطوات اللازمة لتفكيك شبكاتها الإرهابية في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة".

وأضاف كاتوليس: "تحدثت إدارة ترامب عن لعبة جيدة، وأظهرت خطاباً جيداً، لكنني أصف نهجها تجاه إيران بالاسترضاء السلبي، ببساطة لم نظهر بما يليق بنا".

جلسة استماع لجنة مجلس النواب

في 17 نيسان (أبريل) 2018؛ نظمت "لجنة مجلس النواب المعنية بالأمن الداخلي، اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب والاستخبارات"، برئاسة النائب بيتر كينغ من نيويورك، جلسة استماع حول "الدول الراعية للإرهاب"، وهو تحليل لشبكة إيران للإرهاب العالمي.

بيتر كينغ: إنّ إيران تستعين بحزب الله لتنفيذ هجماتها في أمريكا

ونشر موقع اللجنة الفرعية على الإنترنت هذه الفقرة عن جلسة الاستماع:

"إيران؛ الدولة الراعية للإرهاب، تواصل الاستثمار في المنظمات الإرهابية والمتشددة التي تهدّد البلاد ومصالح الولايات المتحدة، والمشاركة في الأنشطة التي تعيق أهداف مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، وستدرس جلسة الاستماع هذه اتجاهات العمليات الخارجية وقدرات إيران، وتدرس الانعكاسات قصيرة وبعيدة المدى على الأمن، الناتجة عن الدعم الإيراني للمتشددين الشيعة والجماعات الإرهابية العاملة في الشرق الأوسط وأفغانستان وأمريكا اللاتينية".

مخدرات وتواطؤ نخب سياسية محلية

وتضمنت الشهادة، التي أعدّها أحد الشهود، الدكتور إيمانويل أوتولنغي، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، هذا المقتطف:

"في الأعوام الأخيرة؛ تعاونت شبكات حزب الله في أمريكا اللاتينية، بشكل متزايد، مع عصابات المخدرات والعصابات الإجرامية العنيفة، وغالباً بمساعدة نخب سياسية محلية فاسدة، ويشمل التعاون: غسل الأموال، وشحن عدة أطنان من الكوكايين إلى الولايات المتحدة وأوروبا، وتوزيع وبيع المواد غير المشروعة إلى الأسواق البعيدة. وتُموّل عائدات هذه الأنشطة عمليات شراء حزب الله للأسلحة، وأنشطته الإرهابية في الخارج، وهيمنته على النظام السياسي وجهوده في كلّ من لبنان والخارج، من أجل أن تظلّ المجتمعات الشيعية موالية لقضيتها ومتواطئة مع جهودها.

إيمانويل أوتولنغي: الصلة السامة بين الجريمة والإرهاب تغذي التهديد المتنامي للجهادية العالمية وانهيار القانون والنظام في أمريكا اللاتينية

هذه الصلة السامة بين الجريمة والإرهاب تغذي التهديد المتنامي للجهادية العالمية وانهيار القانون والنظام في أمريكا اللاتينية، وهو ما يدفع المخدرات والأشخاص نحو شمال الولايات المتحدة؛ إنّه يدعم الاحتياجات المالية المتزايدة لحزب الله، وهو يساعد إيران وحزب الله في دعم ناخبين محليين في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية، ويسهّل جهودهم لبناء ملاذات آمنة للإرهابيين، وبنية تحتية إرهابية على مستوى القارة، يمكنهم استخدامها لضرب أهداف أمريكية".

من هي الخلايا النائمة؟

بشكل عام؛ تتكوّن "الخلايا النائمة" من "عناصر نائمة"؛ أي إنّ الرعايا الأجانب الذين يدخلون إلى الولايات المتحدة، بصورة قانونية أو غير قانونية، يلتزمون بسلوك كتوم للغاية فيما يعدّون استعداداتهم القاتلة، وينتظرون التعليمات لشنّ هجمات إرهابية داخل الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: بالأسماء.. أمريكا تدرج شخصيات تابعة لحزب الله في قائمة العقوبات

رغم أنّ أربعة شهود من الخبراء الحاضرين في جلسة الاستماع لم يوافقوا تماماً على كلّ القضايا التي تمت مناقشتها، بما في ذلك التعبير عن وجهات نظر متباينة إلى حدّ ما، حول مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي الإيراني، فقد اتفقوا جميعاً حول الأخطار التي تهدّد بها الخلايا النائمة الإيرانية الأمن القومي للولايات المتحدة، وعلى قدرة مقاتلين آخرين على التسلّل بسهولة إلى الولايات المتحدة، لتنفيذ هجمات إرهابية قاتلة.

خطر إيران بعد انسحاب ترامب من النووي

الآن، وقد انسحب الرئيس ترامب بحقّ، من الاتفاق مع إيران، لا يمكننا أن نتجاهل إمكانية أنّه، عند نقطة معينة، قد تنشط إيران خلاياها النائمة في الولايات المتحدة.


المصادر: pleinsfeux.org وnuitdorient

الصفحة الرئيسية