ليبيا: جرائم الاتجار بالبشر مستمرة

ليبيا: جرائم الاتجار بالبشر مستمرة


27/05/2018

قتل 15 مهاجراً إفريقياً وأصيب العشرات، كانوا في طريقهم إلى أوروبا، أثناء محاولة هروب جماعي من سجن سرّي يديره تجار البشر في ليبيا.

مقتل وإصابة عشرات المهاجرين في محاولة للهروب من قبضة تجار البشر في ليبيا في بلدة بني وليد

وأفادت منظمة "أطباء بلا حدود"، أول من أمس، بمقتل وإصابة عشرات المهاجرين قبل أيام، بعد إطلاق النار عليهم أثناء محاولتهم الفرار من تجار البشر في ليبيا، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

 وقالت المنظمة، التي تتخذ من باريس مقراً لها: إنّ أكثر من 100 شخص هربوا من سجن سرّي يديره المهربون قرب بلدة بني وليد في شمال غرب البلاد، الأربعاء الماضي، لكن تمّ إطلاق النار عليهم؛ حيث حاول محتجزوهم اعتقالهم مجدداً.

وأوضحت المنظمة أنّ أطباءها عالجوا 25 ناجياً في مستشفى بني وليد، مضيفاً أنّ بعضهم أصيبوا بإصابات خطيرة من أعيرة نارية وكسور متعددة، وأشارت المنظمة إلى أنّ بعض الناجين، ومعظمهم من المراهقين من أريتيريا وإثيوبيا والصومال، الذين كانوا يسعون إلى اللجوء في أوروبا، كانوا محتجزين لفترات طويلة وصلت إلى ثلاثة أعوام، وقال هؤلاء: إنّه "تم بيعهم عدة مرات في المنطقة المحيطة ببني وليد وبلدة نسمة القريبة من قبل تجار البشر". وأضافت منظمة "أطباء بلا حدود": "كان لدى كثير منهم ندوب ظاهرة وعلامات حروق كهربائية وجروح قديمة".

الهاربون معظمهم من المراهقين من أريتيريا والصومال وأثيوبيا كانوا في طريقهم إلى أوروبا قبل أن يقعوا بقبضة تجار البشر

وأردفت المنظمة أنّ العديد من السكان المحليين في بني وليد حاولوا حماية الفارين الأربعاء الماضي، بما في ذلك عمال المستشفيات والبلديات وأعضاء منظمات المجتمع المدني والشيوخ وأعضاء قوات الأمن، وأبلغ الناجون موظفي منظمة "أطباء بلا حدود" بأنّهم تركوا خلفهم في السجن ما يصل إلى 40 شخصاً، معظمهم من النساء، وتم نقلهم في البداية إلى منشأة آمنة في بني وليد، ثمّ نقلوا الخميس الماضي إلى مركز احتجاز في طرابلس.

من جانبه، أكّد رئيس بعثة منظمة "أطباء بلا حدود: في ليبيا، كريستوف بيتو، أنّ "الاحتجاز التعسفي لا يمكن أن يكون حلاً"، مضيفاً: "الضحايا في حاجة ماسة إلى الحماية والمساعدة"، وعمليات الاختطاف أصبحت عملاً تجارياً أكثر ازدهاراً، نتيجة سياسة الاتحاد الأوروبي في مساعدة السلطات الليبية على احتجاز المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط وإعادتهم إلى ليبيا".

السكان المحليون في بني وليد بما فيهم عمال المستشفيات والبلديات وأعضاء منظمات المجتمع المدني والشيوخ وأعضاء قوات الأمن حاولوا حماية الفارين

وقال بيان منفصل لوكالة الأمم المتحدة للهجرة واللاجئين، نقلته وكالة "رويترز" للأنباء: إنّ "المهرب سيئ السمعة، موسى دياب، كان يحتجز المهاجرين، وعددهم نحو 140 من أريتريا وأثيوبيا والصومال".

يذكر أنّ ليبيا أصبحت بوابة للمهاجرين من جنوب الصحراء على أمل العبور إلى أوروبا، لكن بعد أن أصبح البلد في حالة مأساوية، الآن، وتحكمه حكومات متنافسة، فُقدت السيطرة على حدوده الستة مع الدول الإفريقية، ليتعرض المهاجرون، الذين يفرون من الحرب والفقر، لسوء المعاملة والعنف والاتجار، والاحتجاز في مراكز لا تليق بالبشر.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية