ولاء قادة "النهضة" لتونس أم تركيا؟

ولاء قادة "النهضة" لتونس أم تركيا؟


10/06/2018

أثبتت كثير من مواقف لقادة في حركة النهضة التونسية، أنّ تركيا بالنسبة إلى الحركة أهم بكثير من تونس، وأن الشأن الاقتصادي التركي يعنيهم أكثر من الشأن التونسي.

رئيس حركة النهضة التونسية عبد الفتاح مورو يشيد بالتجربة التركية ويعدّها ملهمة لشعوب المنطقة العربية والإسلامية

وأشاد نائب رئيس البرلمان التونسي، ونائب رئيس حركة النهضة التونسية، عبد الفتاح مورو، بالتجربة التركية، وعدّها ملهمة لشعوب المنطقة العربية والإسلامية، وعدّ تقدم اقتصاد تركيا "يغيظ" قوى خارجية تسعى إلى استمرار هيمنتها.

وقال مورو، في تصريح لوكالة "الأناضول": إنّ "وجود حزب العدالة والتنمية التركي (الحاكم)، وقدرته على الإنجاز ومواجهة التحديات الاقتصادية، يجعل من التجربة التركية محل اهتمام لنا في تونس".

من جانبه، شدّد الوزير النهضاوي السابق، أبو يعرب المرزوقي، على ضرورة دعم الاقتصاد التركي، داعياً دولاً إسلامية وأغنياء المسلمين إلى إنقاذ الاقتصاد التركي، عن طريق شراء العملة التركية بالدولار، "لتصبح تركيا أقوى من كل محاولة لضربها".

وزير نهضاوي يشدد على ضرورة دعم الاقتصاد التركي ويطالب دولاً إسلامية وأغنياء المسلمين بشراء العملة التركية بالدولار

ودعا المرزوقي من أسماهم كبار المفتين إلى "أن يفتوا بأنّ الزكاة هذه السنة يحلّ صرفها في ودائع في بنوك تركيا".

 تصريحات المسؤولين في حركة النهضة أثارت تحفظ كثير من السياسيين، خاصة أنّ تونس تعيش أزمة كبيرة، والمفترض البحث عن حلول لها، لا التفكير في إنقاذ اقتصاد تركيا، لكن النائب عن الجبهة الشعبية في تونس، منجي الرحوي، اختزل الموقف بقوله: "النهضة أثبتت أنّ تركيا بالنسبة إليها قبل تونس".

كما أثارت تلك التصريحات موجة سخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بما يتعلق بسعي نواب حركة النهضة في البرلمان، لمنع اتخاذ إجراءات لحماية الاقتصاد التونسي من اكتساح السلع التركية للأسواق، عندما عارضوا بقوة مشروع قانون يفرض ضرائب إضافية ومواصفات معينة على السلع التركية، قبل أن يتم إقراره بعد انسحابهم من جلسة برلمانية خصصت، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، للمصادقة عليه.

أبو يعرب المرزوقي يدعو كبار المفتين إلى أن يفتوا بأنّ الزكاة هذه السنة يحلّ صرفها في ودائع في بنوك تركيا

وأكّد كثير من النشطاء في تعليقاتهم، أنّ ولاء النهضة ليس لتونس، بل لتركيا، لهذا يبحثون بكل ما أوتوا من قوة عن حلول للأزمة الاقتصادية التركية، دون الاكتراث بأزمة بلادهم المتفاقمة يوماً بعد يوم.

وخلال الأعوام التي تلت الانتقال الذي شهدته تونس في 2011، كانت حركة النهضة طرفاً رئيساً في الأزمة التونسية، سواء ما تعلق بتجربتها في رئاسة الحكومة، وهي فترة شهدت صعوداً لعمليات إرهابية، أو في مرحلة شراكتها في الحكم مع نداء تونس منذ 2014، وإلى الآن، وكان وجودها في الحكومة عنصر تأزيم على المستوى السياسي، وساهمت خلافاتها مع الخصوم السياسيين في إرجاء البحث عن سبل الخروج من الأزمة الاقتصادية.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية