تعرف إلى الطائفة التي تدعو إلى قتل الأرواح لتطهيرها

تعرف إلى الطائفة التي تدعو إلى قتل الأرواح لتطهيرها


10/07/2018

أفادت الأنباء الواردة من اليابان، أنه تم،  الجمعة الماضي، تنفيذ حكم الإعدام في الزعيم السابق لطائفة "أوم شينريكو"، وعدد من أعضائها، الذين نفذوا هجوماً بغاز السارين على مترو طوكيو عام 1995.

اليابان أعدمت زعيم طائفة "أوم شينريكو" وعدداً من أعضائها الذين نفذوا هجوماً بغاز السارين على مترو طوكيو عام 1995

وكان شوكو أساهارا على رأس قائمة من 13 شخصاً، صدرت أحكام بإعدامهم، بسبب الهجمات التي أسفرت عن مقتل 13 شخصاً وإصابة نحو 5800 آخرين، وفق ما أورت شبكة "بي بي سي".

وارتكبت الطائفة سلسلة من الجرائم منها: هجمات متزامنة بغاز السارين على مترو طوكيو، في آذار (مارس) 1995، ومحاولات هجوم بسيانيد الهيدروجين.

واستخدمت الطائفة غاز السارين عام 1994، وأطلقته في مدينة ماتسوموتو وسط اليابان، في إحدى ليالي الصيف، محاولة قتل ثلاثة قضاة كان من المقرر أن يصدروا أحكاماً بشأنها.

وفشل الهجوم، الذي استخدموا فيه شاحنة لنشر الغاز، في تحقيق هدفه، لكنّ الرياح وزعت الغاز في حيّ سكني، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة 600 آخرين.

فما هي طائفة أوم شينريكو؟ ومن هو مؤسسها شوكو أساهارا؟

يبلغ أساهارا من العمر 63 عاماً، وهو معلم يوغا فقد بصره جزئياً، وصدر حكم بإعدامه عام 2004، بعد إدانته بـ 13 اتهاماً، منها الهجمات بالغاز على قطار الأنفاق، إضافة إلى جرائم قتل.

أسس أساهارا طائفة أوم شينريكو (وتعني الحقيقة السامية) عام 1987، وتقوم على مزيج من الأفكار البوذية والهندوسية والتنبؤات بيوم القيامة.

طائفة "أوم شينريكيو" تؤمن بأن نهاية العالم وشيكة وأنّ الجميع سيذهب إلى الجحيم باستثناء الذين يقتلون على يد أعضائها

وتؤمن الطائفة بأنّ نهاية العالم وشيكة، وكل من هو خارجها سيذهب إلى الجحيم، إلّا إذا قتِل على يد أعضاء الطائفة.

وذكرت صحيفة "جابان تايمز"؛ أنّ زعيم الطائفة أساهارا جعل الهجوم بمثابة "محاولة مقدسة لتطهير الأرواح الملعونة في هذا العالم".

ومن الأمور التي قالها أساهارا لأتباعه؛ إنّ الولايات المتحدة ستهاجم اليابان، وتحولها إلى مكبّ للنفايات النووية.

وقال أيضاً، إنه سافر عبر الزمن، حتى عام 2006، وتحدث إلى أشخاص في ذلك الوقت عن تفاصيل الحرب العالمية الثالثة.

وحصلت الطائفة على وضع الديانة الرسمية في اليابان، عام 1989، ونجح أساهارا في استمالة الكثيرين حول العالم؛ من خلال كتبه والمحاضرات التي كان يلقيها في الجامعات، وبلغ عدد المنتمين للطائفة في أوج مجدها عشرة آلاف، على الأقل، في اليابان وخارجها.

وكان أغلب أتباعه في اليابان طلاباً في أرقى الجامعات، وقد قيل كثير عن وعود الطائفة بضمان حياة ذات معنى للشباب الذين يشعرون بضغوط دراسية كبيرة، ولا يتطلعون إلا إلى المزيد من الضغوط بعد تخرجهم.

وتحولت الجماعة تدريجياً إلى طائفة عدمية سوداوية، تؤمن بأنّ العالم سيفنى في حرب عالمية ثالثة، وأنها وحدها ستنجو من تلك المحرقة.

كما أصبحت تنحو بشكل متزايد نحو العنف والاختطاف والاعتداء على مناوئيها وقتلهم، وحتى استخدام الأسلحة الكيمياوية والجرثومية في الهجمات التي كانت تشنها.

في 20 آذار (مارس) عام 1995، وخلال فترة ذروة الازدحام، نثر أتباع الطائفة محتويات أكياس ملأى بسمّ الأعصاب "سارين"، بعد أن ثقبوا الأكياس باستخدام مظلات ذات مسامير حادة، وذلك عند خطوط قطارات المترو المارة من خلال الحي السياسي في العاصمة اليابانية، وأسفرت تلك الهجمات عن مصرع 13 شخصاً وإصابة الآلاف.

وفي الأشهر التالية؛ نفذ اتباع الطائفة عدة هجمات فاشلة لإطلاق غاز "سيانيد الهيدروجين" في عدة محطات للمترو.

صدم هجوم 1995 المجتمع الياباني، الذي كان يفاخر بتماسكه وقلة الجرائم التي تقع داخله، كما أثار أسئلة حول إخفاقات الشرطة في التحقيق في الادعاءات التي كانت قد وردت سلفاً حول نشاطات أوم شينريكيو في السابق.

وحوكم العشرات من أتباع الطائفة بتهمة الضلوع في ذلك الهجوم، وحكم على 13 منهم بالإعدام، بمن فيهم أساهارا نفسه.

توارت الطائفة عقب هجوم المترو، لكنّها لم تختفِ، بل غيرت اسمها إلى "اليف".

وعام 2007، شكل الناطق السابق باسم "أوم شينريكيو"، وخليفا أساهارا، فوميهيرو جويو، جماعة صغيرة أطلق عليها اسم هيكاري نو وا (أي دائرة ضياء قوس القزح).

وادعى جويو أنّه نأى بنفسه ومجموعته الجديدة عن عبادة أساهارا.

ونفذت المجموعة عمليات في دول الاتحاد السوفييتي السابق، في خضم الفوضى التي عمتها بعد انهياره، لكنّ المنطقة أصبحت تمثل أهمية متزايدة بالنسبة إليها في الأعوام الأخيرة.

وعام 2016؛ طردت جمهورية الجبل الأسود 58 أجنبياً، يشتبه بأنّ لهم علاقة بـ "أوم شينريكيو"، وكان هؤلاء متجمعين في فندق استأجروه.

4 من الأجانب الـ 58 من اليابان، حسبما أعلنت وزارة الداخلية في الجبل الأسود، لكنّ 43 منهم كانوا من المواطنين الروس، و7 من روسيا البيضاء، و3 من أوكرانيا، وواحد من أوزبكستان.

يذكر أنّ "أوم شينريكيو" تعدّ جماعة غير شرعية في روسيا، لكنّ السلطات الروسية تقول إن عدد أتباعها قد يصل إلى 30 ألفاً، وهي تقوم بالضغط على الناس لإجبارهم على التبرع لها بالأموال.

وفتح المسؤولون تحقيقاً جنائياً، وأعلنوا أنّ "نشاطات "أوم شينريكيو" تتضمن العنف ضدّ المواطنين والإضرار بصحتهم."

"أوم شينريكيو" طائفة مصنفة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة، وعدة دول أخرى، لكن "أليف" و"هيكاري نو وا" تتمتعان بصفة قانونية في اليابان، رغم أنّهما مصنفتان "ديانتين خطرتين" وتتعرضان لمراقبة دقيقة.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية