جامعة "المصطفى".. أخطر أكاديميات التطرف الإيرانية

جامعة "المصطفى".. أخطر أكاديميات التطرف الإيرانية


19/09/2018

بعد ولادة منظمات إرهابية متطرفة كبرى، وعملاقة وعابرة للحدود الجغرافية والدينية والسياسية، بات الحكم بأنّ الإرهاب صناعة حقيقية، بمداخن تلوّث الجوّ والفكر والحياة كلّها، حكماً لا جدال فيه ولا مراء، وهو ظاهر حتى للعين الرمداء، وقد يخيل للبعض أنّ في الأمر غرابة؛ حين نقول "إنّ الإرهاب صناعة"، لكنّها الحقيقة، كما يقول الباحث في مجال الفكر الإسلامي والمتخصص في الدراسات الفقهية، الدكتور أحمد القرالة، في مقالة له نشرتها صحيفة "الغد" الأردنية، معتبراً أنّ "الإرهاب صناعة لها مخطِّطون ومموِّلون ومنتِجون، كما أنّ لها مروِّجين ومستثمرين، والأهم من ذلك كله؛ أنّ هذه الصناعة لها أدوات ومواد أولية لوجودها".

جامعة المصطفى من أخطر أكاديميات صناعة التطرف بسعيها لخلق جيل ناشئ يتربى على أفكار وعقائد مشوَّهة

وأضاف القرالة: "المواد الأوّلية والأدوات الأساسية لصناعة الإرهاب، هم طائفة من الناس {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِها}، قوم عطّلوا عقولهم عن كلّ تفكير وتدبير، وصمّوا آذانهم عن سماع كلّ ما لا يرغبون في سماعه، وأغلقوا أعينهم عن كلّ خير".

اقرأ أيضاً: إذا كان التطرف ينام بين جنبات التراث فمن يوقظه؟!

وهذا العمل من الصناعة، ما تقوم به، وبحذافيره، جامعة "المصطفى" العالمية الإيرانية؛ "التي تُصنَّف على أنّها من أخطر أكاديميات صناعة التطرف الذي يقود للإرهاب، من خلال خلق جيل ناشئ يتربى على فكر مشوَّه، وعقائد ملطخة بالخطأ، ومصابة بالعطب، وملوَّثة بالحقد والكراهية ونفي الآخر؛ بل وقتله، وتعمد هذه الجامعة إلى ربط هذا النشء، الذي تشكِّل عقله بما يستهويها من أفكار مسمومة بالحوزات العلمية المتطرفة في قم وطهران، وفي كلّ أنحاء إيران.

تصدير التطرف

ليست عملية صناعة الإرهاب، إذاً، مرتبطة حصراً بفيلق القدس، على سبيل المثال، ولا الميليشيات المعسكرة، ولا بالحوزات؛ بل الأشد خطراً، أن ترتبط بالجامعات والأكاديميات والمعاهد التي تنتشر في طول البلاد وعرضها، في إيران أولاً، ثم يتم التصدير إلى خارجها؛ في بلاد ودول ترتبط مع إيران بعلاقات سياسية تخفي كلّ هذا الخطر في كراريس الطلبة، وكتب الفقه في قاعات الدرس والعلم.

الأخطر في صناعة الإرهاب الإيرانية أن ترتبط بالجامعات والأكاديميات والمعاهد التي تنتشر في طول البلاد وعرضها

وحين نقول: إنّ جامعة "المصطفى" العالمية هي المثال على ذلك، نعني ذلك حقاً وصدقاً؛ فهي تنتشر في أكثر من 60 بلداً خارج إيران، استناداً إلى بعض تقارير فارسية صادرة حتى عن الحكومة الإيرانية؛ فهي تعمل بمنهجية مدروسة على بثّ وتمرير أجندات الثورة الإيرانية بذريعة علمية وثقافية.

اقرأ إيضاً:  مسلمو بريطانيا يحاربون التطرف بمأسسة العمل الديني

إنّها إذاً؛ المؤسسة الرسمية الأكبر، المعنية بتصدير التطرف وصناعة الإرهاب؛ فمن المؤكد، وفق تقرير نشرته "العربية. نت": أنّ الهدف الأساسي من وراء اهتمام إيران بإرضاء مواليها، ماديّاً ومعنويّاً، جاء من خلال إنشاء مؤسسات دينية واقتصادية، بهدف صناعة جواسيس للنظام، بعيداً عن السفارات، التي لديها قسم مخصص لجمع المعلومات، يشرف عليه أحد أفراد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري، وحتى يتمكن هؤلاء الجواسيس من إنكار أيّة علاقة لهم بإيران، في حال كشفهم أو اعتقالهم، وأيضاً الاستمرار في التجسّس، بعيداً عن الرقابة على سفارات إيران في تلك الدول.

ميزانية بلا حساب

تأسست جامعة "المصطفى" العالمية، بقرار وتوجيه من المرشد الأول للثورة الإيرانية، الخميني، في محاولة منه لتعميم ونشر وتصدير مبادئ الثورة خارج إيران، فأمر بإنشاء مركز علمي متخصص وحصري بالطلبة الأجانب في قم، المدينة الدينية الأولى في إيران، تحت اسم "مجلس الطلاب غير الإيرانيين"، ثمّ أصبح "المركز العالمي للعلوم الإسلامية"، وفي 2007، بأمر من المرشد الثاني علي خامنئي، استقرّ الاسم على "جامعة المصطفى العالمية"، وقد خصصت لها ميزانيات ضخمة، لا تخضع لحسابات حكومية، بحسب الناشط والباحث الإيراني صادق زيبا كلام، مصرحاً بأنّ "ميزانية المراكز الدينية في الخارج والداخل تبلغ نحو 800 مليار تومان".

الجامعة تنتشر في 60 بلداً وتعمل بمنهجية مدروسة على بثّ وتمرير أجندات الثورة الإيرانية بذريعة علمية وثقافية

في المقابل؛ وبحسب تقارير لـ"بغداد بوست": فإنّ رصد ميزانية بمئات المليارات لدعم الجامعات والمراكز الدينية المتطرفة لنشر التشيّع الفارسي، وتصدير ثورة الخميني الإرهابي الأكبر، جريمة رهيبة؛ في حقّ الإيرانيين أولاً، وفي حقّ الشعوب التي ينتشر فيها هؤلاء الجواسيس والعملاء للتخريب والهدم؛ لذا من الضروري للغاية محاصرة الأنشطة الإجرامية للملالي، بمختلف السبل، سواء كان ذلك عبر إرساله ميليشيات أو تجنيد طلاب".

هكذا تجيب إيران عن كلّ أسئلة الإرهاب والتطرف: كيف يُخلق؟ وكيف نصنع العملاء والمتطرفين؟ وكيف نقتحم حصون الدول لتوسيع رقعة الثورة، برعاية آلاف العملاء الأجانب، الذين تجنّدهم إيران تحت اسم الدراسة في جامعة "المصطفى" العالمية، والحوزات العلمية، وعشرين مؤسسة علمية وتعليمية رديفة، ولعلّ ما نشرته الجامعة من قبيل النشر الدعائي لها، بأنّها خرجت أكثر من 50 ألف رجل وامرأة، من 122 دولة، يؤشّر على خطورة هذه المؤسسة، ودورها في خلق التطرف وصناعة الإرهاب.

اقرأ أيضاً: إيران.. الطائفية المؤدلجة والاعتدال الزائف



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية