«كاميرات مسبار الأمل» تصور المريخ وتتعقّب النجوم لتحدد طريقه

«كاميرات مسبار الأمل» تصور المريخ وتتعقّب النجوم لتحدد طريقه


04/08/2020

أحمد يحيى

بدأت أجهزة الملاحة الفضائية في «مسبار الأمل» عملها للتأكد من صحتها ومعايرتها للمواصفات التي وُضعت لها، حيث التقطت كاميرا تتبع النجوم مؤخراً أول صورة لوجهته نحو كوكب المريخ وذلك على مسافة مليون كيلومتر من كوكب الأرض، فيما يحمل المسبار أيضاً كاميرا الاستكشاف الرقمية «EXI» وهي كاميرا إشعاعية قادرة على التقاط صور مرئية للمريخ بدقة 12 ميجا بكسل.

مسار محدد

ولكي يقطع «مسبار الأمل» مسافة 493.5 مليون كيلومتر للوصول إلى المريخ، فإنه يحتاج إلى أجهزة وكاميرا تعقب للنجوم من شأنها أن تساعد في رسم تصور عن وضع المسبار لضمان اتباعه المسار المطلوب، حيث سيحتاج المسبار إلى تحديد موقعه بدقة في الفضاء بشكل دائم، ليتمكن من توجيه اللاقط الخاص به باتجاه الأرض.

ولهذا يعتمد على مجسات تعقب النجوم مستخدماً أنماط التجمعات النجمية، فيما يشبه إلى حد كبير الأسلوب الذي اعتاده البدو والبحارة في قديم الزمان للاستدلال على طريقهم، ولذلك فإن أجهزة التعقب تساعد في رسم تصور عن وضع المسبار لضمان اتباعه المسار المطلوب.

ومن ناحيتها ستوفر كاميرا الاستكشاف الرقمية «EXI» التي يحملها المسبار أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ، وهي كاميرا تلتقط صوراً رقمية ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ ولقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وتعد كاميرا إشعاعية متعددة الطول الموجي قادرة على التقاط صور مرئية للمريخ بدقة 12 ميجابكسل.

فضلاً عن ذلك فإن لديها القدرة أيضاً على الكشف عن توزيع جليد الماء والأوزون في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي للمريخ باستخدام حزم الأشعة فوق البنفسجية.

وطور الفريق العلمي لمسبار الأمل أجهزة المسبار بالتعاون والشراكة العلمية مع مختبر الفيزياء الجوية والفضاء في جامعة كولورادو في بولدر، وجامعة ولاية أريزونا، حيث كان هناك تعاون مهم لتطوير الأجهزة العلمية الـ 3 للمسبار، التي تم تصميمها بشكل مخصص لتوفر المعلومات المطلوبة عن أسباب تلاشي الغلاف الجوي للمريخ.

وتوفير أول صورة شاملة عن كيفية تغير الغلاف الجوي وتغيرات الطقس يومياً، فضلاً عن اكتشاف العلاقة التفاعلية بين الطبقات العليا والسفلى للغلاف الجوي للمريخ، وتشمل الأجهزة «كاميرا للاستكشاف» وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور رقمية ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ ولقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وجهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء».

والذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، بالإضافة إلى جهاز «المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية» لقياس الأوكسجين وأول أكسيد الكربون في الطبقة الحرارية وقياس الهيدروجين والأوكسجين في الطبقة العليا للغلاف الجوي.

وسيقوم مسبار الأمل بمهمته التي تتعلق بدارسة الغلاف الجوي للمريخ من مدار علمي يكون في أقرب نقطة إلى سطح المريخ على ارتفاع يبلغ 20 ألف كيلومتر وفي أبعد نقطة يكون على ارتفاع 43 ألف كيلومتر، وسيتمكن المسبار من إتمام دورة كاملة حول الكوكب كل 55 ساعة بدرجة ميل مداري تبلغ 25 درجة.

ويعطي هذا المدار أفضلية لمسبار الأمل عن أي مركبة فضائية أخرى، حيث لم يكن لأي من المهمات السابقة إلى المريخ مداراً مشابهاً، حيث كانت لها مدارات لا تسمح لها سوى بدراسة الغلاف الجوي للمريخ في وقت واحد خلال اليوم.

شراكات استراتيجية

وشهد مشروع «مسبار الأمل» العديد من أشكال التعاون والشراكات الاستراتيجية، سواء مع جامعات أو جهات أكاديمية أمريكية ودولية أو عبر إطلاق المسبار من خلال منصة إطلاق في المحطة الفضائية اليابانية «تانيغاشيما».

حيث عززت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء جهودهما لتكريس هذا الجانب في كافة مشروعاتهما، وهو ما يُطلق عليه تطبيق مفهوم «دبلوماسية الفضاء»، خاصة أن أي قطاع فضائي في أي دولة يعول كثيراً على التعاون الدولي مع شركاء عالميين، كما يعول أيضاً على القوة الناعمة للدولة.

وتمكنت وكالة الإمارات للفضاء من جهتها خلال 6 سنوات من إبرام شراكات مؤثرة وقوية مع أغلب وأكبر وكالات الفضاء العالمية، حيث أصبح لديها شراكة واتصال وتواصل مع أكثر من 50 وكالة فضاء إقليمية ودولية، فضلاً عن شراكات مبرمجة على هيئة مذكرات تفاهم واتفاقيات مع أكثر من 30 جهة خارجية ومحلية.

ويأتي ذلك حرصاً منها على تعزيز التعاون والاستثمار فيها بهدف جني ثمار بوضع مشاريع استراتيجية على الطاولة تعمل عليها كل الأطراف المعنية لتعزيز هذا القطاع الفضائي، وبما يعود بالنفع على قطاع الفضاء الإماراتي، كما جاء ذلك ليعكس أيضاً مدى ثقة العالم والدول المتقدمة في مجال الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.

عن "البيان" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية