آخرها مصنع قرب دمشق.. حزب الله يتورط في تجارة المخدرات

آخرها مصنع قرب دمشق.. حزب الله يتورط في تجارة المخدرات


29/12/2020

أثبت الكثير من التقارير الإعلامية والأمنية تورّط حزب الله اللبناني بتصنيع المخدرات والتجارة بها على صعيد إقليمي وعالمي. 

آخر تلك التقارير تتعلق بإنشاء ميليشيات حزب الله اللبناني، المدعوم إيرانياً، وقوات الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام السوري، أحد المصانع الجديدة لإنتاج المواد المخدرة في الريف الغربي من محافظة دمشق، حسبما ورد عبر موقع "مرصد مينا".

 

عثرت شرطة دبي في شباط الماضي على أكثر من 5 أطنان من أقراص الكبتاغون مصدرها حزب الله اللبناني

 

ونقل المرصد عن مصادر خاصة أنّ المصنع الجديد أقيم على بعد 3 كيلومترات عن بلدة "سرغايا"، بمنطقة يُطلق عليها اسم "الخرابات"، قرب الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان.

واستقدمت ميليشيات الحزب "الطباخين الكيميائيين" من الأراضي اللبنانية مطلع الشهر الجاري، وأوكلت إلى أحد حواجز الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، مهمة تأمين الطريق المؤدية إلى المصنع الجديد، وسط منع دخول الأهالي إلى المنطقة.

وفي السياق، تداول ناشطون سوريون معلومات تفيد بانتشار المخدرات ومواد تصنيعها في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وسط حديث عن وجود مصانع ومواد أولية تدخل في صناعة المواد الممنوعة التي يتم تصنيعها بإشراف مباشر من ميليشيات حزب الله، إضافة الى ضبط شحنات من المواد المخدرة بشكل متكرر.

يُشار إلى أنّ ميليشيات حزب الله تفرض سيطرتها على معظم المناطق الجبلية الحدودية بين لبنان وسوريا، بالشراكة مع الفرقة الرابعة، وتنشط في المنطقة تجارة المخدرات والأسلحة التي يشرف عليها قادة الحزب المدعوم إيرانياً، بهدف تمويل عمليات الميليشيات وعناصرها.

 

ميليشيات حزب الله اللبناني بالتعاون مع فرقة في الجيش السوري تنشئ مصنعاً جديداً لإنتاج المواد المخدرة في محافظة دمشق

 

مصدر مقرّب من الحزب كان قد أكد لـ"مرصد مينا" في وقت سابق أنّ اعتماد حزب الله على المخدرات لتمويل الميليشيات ليس جديداً ولا وليد اللحظة، ولكنه اشتد بشكل أكبر وتحولت المخدرات والحشيش إلى عصب رئيسي في تمويله بعد تخفيض إيران الدعم المالي المقدّم له ولعملياته العسكرية.

 وأشار المصدر إلى أنّ إيران خفضت دعمها المالي للميليشيا بنسبة 40%، تزامناً مع أزمتها الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأمريكية.

في السياق ذاته، شدّد المصدر على أنّ الحزب عمل خلال الأعوام الـ4 الماضية على تحديد عدة أسواق لترويج المخدرات وتوسيع نشاطه، لتوفير المزيد من الأموال.

اقرأ أيضاً: ضبط شحنة ضخمة من مخدرات حزب الله في إيطاليا

ولم تقتصر عمليات تهريب المخدرات داخلياً ضمن مناطق نفوذ ميليشيات حزب الله والجيش السوري، وإنما وصلت إلى العديد من البلدان التي أعلنت ضبط شحنات هائلة من المخدرات، ومنها؛ الأردن والسعودية ومصر واليونان وإيطاليا، وغيرها من الدول.

يُذكر أنّ السلطات الإيطالية كشفت الأسبوع الماضي عن ضبط شحنة مخدرات بلغت 15 طناً من مخدر (الأمفيتامين/ الكبتاغون)؛ أي ما يقارب 84 مليون حبة، تصل قيمتها المالية إلى حوالي مليار دولار أمريكي، موضحة أنّ التحقيقات أظهرت أنّ نظام بشار الأسد وحليفه اللبناني حزب الله يقفان وراءها.

ونقلت وكالة نوفا الإيطالية عن مصادر مطلعة أنّ سامر كمال الأسد، ابن عمّ الرئيس السوري بشار الأسد، هو من يقف وراء الشحنة التي تبلغ قيمتها مليار يورو، مشيرة إلى أنه يدير مصنعاً في قرية البصة جنوبي اللاذقية لإنتاج المواد المخدرة.

 

اعتماد حزب الله على المخدرات ليس جديداً ولا وليد اللحظة، ولكنه اشتد بشكل أكبر بعد تخفيض إيران الدعم المالي له

 

وفي منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أكّد مستشار الديوان الملكي السعودي عبد الله بن محمد المطلق تورّط ميليشيا حزب الله اللبناني بعمليات تهريب المخدرات إلى الأراضي السعودية.

تصريحات المطلق تزامنت مع إعلان الحكومة اليمنية الشرعية عن احتجاز سفينة وتوقيف 7 بحارة كانوا على متنها، قبالة سواحل مدينة المهرة، بتهمة التهريب، لافتة إلى أنه تم العثور على كميات كبيرة من المواد المخدرة أثناء تفتيشها من قبل خفر السواحل اليمني.

اقرأ أيضاً: كيف توظف إيران المخدرات لخرق العقوبات الأمريكية

وكان حرس الحدود الأردني قد أعلن خلال الأعوام الماضية إحباطه عمليات تهريب كميات كبيرة من المخدرات إلى داخل البلاد، عبر الحدود السورية.

وفي الإطار ذاته، كانت السلطات الإيطالية قد ضبطت شحنة كبيرة من المخدرات مطلع آب (أغسطس) الماضي، بعد وصولها إلى ميناء ساليرنو الإيطالي، مخبأة في بكرات ورق صناعية كبيرة.

وبعد تفتيش الشحنة التابعة لعناصر من حزب الله عثرت الشرطة على نحو 84 مليون قرص من الأمفيتامين/ الكبتاغون، تقدّر قيمتها بنحو 1.1 مليار دولار، وأكثر. وفي بداية التحقيقات، أشارت الشرطة إلى أنّ المشتبه به المحتمل كان تنظيم "داعش"، وفقاً لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

اقرأ أيضاً: ميليشيات إيران تغرق الجنوب العراقي بتجارة البشر والمخدرات

ومع ذلك، في غضون أيام، بدأت الشكوك تتحوّل نحو مجموعات شرق أوسطية مختلفة. وخلص مسؤولو المخابرات إلى أنّ المخدرات صُنّعت في سوريا، في مصانع تقع في مناطق تسيطر عليها قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وغادرت الأمفيتامينات سوريا من ميناء اللاذقية، وهي مدينة ساحلية فيها منشآت موانئ إيرانية مخصصة، ومركز معروف لعمليات التهريب التي يقوم بها حليف طهران "حزب الله.

 

التحقيقات الإيطالية أظهرت أنّ الشحنة التي تم ضبطها قبل أيام تعود لنظام الأسد وحليفه حزب الله

 

وقالت السلطات الإيطالية: إنّ عناصر الشرطة علموا بالشحنة لأنهم كانوا يراقبون اتصالات عائلة إجرامية محلية كان من المفترض أن تستلم المخدرات.

ولم يُعرف بعد ما إذا كان حزب الله متورطاً بشكل مباشر في الشحنة الإيطالية أم لا، لكنّ المحققين يقولون إنّ الحلقة تناسب نمطاً من حالات المخدرات الأخيرة في الشرق الأوسط وأوروبا المرتبطة بميليشيا حزب الله اللبناني.

وقال محللون أمريكيون وشرق أوسطيون، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط": إنّ جماعة حزب الله تواجه ضغوطاً مالية شديدة بسبب العقوبات الأمريكية، ووباء فيروس كورونا، والانهيار الاقتصادي في لبنان، ويبدو أنّ حزب الله يعتمد بشكل متزايد على المؤسسات الإجرامية، بما في ذلك تهريب المخدرات، لتمويل عملياته.

وقد ربط المسؤولون عن تطبيق القانون حزب الله بسلسلة من عمليات ضبط المخدرات الرئيسية، في مواقع تتراوح بين الصحراء الفارغة على طول الحدود السورية الأردنية إلى وسط وجنوب أوروبا. ويقول محللون استخباراتيون: إنّ العديد من الحالات تتعلق بكبتاغون مزيف، وهو دواء صناعي بدأ نشطاء حزب الله بتصنيعه منذ أكثر من عقد من الزمان.

وقال مسؤول استخبارات شرق أوسطي يتابع عن كثب عمليات وتحركات حزب الله غير المشروعة: "لقد تولوا العمل بأكمله الذي يرتبط بالكبتاغون، ولا شك في ذلك".

وفي شباط (فبراير)، عثرت الشرطة في دبي على أكثر من 5 أطنان من أقراص الكبتاغون في حجيرات مخفية داخل بكرات الكابلات الصناعية، مصدرها بحسب مصادر أمنية حزب الله اللبناني، وفق ما أوردت صحيفة البيان.

 

مستشار الديوان الملكي السعودي يكشف عن تورط حزب الله اللبناني بعمليات تهريب المخدرات إلى الأراضي السعودية

 

وفي حزيران (يونيو)، حذّر تقرير صادر عن وكالة إنفاذ القانون الأوروبية (يوروبول) من أنّ عناصر حزب الله يتاجرون بالماس والمخدرات ويغسلون الأموال باستخدام الدول الأوروبية قاعدة.

وقال رئيس مركز عمليات مكافحة الإرهاب التابع لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية جون فرنانديز، في مؤتمر صحفي أخير حول حزب الله: "عندما يتعلق الأمر بجني الأموال، فإنهم (حزب الله) لا يهتمون بالخلافات الطائفية أو الاختلافات الدينية... لقد رأيناهم يعملون مع المجرمين من أديان عدة، وحتى مع عصابات يهودية".

اقرأ أيضاً: إيران: تجارة المخدرات المربحة التي يديرها "الحرس الثوري"

وظهرت علاقة حزب الله بعصابات الجريمة المنظمة وبيع المخدرات في أمريكا الجنوبية بداية الألفية الجارية، عندما وضعت وزارة الخزانة الأمريكية المدعو أسعد بركات على قائمة العقوبات عام 2004 واصفة إياه بأنه "الذراع الأيمن لحسن نصر الله في أمريكا الجنوبية"، متهمة إياه بإدارة شبكة سرّية لجمع الأموال لصالح حزب الله عبر تهريب المخدرات والسلع المقرصنة، وفق ما أوردته "الجزيرة" حينها.

وفي عام 2008 توسعت الدائرة، فقد أُلقي القبض على "نمر زعيتر" بتهمة محاولة تهريب الكوكايين إلى الولايات المتحدة، وفي وقت لاحق عام 2013 قُبض على شقيق أسعد بركات، "حمزة علي بركات"، بتهمة تأسيس شبكة احتيال وتهريب بصحبة مجموعة من المهربين اللبنانيين في عدة دول بأمريكا الجنوبية، وفي منتصف العام 2018 اعتُقل شخص آخر من العائلة هو "محمود علي بركات" بتهمة تبييض الأموال وتجارة المخدرات لصالح الحزب.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية