آيدكس 2019.. دورة استثنائية بعام التسامح لتحقيق أهداف تنموية وإنسانية

آيدكس 2019.. دورة استثنائية بعام التسامح لتحقيق أهداف تنموية وإنسانية


19/02/2019

أحمد نصير

لا يعد معرض "آيدكس 2019" الذي تستضيفه الإمارات هذه الأيام، أحد أكبر المعارض المتخصصة في قطاع الصناعات الدفاعية على الصعيدين الإقليمي والدولي فحسب، بل هو فعالية عالمية محملة برسائل وأبعاد اقتصادية وتنموية لخدمة الحق والخير والسلام والتنمية.

هكذا يكون الحال عندما يقام معرض للصناعات الدفاعية، يعد الأبرز لصناع القرار والخبراء في قطاع الصناعات الدفاعية والعسكرية، على أرض السلام والرخاء وفي عام التسامح، فلابد للحق من قوة تحميه وتؤمن استمرار السلام، حتى يسود الخير وينتشر الرخاء.

ومن هنا يأتي اهتمام الإمارات بتوطين وتطوير صناعاتها الدفاعية، ودمجها في الدورة التنموية لتكون أحد الروافد الهامة لاقتصادها الوطني وإحدى الأدوات الحيوية لسياسة التنويع الاقتصادي.

ويساعد على تحقيق هذه الأهداف معرضا الدفاع الدولي "أيدكس 2019" والدفاع البحري "نافدكس 2019"، والذي تقام النسخة الأكبر في تاريخهما هذا العام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

وتتزامن هذه الدورة على وجه الخصوص مع اليوبيل الفضي لمعرض "آيدكس" الذي انطلق في عام 1993، ويعقد مرة كل عامين، ليصبح من أهم المنصات المتخصصة في مجال الصناعات الدفاعية على المستويين الإقليمي والدولي.

توطين الصناعات الدفاعية
يساعد المعرضان على نقل وتوطين وتطوير الصناعات الدفاعية والعسكرية، من خلال إتاحة الفرصة للاطلاع على أهم الأنظمة الدفاعية والعسكرية، وأهم الحلول المبتكرة والمشاريع المستقبلية التي يتم تنفيذها في أنظمة الدفاع، والاستفادة من التطور الذي وصلت إليه الدول المتقدمة في الصناعات الدفاعية والعسكرية وذلك من خلال عقد الشراكات والصفقات وتعزيز التعاون بين الشركات الوطنية وأبرز الشركات العالمية.

ويشارك في المعرضين هذا العام عدد كبير من الشركات العالمية مثل لوكهيد مارتن ورايثيون وبوينغ وروستك وتاليس، إلى جانب نخبة من الشركاء المحليين مثل شركة الإمارات للصناعات العسكرية، وشركة توازن القابضة، وشركة أبوظبي لبناء السفن.

وقد بلغت قيمة الصفقات المبرمة في اليومين الأولين في المعرضين حوالي 12 مليار درهم إماراتي توزعت على 57 شركة محلية ودولية والذي تستمر فعالياته حتى الخميس المقبل.

تنمية اقتصادية
كرست معارض الدفاع، كما أرادتها الإمارات منذ ربع قرن، حقيقةً ثابتة، بأنها ليست لسباق التسلح، وإنما لدمج الصناعات الدفاعية في الدورات الاقتصادية والتنموية .

وقد ساهم معرضا "أيدكس" و"نافدكس" على مدى السنوات الماضية في دعم وتطوير قطاع الصناعات الدفاعية الوطنية والتي تشكل قطاعاً هاماً لدفع عجلة التنمية الاقتصادية في الإمارات؛ تحقيقاً لخطة مئوية الإمارات 2071 في تنويع مصادر الدخل وتطوير القدرات الوطنية وتأهيل الكوادر البشرية.

كما ساهما في دعم رؤية أبوظبي 2030 في تعزيز الصناعات المحلية غير النفطية من خلال استقطاب كبريات الشركات المتخصصة في تقنيات وخدمات الدفاع والأمن الجوي والبري والبحري الأمر الذي انعكس إيجابيا على الصناعات المحلية غير النفطية.

وتعد الصناعات العسكرية في الإمارات حاليا دعامة متينة لقاعدة اقتصادها الوطني ولخطط تنويع مصادر الدخل وإحدى الأدوات الهامة في اقتصاد ما بعد النفط انسجاما مع الرؤية التنموية الشاملة التي تتبناها الإمارات، والتي ترجمتها "رؤية 2021" الرامية إلى جعل الإمارات في مصاف الدول المتقدمة.

تحديث الجيش ونشر السلام
أضحى معرضا آيدكس ونافدكس والمؤتمر الدولي المصاحب لهما محطة مهمة لتبادل الخبرات والأفكار ومنصة لمناقشة أهم القضايا المتعلقة بشؤون الدفاع.

ويوفر هذا الحدث فرصة مهمة لتعزيز التعاون العسكري والتنسيق القائم بين دولة الإمارات والدول المشاركة، بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز من فرص التقارب والتعاون الثنائي في مجالات تعزز الأمن والسلام وتنشر قيم الاعتدال والتسامح وتكافح الإرهاب.

وفي دلالة واضحة على أهمية هذا الحدث الهام، شارك في مؤتمر الدفاع المصاحب للمعرضين أكثر من 77 وزير دفاع و79 شخصية عسكرية رفيعة المستوى من 82 دولة، الأمر الذي يجعله أحد اهم القمم العسكرية الدفاعية في العالم، والتي تساهم في دعم ركائز الأمن والسلم الدوليين، وخاصة في ظل ما يموج به العالم والمنطقة من متغيرات وصراعات.

أيضا يتيح المعرضان التطوير المتواصل للقوات المسلحة الإماراتية لتعزيز دورها في تحقيق السلام والأمن الإقليمي والدولي.

كما يساهم المعرضان، في تنمية قطاع الصناعات الدفاعية العالمية باعتبار القطاع عنصرا أساسيا من عناصر حفظ السلام وصون الاستقرار الضروريين في الحفاظ على مكتسبات الدول والشعوب وفي حماية العمل التنموي بمختلف مناطق العالم.

إبداعات وطنية
أيضا يسهم المعرضان بشكل واضح في تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة ليس كمكان للعرض، وإنما باعتبارها منطلقا للابتكار، كما يمثلان شهادة دولية جديدة على قوة الصناعة العسكرية الإماراتية، التي أصبحت قادرة على المنافسة عالميا.

وقد شهد معرض آيدكس منتجات عسكرية جديدة صنعت بإبداعات وطنية، فقد دشن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال معرض آيدكس آلية "عجبان " المدرعة 447A التي تنتجها شركة " نمر " الإماراتية التابعة للمؤسسة العامة للصناعات العسكرية.

وتعد آلية عجبان المدرعة الجديدة متعددة المهام.. نسخة مطورة من سلسلة " آليات عجبان " صممت لتأدية مجموعة واسعة من الأدوار العسكرية المتخصصة بما يوفر مستويات عالية من القدرة على البقاء والحركة والقوة النارية.

وتصنف آلية عجبان الجديدة كمركبة تكتيكية عسكرية تقل سبعة أفراد وتتميز بكابينة مدرعة عالية التكوين ومصممة لوحدات مختلفة مثل فرق الاستجابة التكتيكية وحرس الحدود والاستطلاع ومكافحة التمرد والقوات الخاصة، فيما يمكن تزويدها بنوعيات متعددة من الأسلحة الخفيفة.

كما يعمل نظام الإطارات الداعمة لقدرة الآلية للمسير أكثر من 100 كيلو متر في حال إصابتها وتمتلك خزان وقود مجهزا بنظام معالجة ذاتية عند حدوث أي ثقب.

و أعرب الشيخ محمد بن زايد عن سعادته برؤية الصناعات الوطنية وهي تقدم آليات عسكرية متطورة ومصممة للأحداث كافة ومجهزة بأحدث التقنيات المتقدمة، مشيرا إلى أهمية مواصلة البحث و التحديث والتطوير و الاستفادة من العلوم والتجارب المتقدمة لتعزيز الخيارات في تنويع الصناعة العسكرية الوطنية.

كما أطلقت بارج للذخائر - إحدى شركات مجموعة الإمارات للصناعات العسكرية "إديك" - أحدث منتجاتها العسكرية في مجال تصنيع الذخائر والتي تتمثل في قذيفة آلية فائقة السرعة طراز 40*53 ملم.

وتتمتع الذخيرة الجديدة بقدرة أكثر دقة على إصابة الهدف، بالإضافة إلى امتلاكها خاصية التدمير الذاتي لمواجهة أي احتمال عدم انفجارها. وتتخطى هذه الذخائر في قدراتها ذخائر STANAG 4403 .

ثقة عالمية
وكنتيجة لهذا التطور المستمر، وترجمة لثقة العالم في الصناعات العسكرية الإماراتية، باتت تلك المنتجات مطلوبة في العديد من الدول.

وأكد حمد سالم العامري، مدير تنفيذي تطوير الأعمال بشركة الإمارات للصناعات العسكرية "إديك"، أن شركة الإمارات للصناعات العسكرية تسوق منتجاتها في دول مجلس التعاون وشمال أفريقيا، لافتا إلى أن الشركة تخطط لدخول الأسواق الآسيوية خلال الفترة المقبلة.

وبين أن الدورة الحالية من معرض الدفاع الدولي "آيدكس 2019" تشهد قدرات تصنيع دفاعي وأمني إماراتية نوعية قادرة على المنافسة عالميا لما تتمتع به من كفاءة عالية في التصنيع.

وقال العامري إن "إديك" تضم تحت مظلتها 12 شركة دفاعية وأمنية تخدم أكثر من قطاع حيوي للقوات المسلحة جوا وبرا وبحرا وكذلك القطاع الذي تتم عن طريقه تقديم الخدمات التقنية القائمة على الابتكار .

دورة استثنائية
وتشكل الدورة الحالية لـ"آيدكس" أهمية استراتيجية كونها تصادف الاحتفال باليوبيل الفضي لتأسيس المعرض.

وتمكن "أيدكس" من تحقيق نجاحات مهمة منذ انطلاقته الأولى قبل 25 عاماً؛ حيث تضاعفت أعداد الشركات المشاركة بالمعرض بنسبة 400% منذ عام 1993، في حين ارتفعت أعداد الدول بنسبة 250% في ذات الفترة.

كما ارتفع أعداد الزوار بنسبة 500% من جميع أنحاء العالم، أما المساحات الكلية المخصصة للعرض فقط ارتفعت بنسبة 900% مقارنة مع الدورة الأولى للمعرض.

وشهدت الدورة الحالية للمعرضين تحقيق العديد من الأرقام القياسية؛ حيث ارتفعت المساحة الكلية للمعرضين بنسبة 26% لتصل إلى 168 ألف متر مربع، مقارنة مع 133 ألف متر مربع في عام 2017.

كما ارتفع عدد الشركات العارضة بنسبة 6% ليصل إلى 1,310 شركات مقارنة مع 1,235 شركة في الدورة السابقة؛ حيث تمثل الشركات الدولية ما نسبته 85% من عدد الشركات الكلي، في حين وصل عدد الشركات المحلية العارضة إلى 170 شركة، وتمثل ما نسبته 15% من المجموع الكلي للعارضين.

كما ارتفعت أعداد الدول المشاركة بنسبة 9% لتصل إلى 62 دولة مقارنة مع 57 دولة في دورة عام 2017، كما ارتفعت أعداد الأجنحة الوطنية المشاركة بنسبة 18% لتصل إلى 33 جناحاً مقارنة مع 28 جناحاً في الدورة الماضية.

على صعيد متصل، ارتفعت المساحات المخصصة للعروض في معرض الدفاع البحري (نافدكس 2019) بنسبة 52% لتصل إلى 45 ألف متر مربع، مقارنة مع 30 ألف متر مربع في الدورة السابقة.

كما ارتفع عدد الشركات العارضة لتصل إلى 113 شركة مقارنة مع 99 في الدورة السابقة، التي تمثل نسبة زيادة وصلت إلى 14%. كما ارتفع عدد القطع البحرية المشاركة في نافدكس بنسبة 66% لتصل إلى 20 قطعة عسكرية بحرية من 15 دولة.

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية