أحدهم وصفها بـ"الحيوان".. تعرّف إلى 5 من أبرز الفلاسفة الذين عادوا المرأة

أحدهم وصفها بـ"الحيوان".. تعرّف إلى 5 من أبرز الفلاسفة الذين عادوا المرأة


09/03/2021

رغم ما يُعرف عن الفلاسفة، في الغالب، بأنّهم أكثر الناس حكمة وتفتحاً في مختلف مجالات الحياة وأقدرهم على النظر بعقلانية إلى قضايا المجتمع والفصل فيها بمنطقية ودون تحيّز، إلّا أنّ العديد منهم وعلى اختلاف عصورهم تبنوا مواقف سلبية فيما يتعلّق بالمرأة وقضاياها، تتعمّد في مجملها تكريس دونية المرأة وإقصاءها من الحياة العامة لصالح الرجل على أنّه إنسان غير ناقص يمكن له أن يأمل في الوصول إلى الكمال.

 

لم يقتصر احتقار المرأة و ازدراؤها على فلاسفة العصور القديمة فحسب؛ فقد استمرت بعض المذاهب الفلسفية الحديثة بتكريس التمييز والعنصرية ضد المرأة

 

ولم يقتصر احتقار المرأة و ازدراؤها على فلاسفة العصور القديمة فحسب؛ فقد استمرت بعض المذاهب الفلسفية الحديثة بتكريس التمييز والعنصرية ضد المرأة، وتالياً نستعرض 5 فلاسفة قلّلوا من شأن المرأة وعادوها في فلسفتهم.

 سقراط

 بدأ التمييز بين الرجل والمرأة وتفضيله عليها منذ عصور ما قبل الميلاد، ولعلّ أول تعبيرٍ في تاريخ الفلسفة يُشير إلى التقليل من شأن المرأة، أتى على لسان الفيلسوف اليوناني سقراط الذي يُعدّ شهيد الدفاع عن المبدأ ومؤسس علم المنطق الصوري، حين قال "النساء يولّدن الأجساد، أما الفلاسفة فيولّدون الأرواح"، كما جاء في مأدبة أفلاطون.

تمثال للفيلسوف اليوناني سقراط

 ولم يتوقف كره الفيلسوف اليوناني للمرأة عند حدّ وصفها بأنّها "لا تصلح إلا للإنجاب" فحسب، بل تعدى ذلك إلى حد اعتبارها "مجرد مخلوق مشوّه أنتجته الطبيعة ولا يمكنه ممارسة الفضائل الأخلاقية مثل الرجل".

 

أغلق أرسطو بفلسفته الأبواب في وجه المرأة لعدة قرون حينما اختصرها في مجرّد وعاء، يحتضن الجنين ويقدّم له الغذاء

 

 ويقال إنّ سقراط الذي لم ينفِ فضل امرأة على تكوينه المعرفي وهي السيدة "ديوتيم دومانتيني" كما جاء في مأدبة أفلاطون، طلب يوم موته بالسم أن تغادر النساء كلهن الغرفة ليبقى مع أصدقائه الذكور.

 أفلاطون

 أمّا أفلاطون، صاحب كتاب "الجمهورية"، والمعروف بمدينته الفاضلة، وبالرغم من مطالبته بتحسين وضع المرأة أحياناً، إلّا أنّه يرى أنّ المرأة أدنى من الرجل في العقل والفضيلة، لدرجة أنّه كان يأسف على كونه ابن امرأة، ويزدري أُمّه لأنها أنثى.

الفيلسوف اليوناني أفلاطون

 ويذهب أفلاطون، الذي يُصوّر على أنّه "أب الفلسفة" في معتقداته إلى أكثر من ذلك؛ إذ إنّه يعتبر الرجل وحده المخلوق مباشرة من الآلهة التي وهبته روحاً، ومن هنا فالرجال وحدهم الكائنات الإنسانية غير الناقصة التي يمكن أن تأمل في الوصول إلى الكمال.

 ولم يتحرج أفلاطون في محاورته للفيلسوف اليوناني طيماوس من القول إنّ "أحسن ما تأمله المرأة هو أن تتحوّل إلى رجل".

 أرسطو

 أغلق أرسطو بفلسفته الأبواب في وجه المرأة لعدة قرون حينما اختصرها في مجرّد "مادة" بمعنى وعاء، يحتضن الجنين ويقدّم له الغذاء فقط، بينما يخصص للرجل صفة أنبل هي الجوهر والكمال.

تمثال للفيلسوف اليوناني أرسطو

ويعتقد أرسطو أنّ المرأة تعاني من خطأ طبيعي، يتمثّل في عدم قدرتها على توليد "المنيّ" الذي يحتوي على كامل الكائن البشري؛ فالمرأة حسب رأيه "رجل مصاب بالعقم"؛ أي إنّها أقل شأناً من الرجل أنطولوجيا (بطبيعتها)، وهي أقرب إلى الطفل أو الحيوان وخلقت لتكون تحت حكم الجنس الأقوى.

نيتشه

لم يختلف الأمر كثيراً عَقِب العهد اليوناني، بل استمرت النظرة ذاتها لدى عدد من فلاسفة العصر الحديث، ومنهم الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، الذي يرى أنّ المرأة "لا تزال في أفضل الأحوال حيواناً كالقطط والكلاب والأبقار، وأنها تتآمر مع كل أشكال الانحلال ضد الرجال".

الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه

ويتبنى نيتشه المعروف بمزاجه الشرس أقصى حدود التطرف تجاه المرأة؛ إذ يقول في كتابه "هكذا تكلم زرادشت"، إنّ "المرأة نصف البشرية الضعيف، المضطرب، المُتقلِّب، المتلوّن، إنّها بحاجة إلى ديانة للضعف تقدس الضعفاء، والمحبين، والمتواضعين، أو لعلها تحول القوي إلى ضعيف وتنتصر عندما تنجح في التغلب على القوي. لقد تآمرت المرأة دوماً مع كافة صور الانحلال ضد الرجال "الأقوياء".

ويتجلى كره نيتشة واحتقاره للنساء في مقولته الشهيرة؛ "إذا زرت امرأة لا تنسى أخذ السوط معك".

شوبنهاور

أما الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور والذي يُعدّ صاحب عقل مستنير في قضايا كثيرة؛ فكان يُبدي كرهاً غير معقول للمرأة، التي تحدث عنها قائلاً "لا يجب أن يكون في العالم سوى ربات بيوت، تُحسن التنظيف والطهي، وبنات شابات لا يحلمن إلا أن يكنّ كذلك. ولا يجب تدريبهن على الغطرسة ولكن على العمل والخضوع".

 

اشتهر شوبنهاور بكونه واحداً من أكثر فلاسفة العصر الحديث بغضاً للمرأة التي يراها عيباً من عيوب المجتمع

 

واشتهر شوبنهاور بكونه واحداً من أكثر فلاسفة العصر الحديث بغضاً للمرأة التي يراها عيباً من عيوب المجتمع، وانعكس كرهه هذا على علاقته بوالدته التي يعتبرها السبب في انتحار والده.

الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور

وبالرغم ممّا سبق، لا ينظر كل الفلاسفة إلى المرأة بدونية؛ فقد نجحت بعض الأفكار المناصرة لها منذ العصور القديمة في كسر المعتاد، ففي حديقة الفيلسوف أبيقور مثلاً كان للمرأة الحق في التفلسف وتولي مناصب عليا حيث كان يُنظر إليها بمساواة مع الرجل، وقد ترأست مدرسة أبيقور عشيقته "ليونتيوم" التي واصلت نشر أفكاره حتى بعد وفاته.

كما عرف عن الفيلسوف "فيثاغورس" حبه الكبير للنساء واحترامه لقدراتهن العقلية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية