أردوغان العالق في دوامة أزمات 2021 يخطط لرؤية 2053!

أردوغان العالق في دوامة أزمات 2021 يخطط لرؤية 2053!


09/02/2021

 مفارقة عجيبة تلك التي يُطل من خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فبينما لا تزال تركيا عالقة في دوامة من الأزمات

لم يعد من الممكن أن يحجبها عن الرأي العام في تركيا بخطاباته المغرقة في الاستقطاب والبعيدة عن واقع الحال، ففي أحدث تصريح له ضمن خطاباته الموجهة لمؤتمرات حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، قال إنه سيعمل مع 84 مليون مواطن للوصول إلى أهداف تركيا للعام 2023، ثم الانتقال إلى تحقيق رؤية 2053 المنشودة.

فالرئيس الذي يخطط لاستبدال الدستور وتصحيح مسار العلاقات مع الشركاء الغربيين وتطبيق خطة إصلاحية بعناوين فضفاضة ودعائية، لم يخرج من الأزمة الراهنة ويفكر في "رؤية 2053".

والحقيقة أن تركيا في العام الحالي قد دخلت بالفعل مرحلة مقلقة بشهادة كل خصوم الرئيس وحتى من داخل معسكره الذي سارع بتحذيره من أن الوضع ينذر بكارثة على جميع المستويات وهو ما دفعه كرها للتراجع عن معارك يخوضها منذ سنوات ومنها معركة خفض سعر الفائدة التي اختزل فيه معظم شرور التضخم والتدهور الاقتصادي وتخلى عن صهره وزير المالية براءات ألبيرق وبدأ في تطهير الوزارة من المقربين منه واستبدل محافظ البنك المركزي بوالد زوجته السياسي والاقتصادي المخضرم ناجي إقبال.  

وقال الرئيس التركي اليوم، إن بلاده وقفت صامدة أمام التحولات السياسية والاقتصادية العالمية بفضل بنيتها التحتية القوية في الوقت الذي اهتزت فيه الدول المتقدمة والنامية، معربا عن فخره "برفع تركيا إلى مستويات عليا في مختلف المجالات التعليمية والصحية والنقل والطاقة والرياضة خلال 18 عاما من حكم حزب العدالة والتنمية".

وصحيح أن تركيا حققت طفرة اقتصادية خلال السنوات العشر الأولى من تولي العدالة والتنمية الحكم، لكن بقدر سرعة الصعود بقدر سرعة الانحدار في السنوات الأخيرة وهو ما لا يمكن لأردوغان تغطيته أو الالتفاف عليه.

وقال اليوم الاثنين "يسعدنا زيادة سمعة بلدنا عبر السياسات الشريفة والحازمة التي نتبعها في محاربة الإرهاب وضمان أمن حدودنا ومد يد العون لجميع المظلومين".

وبالفعل تحولت تركيا إلى رقم صعب في معادلة التوازنات الإقليمية والدولية لكن لجهة الصدام والتوترات التي دفعت اقتصادها إلى حالة من الركود بعد أن تحولت السوق التركية الناشئة إلى طاردة للاستثمارات الأجنبية وبعدما أساء للعلاقات مع دول الخليج ودول عربية وفجر توترات مع حلفاء بلاده الأوروبيين.

ويؤكد محللون أن تركيا تدفع اليوم فاتورة طموحات الرئيس أردوغان ومشروعه الايديولوجي، مشيرين إلى انق قد يكون حقق مكاسب شخصية لكن يتساءلون بأي ثمن.

ولا يعني ذلك أن تركيا لم تحقق مكاسب في عهد العدالة والتنمية، لكن اختزال كل المكاسب واعتبار كل الانجازات نتاجا لسياسات الحزب الحاكم مغالطة تاريخية وسياسية كبيرة، فأردوغان حين تولى السلطة لم يبدأ البناء من الصفر وإنما وجد بنى تحتية ضخمة تشمل كل المجالات من تعليم وصحة ووجد دولة مؤسسات.

وكل تلك العوامل ساهمت في النمو الذي تحقق في العشرية الأولى من حكم العدالة والتنمية، لكن السياسيات التي انتهجها الرئيس مدفوعا بنزعة سلطوية وطموحات شخصية انحرفت بدولة القانون والمؤسسات إلى دولة الفرد والحزب الواحد وهي، وفق ما يرى محللون، سبب علل البلاد حاليا.

عن "أحوال" تركية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية