أردوغان يبدأ التتريك والعثمنة في ليبيا بأهم طُرق تاجوراء

أردوغان يبدأ التتريك والعثمنة في ليبيا بأهم طُرق تاجوراء


15/06/2020

فيما يبدو أنّه ردّ مُتعجّل على إزالة مدينة الرياض السعودية اسم أهم سلاطين آل عثمان من أحد شوارعها، وعلى غرار ما يحدث اليوم في مناطق الاحتلال التركي شمال سوريا من تغيير لأسماء المواقع والشوارع وفرض استخدام الليرة التركية، ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية اليوم أنّ بلدية تاجوراء الواقعة شرقي العاصمة الليبية طرابلس، أطلقت اسم "السلطان سليمان القانوني" على أهم الطرق الموجودة في المدينة، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.
جاء ذلك في منشور شاركه، الاثنين، رئيس بلدية تاجوراء حسين بن عطية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأفاد بأن بلدية تاجوراء: قررت رسمياً تسمية الطريق الذي يبدأ من منارة الحميدية "الفنار" وصولا إلى جزيرة الدوران المعروفة بـِ "جزيرة إسبان"، باسم "طريق السلطان سليمان القانوني".
ولا يبدو أنّ خطوة حكومة الوفاق الليبية التي تُسيطر على عاصمة البلاد بدعم عسكري تركي مباشر، قد اتخذت بقرار مُستقل، حيث بات الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان مُهيمناً على سياسة رئيس حكومة طرابلس فائز السراج الداخلية والخارجية.
وكانت أنباء الأناضول جنّدت أمس محرريها وكُتّابها للردّ على الخطوة السعودية اللافتة بإزالة رموز آل عثمان من العاصمة، والتي لاقت تأييداً واسعاً وأصداء إيجابية في الشارع العربي بشكل عام.
من جانبها، وكعادتها في الدفاع المُستميت عن كل ما يتعلق بآل عثمان، جنّدت وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية محرريها وكُتّابها للردّ على الخطوة السعودية اللافتة التي لاقت تأييداً واسعاً وأصداء إيجابية في الشارع العربي بشكل عام.
وأثار ذلك جدلا واسعا واستفزّ العديد من الأطراف الموالية لتركيا من الإخوان وغيرهم، حيث تُعبّر الجماعات الإخوانية عن استعدادها في كل مناسبة لإظهار الولاء لأردوغان والعثمانيين القدماء منهم والجدد، فكانت اللحظة مواتية لإبراز هذا الولاء مع انتشار خبر إزالة اسم “سليمان القانوني” عن أحد شوارع الرياض، وفقاً لما أوردته اليوم صحيفة "العرب" اللندنية واسعة الانتشار.
بالمقابل، أيّد ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي خطوة الرياض، قائلين إن سليمان القانوني لم يكن بطلا تاريخيا عند المؤرخين وعلماء المسلمين أبدا بل كان ظالما غاشما يبطش بالإسلام والمسلمين، وإن كان ثمة نصرة للإسلام في الظاهر إلا أن هذه النصرة لأغراض شخصية سياسية حقيقةً.
وتقول دائرة المعارف البريطانية إنّ سليمان حُكم سليمان، الذي امتدّ 46 عاماً، كان مُضطرباً بسبب الصراع بين أبنائه ومع أنسابه، فقد أصبح ابنه مصطفى بحلول عام 1553 مركزا للسخط في آسيا الصغرى وتمّ إعدامه في ذلك العام بأمر من السلطان الذي تخوّف من أن ينقلب عليه.
وتبع ذلك بين عامي 1559 و1561 نزاع بين الأمراء سليم وبايزيد على خلافة العرش، والذي انتهى بهزيمة وإعدام بايزيد. وتوفي سليمان القانوني أثناء حصار قلعة زيغتفار في المجر في 6 سبتمبر عام 1566.
وكان سليمان، الابن الوحيد للسلطان سليم الأول، الذي وصل بدوره إلى السلطة بعد صراعه مع أخوته ووالده بايزيد الثاني، حيث نجح في الإطاحة بوالده وطارد أخوته فقتلهم ليقضي على أيّ فرصة لهم لمنافسته أو تهديد حكمه.
وفي الحقيقة لم يشتهر أهم السلاطين والأمراء العثمانيين، إلا بإعدام أبناءهم وأشقائهم بدم بارد، وتمّ وصفهم بالهمجية والبربرية، إذ كان قتل الأخوة مُباحاً للظفر بالسلطنة ومُشرّعاً بشكل قانوني، وكان لذلك آليات مُعتمدة ووسائل مُباحة.
وتفشّى استخدام هذا القانون الفريد من نوعه بدرجة كبيرة سعياً للحصول على منصب السلطان، لدرجة أنّ فترات كثيرة من تاريخ العثمانيين شهدت مخاوف كبيرة من انقراض العائلة العثمانيّة بسبب قتل الغالبية العظمى من أخوة وأبناء السلاطين، كما تقول كافة المصادر والمراجع التاريخية المُعتمدة.

عن "أحوال" التركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية