أسوأ فروع تنظيم "الإخوان"

أسوأ فروع تنظيم "الإخوان"


01/10/2020

أحمد أميري

تتأذى العدالة حين يفر من استحق أن تأخذه في مجراها نحو مؤاخذته عما اقترف جزاءً وفاقاً. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يقول عز من قائل: «عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، وفي منزلة بين المنزلتين هو موقف الإماراتي مع فلول «الإخوان» الذين صعدوا طائرات اللاعودة في اللحظة التي كان الكثير من قياداتهم يساقون إلى المحاكمة، وذلك على خلفية إعطاء التنظيم الدولي الأذن للفرع المستكن في الإمارات بالإعلان عن ولادته إبان «الربيع العربي». 
هؤلاء الهاربون من وجه العدالة يقدّمون خدمة لا فضل لهم فيها وهي تعرية فكرهم وتنظيمهم، ذلك أنه لم يتسنّ للإماراتيين الاستماع إلى «وجهة نظر» هذا الفرع الإخواني، فقد كان إلى ما قبل «الربيع» يعبّر عن وجهة نظر «الإصلاح»، ولم يمر وقت طويل بين تعبيره علانية عن وجهة نظر «الإخوان»، والبدء خفية في تنفيذ مخططاته على الأرض، وسقوطه في يد العدالة، فضلاً عن شح الدراسات والأبحاث عن الفروع «الإخوانية» في الخليج بشكل عام.
هؤلاء الهاربون ينشطون في مواقع التواصل الاجتماعي: يفضحون حقيقة «الإخوان»، ويكشفون زيف الادعاءات التي روّجوا لها طويلا قبل «الربيع». وبطبيعة الحال، الكلام هنا عن انكشافهم على الرأي العام الإماراتي، وليس على السلطات التي كانت ترصدهم، بل أعطت لهم الفرصة للانتساب كمتطوعين في البرامج الحكومية ذات الصلة بخدمة الإسلام والمسلمين، إن كانت الدعوة إلى الله هي غايتهم فعلاً. والكلام أيضاً عن الاستماع مباشرة إلى أفراد التنظيم أنفسهم، إذ الاعتراف الصادر من المتهم الفار هو سيد الأدلة كلها، خصوصاً أن أكثر هؤلاء ينشطون من تركيا، راعية التنظيم الدولي الإخواني.

وأول ما يكشفه هؤلاء الفارون أنهم «إخوان»، إذ بدأ هذا الفرع في العمل تحت لافتة «الإصلاح» بزعم أنهم جماعة دعوية، وبعد انكشاف جانب من حقيقتهم اعترفوا بأنهم «إخوان» فكراً لا تنظيماً. فرغم أن ما يقفز من الماء وينقُّ بصخب هو ضفدع ولو أعلن عن نفسه أنه قرد، فقد دأبت الجماعة على إنكار أنها «كشك» في المتاجرة الإخوانية العالمية بالإسلام، وهو الإنكار الذي عُرف كذبه، وتأكد للرأي العام أن الجماعة دعاة لـ«الإخوان» وليسوا دعاة لله. 
وتتأكد للرأي العام الحقيقة المعروفة عن «الإخوان» كونهم جماعة السمع والطاعة على طول الخط، وأن كل أقوالهم عن الشورى أو الديمقراطية أو حرية الرأي «كلام في كلام»، فثمة مشعوذ ديني كبير يقرر، والبقية يهزون رؤوسهم: «آمين»، إذ لا تجد رأياً لواحدهم يختلف عن رأي بقيتهم في أي قضية من القضايا، ولا يختلف رأي هؤلاء جميعاً عن رأي الجماعة الأم. 
ولعل ما يحز في النفس بالنسبة للفرع الإخواني في الإمارات، ومن خلال أولئك الهاربين، هو شدة العداوة التي يكنونها لهذا البلد الطيب، ولقيادته الرشيدة، حتى صاروا عنواناً للجحود والنكران. وأعتقد أن هذا الفرع هو الأسوأ من كافة الفروع الإخوانية الأخرى على الإطلاق، فهو فرع لـ«الإخوان» في دولة مدت إليه يد الكرم والإحسان، ولم تغلق في وجهه باب العودة إلى الصواب، ومع ذلك لا يزال ينبح ويكابر.

عن "الاتحاد" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية