أشهر 7 جدران فاصلة قائمة في العالم اليوم.. تعرّف إليها

أشهر 7 جدران فاصلة قائمة في العالم اليوم.. تعرّف إليها


03/12/2019

تقليد بناء الجدران الفاصلة يعود إلى العصور القديمة، منذ شيّد الصينيون السور العظيم، شمال بلادهم، ليفصلهم عن القبائل من ورائه، وشيّد الرومان الجدار في بريطانيا ليفصلهم عمّن أسموهم بـ "البرابرة"، وفي التاريخ المعاصر اشتهر جدار برلين، الذي أصبح انهياره رمزاً على التحول من حقبة إلى أخرى، وعلى الانفتاح والتواصل بين الشعوب، إلا أنّه ما تزال هناك العشرات من الجدران قائمة إلى اليوم، وما يزال تشييد جدران الفصل والعزل مستمراً، لتصبح رمزاً على استمرار ممارسات الانعزال وانقطاع التواصل.
جدارا سبتة ومليلية
يعود تاريخ احتلال مدينتَي سبتة ومليلية إلى القرن الخامس عشر الميلادي، على يد القوّات البرتغاليّة، قبل أن تصبحا خاضعتين لاحقاً للحكم الإسباني منذ القرن السابع عشر، وذلك رغم وقوعهما في قارّة أفريقيا، وإحاطتهما من جميع الجهات بالتراب الخاضع لسيادة المملكة المغربية.

يصر الفلسطينيون على تسمية "جدار الفصل العنصري" بذلك؛ تذكيراً بإجراءات وممارسات الفصل القائم على أساس عرقيّ في أنظمة الاستعمار

وبسبب اختيار المهاجرين الأفارقة المدينتين، كطريق سهلة للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، بأسرع السبل ودون ركوب البحر، بالتالي تحولهما إلى مقصد مثالي للمهاجرين غير الشرعيين، قرّرت إسبانيا، عام 1993، بناء جدار فاصل حول "سبتة"، أما "مليلية"، فشرعت ببناء الجدار حولها، عام 1996، وجاء بناء الجدارَين للغاية ذاتها: التصديّ للهجرة غير الشرعيّة، وأنشطة التهريب.
وتلقّت إسبانيا دعماً مالياً ولوجستيّاً من قبل الاتحاد الأوروبي لبناء الجدارين وتعزيزهما ومراقبتهما، وذلك باعتبار أنّ مسألة الهجرة غير الشرعيّة مسألة حسّاسة تمسّ دول الاتحاد بمجملها.

تخضع سبتة ومليلية للسيادة الإسبانية رغم إحاطتهما بالأراضي المغربيّة

الجدار الرمليّ في الصحراء الغربية/ المغربية
منذ انسحاب إسبانيا من الصحراء، عام 1975، بدأ الصراع على فرض السيادة عليها، بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، وعام 1980؛ جاء الأمر ببناء هذا الجدار من قبل الملك المغربي الحسن الثاني، واستمر بناؤه على مراحل إلى أنّ اكتمل عام 1986، وهو مُمتد عبر أراضي الصحراء، من شمالها حتى جنوبها، وتمّ تزويد الجدار بكاميرات مراقبة، وشريط من الألغام يعدّ الأطول في العالم، إضافة إلى الخنادق والأسلاك الشائكة.

اقرأ أيضاً: المستوطنات والجدار العازل يهدّدان إنتاج العسل الفلسطيني
وقد أدّت إقامة الجدار إلى منع هجمات البوليساريو على المناطق التي يسيطر عليها المغرب من الصحراء. وفي عام 1991، جرى توقيع خطة تسويّة بين البوليساريو والمغرب، فأصبح الجدار بمثابة خطّ وقف إطلاق نار؛ حيث بات المغرب يسيطر على المناطق الواقعة غرب الجدار، والتي تشكّل نحو 80% من أراضي الصحراء، وهو الجزء النافع منها، الذي يضمّ الساحل والمدن والسكان والثروات، في حين تنتشر القوات التابعة للبوليساريو شرقي الجدار، وهي المنطقة التي تشكّل نحو 20% من الصحراء، وهي أراضٍ خلاء غير مأهولة بالسكان.

صورة من الجوّ للجدار الرملي الممتد عبر الصحراء المغربية-الغربية

جدار المجر
وهو جدار يمتدّ على طول الحدود الجنوبية للمجر، مع دولة صربيا، شرعت حكومة المجر اليمينية بتشييده عام 2016، ويمتدّ على طول (177) كم، وجاء قرار بناء الجدار بعد تلقي المجر (80) ألف طلب لجوء خلال عام 2016، وذلك إثر موجات اللجوء القادمة عبر البحر المتوسط ومن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعدّ صربيا دولة عبور للاجئين؛ إذ إنّها ليست دولة في الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضاً: القفز فوق الجدار.. وسيلة العمال الفلسطينيين لتجنب عذاب الحواجز
لاقى بناء الجدار انتقاداً رسمياً من المفوضية الأوروبية؛ حيث ذكّر بأزمنة بناء الجدران وإغلاق الحدود التي سادت في القارّة خلال فترة الحرب الباردة، وكان فتح الحدود بين المجر والنمسا، عام 1989، إيذاناً بانهيار "الستار الحديدي"، وهو تعبير عن سياسات الحدود المغلقة التي سادت خلال الحرب الباردة، بين شرق أوروبا وغربها، بعد احتدام الصراع السياسي - الأيديولوجي بين الشطرين آنذاك، لكن وبعد نحو ثلاثة عقود، ها هي المجر تعود لسياسة بناء الجدران من جديد، لكنّ هذه المرّة لأسباب ودوافع جديدة.

دوريّة أمن مجرية عند الجدار على الحدود مع صربيا

الجدار العازل في فلسطين
بعد انطلاق أحداث الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية، عام 2000، وما رافقها من عمليات مقاومة ومواجهة للاحتلال، تزايد العبء الأمنيّ على الحكومة الإسرائيلية، فكان الحلّ بالنسبة إليها هو اللجوء إلى بناء جدار فاصل على امتداد الحدود مع الضفة الغربية؛ حيث يصل طوله إلى 703 كم، ويبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار، وأطلقت عليه الحكومة اسم "الجدار الأمني العازل".

اقرأ أيضاً: بناء جدار على الحدود المكسيكية الأمريكية.. هل انتصر ترامب على الكونغرس؟
لكنّ وظيفة الجدار لم تقف عند الأمن والحماية، وإنما تجاوزت ذلك؛ حيث لم يتبع الجدار "الخط الأخضر" الذي حدّدته هدنة عام 1949، الذي يفترض أن تنسحب "إسرائيل" إلى ما ورائه بموجب قرار مجلس الأمن (242)، وإنّما تغلغل داخل أراضي الضفة الغربية، ليبتلع أجزاء منها ويصادر أراضي فيها، وهو يصادر خصوصاً الأراضي الخصبة ومصادر المياه، كما عمل الجدار على عزل قرى فلسطينيّة بأكملها، ومرّ داخل قرى وبلدات، فأدّى إلى إعاقة التواصل بين أحيائها.
ويطلق الفلسطينيون على الجدار اسم "جدار الفصل العنصري"؛ تذكيراً بإجراءات وممارسات الفصل القائم على أساس عرقيّ، التي كانت تمارس في أنظمة الاستعمار الاستيطانية العنصرية ضدّ أهالي البلاد المستعمرة، وآخرها نظام الفصل في جنوب أفريقيا، الذي انهار عام 1990.

الجدار العازل في فلسطين يعبر القرى والبلدات ويقطع أحياءها

سور بلغاريا العظيم
وهو سور يمتدّ على طول الحدود البلغارية مع تركيا، بطول 33 كم، وبارتفاع ثلاثة أمتار ونصف المتر، أعلن البدء بتنفيذه عام 2015، والهدف منه إيقاف موجات الهجرة واللجوء القادمة من مناطق جنوب وشرق البحر المتوسط، بعد الأزمات التي عرفتها خلال الأعوام الماضية، وسهّلت من تدفق المهاجرين واللاجئين عبرها، وفي عام 2012 كانت اليونان قد أنشأت جداراً أيضاً على الحدود مع تركيا، وهو ما دفع بالمهاجرين إلى التوجه نحو الحدود البلغارية - التركية.
تلقى الجدار تمويلاً كاملاً من الاتحاد الأوروبيّ، ولم يلقَ معارضةً منه، وذلك باعتباره جداراً لحماية الاتحاد من موجات المهاجرين؛ حيث يشكّل المهاجرون ضغطاً كبيراً على نظام الضمان الاجتماعي في دول الاتحاد، إضافة إلى خلق تهديدات أخرى، على المستويات الأمنيّة والاجتماعية والثقافيّة.

جدار غزّة
جدار إسمنتيّ، يمتد لـ (60) كم، على طول الحدود بين "إسرائيل" وقطاع غزة، بدأ الجيش الإسرائيليّ ببنائه في شهر أيلول (سبتمبر) من عام 2016، وجاء بناؤه بتوصيات أمنية، بهدف مواجهة خطر الأنفاق الهجومية في غزة؛ حيث يمتد إلى عمق كبير تحت باطن الأرض.
وجاء التفكير ببناء الجدار بشكل أساسيّ إثر إخفاق الجيش في حرب عام 2014، عندما تمكّنت الفصائل الفلسطينيّة من تنفيذ عمليّات تسلل نوعيّة خلف صفوفه، وقد فاقت ميزانية البناء المليار دولار، وتعكس عقلية بناء الجدران مقاربة حكومة رئيس الوزراء اليميني، نتنياهو، المستندة للأمن قبل أيّ اعتبار آخر.

حوّل جدار غزة القطاع إلى سجن كبير بالمعنى الحرفي للكلمة

جدار مخيم عين الحلوة في لبنان
باشرت السلطات اللبنانيّة بناءه عام 2016، وهو جدار من الإسمنت المسلّح يلتفّ حول مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويعزله عن مدينة صيدا المجاورة له.
وبحسب السلطات اللبنانيّة؛ فإنّ بناء الجدار جاء لأسباب أمنية، وتحديداً بعد ضغوط من سفارات أجنبيّة، تحدّثت عن أنّ هناك مجموعات متشددة في المخيّم قد تتعرض لقوات "اليونيفيل" متعددة الجنسيّات، أثناء تنقلها على الأوتوستراد المجاور للمخيم.
وقد ترك بناء الجدار أثراً سلبيّاً في سكان المخيّم؛ إذ جعلهم يشعرون بأنّهم في سجن كبير، وبأنّ هناك عازلاً بينهم وبين مدينة صيدا، وربطوه رمزيّاً بجدار الفصل العنصري في الضفة الغربيّة.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية