أكثر 3 نظريات إثارة حول أصل الحياة

الحياة

أكثر 3 نظريات إثارة حول أصل الحياة


27/06/2019

لطالما تساءل الإنسان عن أصل الحياة، ومن أين جاء، وأسباب وجوده على الأرض، وعبر التاريخ، نشأت نظرياتٌ عديدة ومثيرة للجدل تسعى للإجابة عن مثل هذه التساؤلات؛ ومعظمها، حتى اللحظة، غير قابل للنفي أو التأكيد، والتي كلّما تقدم العلم أزاح وجود بعضها وأبقى على أخرى باحتمالات مفتوحة، فما هي أكثر هذه النظريات إثارة؟

أولاً: لسنا أرضيين أصلاً!

الأساطير عديدة، ترتبط بالحضارات القديمة قبل الميلاد، وتتشابه معظمها سواء كانت حول حضارات بابل أو الفراعنة أو أمريكا الجنوبية، في القول إنّ قوى خارجية خارقة علّمت البشر علوماً متقدمة في الهندسة والطبيعة، وتتحدث عن دقة لم تكن معهودةً في العمران واستغلال المواد الأساسية في الطبيعة، وربما أشهرها القطع الأثرية التي عثر عليها في كولومبيا، وهي عبارة عن نماذج صغيرة لطائرات نفاثة مصنوعة من الذهب وعمرها يعود لأكثر من ألف عام.

اقرأ أيضاً: هل بات على البشر البحث عن كوكب آخر للعيش؟
كذلك يتكرر الحديث عن حجارة الأهرامات الضخمة والمصقولة التي تفوق عملية هندستها وتقطيعها التكنولوجيا التي تواجدت في ذلك الحين، إضافةً إلى بحيرة تيتيكاكا المرتفعة جداً في جبال البيرو، وتشبه تضاريسها شكل نمر، واسمها معناه النمر، لكن الكثيرين يصرون أنّه لم يكن قديماً من الممكن رؤية حدودها كاملةً سوى من السماء، ولأنه لم تكن هنالك طائرات قبل ألفي عام؛ إذن لا بد أن الفضائيين هم من سمّوها بهذا الاسم!

من أكثر النظريات غرابة أنّ الحياة بدأت من المريخ والفضاء ثم انتقلت إلى الأرض عن طريق النيازك

هذه الأفكار كلها، أنّ فضائيين تعهدوا بداية الحياة والحضارات على الأرض ثم اختفوا وغادروا دون أثر! تتسيدها فكرة أنّ الحياة ليست أرضيةً في الأصل، ولكن ومع ضعف وجود الأدلة على كائنات فضائية وأماكن تواجدها رغم خرافات الأطباق الطائرة المتكررة مثلاً، فإنّ النظرية الأكثر قوةً هي أنّ الحياة كانت على المريخ أصلاً، ثم انتقلت إلى كوكب الأرض؛ إذ "تدعم إحدى الدراسات الحديثة فكرة تقول إنّ الكوكب الأحمر كان بمثابة موطن أفضل لبدء الحياة منذ مليارات السنين قبل نشوء كوكب الأرض، وتوجد احتمالية أن تكون الحياة قد قدمت إلى الأرض على ظهر نيزك من المريخ؛ حيث حمل النيزك عناصر أساسية لتشكل جزيئاتٍ أساسية من معادن كالبورون والموليبيدينوم التي أسهمت بظهور أشكالٍ أولى للبكتيريا ومن ثم للحياة". وفقاً لتحقيق عن "بي بي سي" في 2013. وبعد ذلك، تتكفل نظرية التطور بالحديث عن سيرة الحياة إلى أن وجد الإنسان على الأرض.

المريخ الميت اليوم هو من منح الأرض الحياة!

وبصورةٍ عامة فإنّ الإنسان خصوصاً دينياً، لا يقبل قصة وجوده على الأرض إلا فجأةً وبهيئة كاملة وعقل متين، مثلما تخبرنا قصة آدم وحواء في الكتب السماوية، التي تصر أنّهما جاءا إلى الأرض فجأةً، لكنهما كانا كاملين ويحملان معرفة كافية مسبقة، منحت إليهما من الله تعالى حتى يعمرا هذا الكوكب.

طائرات قبل ألف  عام:

ثانياً: في البدء كان البرق!
يعرف الكثيرون رواية ماري شيللي "فرانكنشتاين" عن إنسان مصنَّع تقريباً، حاول صانعه أن يبث الحياة فيه عبثاً، إلى أن صدمه البرق، فدبّت فيه الحياة، ولرواية شيللي الخرافية أصلٌ علمي، في نظرية مفادها أنّه يمكن أن "تولد الشرارات الكهربائية الأحماض الأمينية والسكريات من غلاف محمل بالماء والميثان والأمونيا والهيدروجين"، كما هو موضح في تجربة "ميلر-أوري" الشهيرة التي تمت العام 1953، وتقترح أنّ البرق ربما ساعد في إنشاء اللبنات الأساسية للحياة على الأرض في أيامها الأولى"، وفقاً لموقع "live scince" في دراسةٍ علمية بعنوان "theories on the origin of life".
وتقترح هذه النظرية أنّه على مدى ملايين السنين، تمكنت جزيئات أكبر وأكثر تعقيداً من التكون، على الرغم من أنّ الأبحاث منذ ذلك الحين  كشفت أنّ الغلاف الجوي المبكر للأرض كان في الواقع يفتقر إلى الهيدروجين، ولذلك اقترح العلماء أنّ السحب البركانية في الغلاف الجوي المبكر ربما كانت تحمل الميثان والأمونيا والهيدروجين وممتلئة بالبرق كذلك.

الماء والجليد كأصل محتمل لبدء الحياة

ثالثاً: الحياة اختبأت في الماء وتحت الثلج
يقول العلماء إنّ الجليد ربما يكون غطى المحيطات قبل ثلاثة مليارات عام، وحيث إنّ الشمس أقل إشراقاً بثلاث مرات مما هي عليه الآن. فقد يكون الجليد، الذي ربما يصل سمكه إلى مئات الأقدام، حمى المركبات العضوية الهشة الأساسية في الماء من الأشعة فوق البنفسجية، والدمار الناتج عن التأثيرات الكونية وتغيرات الأرض الجغرافية والجيولوجية الشديدة في ذلك الحين، وثمة احتمال أيضا أنّ البرد ساعد هذه الجزيئات على البقاء لفترة أطول، مما سمح بحدوث ردود فعل رئيسية وهي تكون أشكالٍ حياتية أكثر تعقيداً، كالطحالب الأولية وبعض أنواع البكتيريا.

نظرية ترى أنّ البرق مثل شرارة شكلت الأحماض الأمينية والسكريات والتفاعلات التي ولدت أول شكل للحياة

ووفقاً لدراسة ترجمها موقع "الباحثون السوريون" في 2017، حول أشكال الحياة وأصولها، فإنّ "الماء وتشكله على سطح الأرض، يعد شريكاً أساسياً للجليد في تشكل الحياة، وربما يكون أسبق وأدق، فهو غني بالهيدروجين، ويملك درجات حرارة مختلفة لكنها مناسبة لبدء حياةٍ بأشكالٍ بسيطة تبدأ من البكتيريا كالعادة، وتسمح لاحقاً بتشكل الخلايا، ومن ثم البروتينات الضرورية لتشكل الحمض النووي". وبعد ذلك الانطلاق نحو حياةٍ منظمةٍ أساسها الخلايا، التي تبدلت وتطورت وانقسمت ومن ثم اتحدت عبر التاريخ، لتصبح أعقد، وتصل إلى صورٍ من الحياة، منها الإنسان.

اقرأ أيضاً: إذا كان الإنسان شريراً بطبعه فهل الحروب أمرٌ لا مفر منه؟
آخر الدراسات التي تم نشرها حول أصل الحياة من خلال جامعة "هاواي" الأمريكية أثبتت، بحسب العلماء، أنّ "حبيبات جليدية تتواجد بين النجوم،  وتكون مغلفة بغاز ثاني أكسيد الكربون والماء، تشكل ظروفاً فضائية، يمكنها إنتاج كتلة بناء أساسية للحياة، وقال العلماء إنّ بحثهم يقدم دليلاً جديداً مقنعاً على أنّ المكون الأساسي للحياة، أتى من الفضاء الخارجي إلى الأرض، في أول مليار عام من حياة الكوكب، عبر النيازك أو المذنبات"، بحسب الدراسة التي نشرت أجزاء منها "روسيا اليوم" نهاية العام 2018.

لا يزال العلماء يرون في الفضاء والنيازك أصلاً أساسياً للحياة على الأرض

ما يزال السؤال معلقاً؛ فالإنسان لم يكتف بنظرية الانفجار العظيم ولا بنظرية التطور، وآخرون ينشدون تفسيراً علمياً للقصة الدينية عن بدء الحياة والخلق على الأرض، والبعض الآخر لا يرى في الحياة سوى مرض أصاب الكوكب صدفةً من خلال بكتيريا حملتها النيازك من الكون إلى كوكب الأرض، وغيرهم، لا يزالون يقرأون أو يبحثون؛ حيث تتداخل العلوم الجينية والفيزيائية والتاريخية وغيرها، لكن السؤال يبقى مفتوحاً دون إجابة، وتستمر الإثارة طالما بقي الإنسان يسأل.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية