أيّ مستقبل لعلمانية المسلمين؟

أيّ مستقبل لعلمانية المسلمين؟


كاتب ومترجم جزائري
16/09/2018

ترجمة: مدني قصري


العلمانية؛ مفهومٌ أسال الكثيرَ من الأحبار، في الغرب وفي العالم الإسلامي على السواء، غالباً ما كان العلماء المسلمون والمفكرون يُغذّون العِداء الشرس للعلمانية، في مخيال المجتمعات المسلمة، يُنظَر إلى العلمانية على أنّها شكلٌ جديد من أشكال الإلحاد؛ لأنّها تتسامح مع الفصل بين الدين والدولة، كما يقول الغربيون، أو تضع الدين جانباً بعيداً عن الدولة وعن الحياة، كما يعتقد كثير من المسلمين.

المسلمون أكثر علمانية

إنّ العلمانية، في الواقع، هي مفهوم معقّد يتطلب تفكيراً عميقاً، وهو انعكاس من شأنه أن يجعل مقاربات البعض والبعض الآخر مقاربات نسبية. ومع ذلك؛ فإذا احتفظنا بالرؤية الأبسط والأكثر انتشاراً للعلمانية، فسوف نكتشف أنّه لا يوجد علمانيون أكثر من المسلمين أنفسهم!

اقرأ أيضاً: الإسلام السياسي أم العلمانية.. أين يكمن الخطر الحقيقي؟

إذا كان المسلمون يرون أنّ الرؤية الغربية للعلمانية تُبْعِد الدين بعيداً عن الحياة، فإنّ خطأ المسلمين، أنهم يُبعِدون الحياةَ عن الدين؛ لذا، رغم المظاهر والمواقف التي تبدو متعاكسة، فإنّ النتيجة هي نفسها، وهي قطع الصلة بين الروحية والزمنية؛ ففي انتظار مصير كلّ واحدٍ في الآخرة، فإنّ ما هو مؤكّد هو أنّه في هذا العالم، أدّت القطيعة إلى نتائج مختلفة، علمانية الغرب حثّت تقدّمه، فيما علمانية المسلمين ساهمت في تدهورهم.

أوروبا شهدت حقبةً مظلمة وكئيبة في العصور الوسطى

علمانية الغرب تنتصر على ظلامية الكنيسة

يُخبرنا التاريخ؛ أنّ أوروبا شهدت حقبةً مظلمة وكئيبة في العصور الوسطى، ويُعلِمنا أيضاً أنّ الدين كان في أيدي الكنيسة أداة هائلة لتكريس الظلم والجهل والمعاناة والقسوة، وكلّ ما يمكن أن يخرق كرامة الإنسان.

الخطابُ الديني؛ الذي يوفّق بين الوعود المُغرية بحياة أبدية في الجنة، ومخاضِ حياةٍ غير جديرة بالحياة على الأرض، خطاب لم يكن بالإمكان أن يستمر، لقد اتخذت أوروبا قراراً تاريخياً راديكالياً: اختيار الحياة وفصل الدين عن الدولة نهائياً.

العالم الإسلامي يتخلّى عن التقنية للكفار

يعيش العالم الإسلامي تحت رحمة الأمم الأخرى؛ فهو يستورد المواد الغذائية والملابس، والأدوية، والسيارات، وجميع أنواع المنتجات؛ لقد تقلّص إلى وضع المتفرج للحياة والمستهلك البسيط، وقد تتخلى عن التقدم والتقنية إلى "الكفار"، هذه "المخلوقات التي تطاردها رعونات الحياة سريعة الزوال".

لقد اتخذت أوروبا قراراً تاريخياً راديكالياً: اختيار الحياة وفصل الدين عن الدولة نهائياً

ومن الأمثلة الواضحة: ما تعانيه الكثير من البلدان العربية والإسلامية؛ حيث يموت كلّ يوم في ظلّ عدم الاكتراث، أطفالٌ ونساء ورجال؛ لأنّهم لا يستطيعون تحمّل نفقات علاج أنفسهم؛ لأنّه لا يوجد نظام صحّي يستحق هذا الاسم، فعلى الرغم من الاعتراف، بالإجماع، بأنّ الحفاظ على حياة الإنسان يمثل أحد الأهداف الرئيسة للإسلام، إلا أنّ هذا الوضع المأساوي لا يحرك ساكناً عند الكثير من الدينيّين، فقدانُ حياة إنسان سرعان ما تطويه حتمية "المكتوب" (القدر)!

حركات إسلاموية بلا رؤية

المثال الأخير: هو الحركات الإسلاموية؛ حيث تعدّ هذه الحركات نفسَها الأكثر حكمةً بين المسلمين كافة، والأكثر اهتماماً بمصير الأمة، والأكثر قدرة واستعداداً لإعادة بناء عظمة الإسلام، لكنّ تجربتها في الوصول إلى السلطة في العديد من البلدان الإسلامية أثبتت أنّه ليست لديهم رؤية، أو مناهج، أو مهارات، أو كفاءة لحلّ المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إنّهم يعتقدون أنّ إعادة تنشيط الإيمان هو قضيتهم الكبرى، بينما تظلّ البطالة والتعليم والصحة والبنية التحتية وجميع مواقع البناء الأخرى، المفيدة جداً لحياة الناس، قضايا ثانوية في نظرهم.

تعدّ الحركات الإسلاموية نفسَها الأكثر حكمةً بين المسلمين كافة

علمانية الفصل بين الدين والحياة

وهكذا، لا يرى الإسلاميون أيّة صلةٍ من شأنها أن تخلط وتربط دينهم بالطموحات المشروعة للإنسان في الحياة، من خلال مقاربتهم للأشياء، يحافظ هؤلاء على فصلٍ غير مبرّر ومُميت بين الدين والحياة؛ فهم، بالتالي، مؤيدون، بطريقتهم الخاصة، للعلمانية التي يشجبونها.

تشويه العلمانية خوفاً من يقظة الشعوب 

إنّ استحضار العلمانية، وتعزيز وسائل تحقيقها في البلدان العربية الإسلامية، لا شكّ في أنّه ممارسة صعبة وشائكة؛ لأنّ هذا الموضوع معقد للغاية؛ حيث يختلط الاستبداد السياسي والاستبداد الديني؛ إذ كيف يمكن أن يكون الأمر خلافاً لذلك، في حين أنّ رجال الدين والأنظمة السياسية ظلّوا على مدى عقود من الزمن، يبذلون جهوداً كبيرة لمكافحة العلمانية، وإضفاء الشرعية على رفضها؟ يربط الإسلاميون العلمانية بالإلحاد، مرادف المَعصية، وينسبون إليها انهيار المجتمع. كما حاربتها الأنظمة والأحزاب الحاكمة لمواصلة السيطرة على المجتمعات وإخضاعها، ومن خوفها من يقظة الجماهير، قامت هذه الأنظمة والأحزاب بتشويه العلمانية عن عمد، من خلال وصفها بكلّ العلل التي يمكن تخيُّلها، سيما أنّ العلمانية تعني الحرية والتعددية؛ لذلك يجب أن تمرّ الخطوة الأولى نحو ترقيتها من خلال التخلص من صورتها المشوَّهة.

إرهاب فكري

طوال ما يقرب من قرن من الزمان، ما فتئت الديكتاتوريات والأحزاب الوحيدة تهيمن على هذه البلدان، التي كانت، وستظلّ، معادية أساساً للحرية والتعددية والديمقراطية، والمشاركة العامة في الشؤون العامة.

اقرأ أيضاً: هل يتعارض الإسلام مع العلمانية؟

على هذا النحو؛ يعدّ الإسلاميون والأنظمة، الشعوبَ قاصرةً، ويصادرون جميع حقوقها، لقد أجبر هذا الإرهابُ الفكري النخبةَ العربية على التعايش مع الاستبداد، بالتغاضي عن مصادرة الحريات.

المجتمعات الإسلامية تبلورت وبعمقٍ على يد الراديكاليين

تحالف الأنظمة مع الدّينيّين

لقد تحالفت بعض الأنظمة الديكتاتورية، بما في ذلك الأنظمة التي تدّعي العلمانية، مع الدّينيّين، لكسب الشرعية...، وكانت نتائج هذا التحالف الضمني كارثية على المجتمعات؛ فمن جهة، أتاح التحالفُ للدّينيّين فرضَ الشريعة (الشريعة الإسلامية)، باعتبارها المصدر الرئيس للدستور، وباعتبار الإسلام ديناً للدولة. ومن ناحية أخرى؛ تقاسمت الأنظمة السياسية والدّينيّون، السلطاتِ فيما بينهم، من خلال احتكار الأنظمة للمجال السياسي والاقتصادي، ومن خلال استحواذ الدّينيّين على الحرية الكاملة، وأسلمة حياة الناس، هذا التحالف الشرير أجبر الأنظمة على محاربة أيّة محاولة للتحرر، باعتباره يقع تحت الانحراف، لإرضاء الدّينيّين.

تصحيح العلمانية بإصلاح الدين

لتصحيح صورة العلمانية؛ لا بدّ من الاعتماد على النخب العربية، مع الحرص على إقصاء الانتهازيين، القادرين على التعامل مع الأنظمة والدّينيّين، والاستسلام لوعودهم السياسية، يجب أن تكون ترقية العلمانية تدريجية، حتى لا تصطدم أيديولوجياً مع المتطرفين، يجب أن تكون قادرة على "استئصال راديكالية" المجتمع، أو، على الأقل، استئصال راديكالية الشباب الأكثر استنارة.

اقرأ أيضاً: هل العلمانية دين جديد؟

يجب أن يشمل هذا العمل جميع الجهات الفاعلة والأفراد والمنظمات، لوضع حدّ للفوضى الفكرية والروحية السائدة؛ فالذين يعتقدون أنّ العلمانية يمكن أن تتقدم بدون إصلاح جذري للإسلام، مخطئون خطأ فادحاً؛ لأنّ المجتمعات الإسلامية تبلورت وبعمقٍ على يد الراديكاليين، لدرجة أنّ المواطنة قد سُحِقت سحقاً بالانتماء إلى الدين وحده دون الوطن.

العلمانية ليست خياراً أيديولوجياً

في وقت يرفض فيه الدّينيون ضرورةَ قوانين الإنسان أمام القوانين الإلهية، سيكون من الصعوبة بمكان، ومن غير المواتي، محاولة فرض العلمانية، مثل هذه المحاولة من شأنها أن توحّد الإسلامويّين في ردّة فعل طبيعية للدفاع عن هُويتهم المزعومة، ولا ينبغي أن تكون العلمانية خياراً أيديولوجياً؛ لذلك يجب التشجيع تدريجياً على بناء مجتمعات مدنية ذات حريات فردية وجماعية وذات عدالة.

لا علمانية دون إصلاح الإسلام

التجارب تثبت أنّ تقدم العلمانية يعتمد على إصلاح الدين، ومع ذلك؛ فإنّ الفصل بين الدولة والدين، أو بين الروحية والزمنية، يتطلب معرفةً أفضل بالإسلام ودوره المجتمعي.

يعدّ الإسلاميون والأنظمة، الشعوبَ قاصرةً وأجبر هذا الإرهابُ الفكري النخبةَ العربية على التعايش مع الاستبداد

إنّ المجتمعات الإسلامية تبلورت على الخصوص من خلال المدارس والقنوات الدينية، وهذا يجعل مستقبل العلمانية غير مؤكد، طالما لم يتم كسر قبضة المتطرفين الدينيّين على المجتمع؛ لذا من الضروري العمل في وقت واحد على عدّة جبهات: إصلاح الإسلام، إزالة التطرف بين المجتمعات، وذلك من أجل تعزيز ثقافة الانفتاح على أساس احترام الآخرين، وعلى الحريات والقيم الإنسانية.

ويجب أن يتم إصلاح الإسلام بطريقة التفكير، مع تشجيع المجتمع على النقد الذاتي، من أجل كسر التراث الروحي الجامد الذي استحال إلى طريقة للحكم، ومساعدته على الانفتاح، وتبنّي مشروع نهضة علمانية، لتخليصه من الانحدار والظلام.

اقرأ أيضاً: الإسلام والعلمانية لأوليفيه روا

وفي الوقت نفسه؛ يجب أن نضع في اعتبارنا التكامل الأساسي بين العلمانية ومتطلباتها، الدينية والثقافية والسياسية من ناحية، والديمقراطية من ناحية أخرى.

الديمقراطية لا تأتي بمرسوم

الديمقراطية لا تتحقّق بمرسوم وزاري؛ فهي تَنتُج عن عملية طويلة الأجل، تنطوي على احترام القيم العالمية والتعددية السياسية والدينية والأيديولوجية، فلمحاربة الطغيان والدكتاتورية، من الضروري تعزيز هذه التعددية، وهذه الحرية الفردية، وبالتالي؛ تعزيز العلمانية، والعبور الإلزامي لتحقيق الديمقراطية.

اقرأ أيضاً: بذور العلمانية في الفكر العربي الحديث

إنّ الفوضى التي تعيشها الكثير من المجتمعات المسلمة وتجاربها المؤلمة، تفرض أسئلةً مشروعة حول أسباب هذا الانحطاط وغياب المواطنة. لقد حلّ الدين، في أكثر أشكاله تطرفاً، محلّ السياسة في العديد من الدول العربية والإسلامية، كما أنّه يغذّي اليوم أكثر الصراعات الطائفية فتكاً.

دعونا نأمل في أن توقظ الجرائم التي تُرتكب باسم الإسلام، العقول والضمائر، وتدفع الناس إلى فهم أنّ مصائبهم تأتي من غياب الديمقراطية والمواطنة.

العلمانية مطلب المثقفين العرب

في أيامنا هذه، لا يمكن لأحد أن ينكر أنّ معظم الشرور التي يعانيها العرب والمسلمون ترتبط بشكل أساسي بتوظيف الدين من قبل الإسلاميين، ومن قبل الأنظمة السلطوية. ومن هنا جاءت الحاجة، بحسب النشطاء والمثقفين العرب، إلى التعبئة من أجل تأسيس النموذج العلماني في بلدانهم؛ لأنهم يرون أنّ مواطنيهم ليس لديهم خيار سوى العلمانية.

الربيع العربي وجدل العلمانية

لقد عاد الجدل حول العلمانية في العالم العربي للظهور من جديد، مع الثورات الشعبية العربية "الربيع العربي"، المدافعة عن الديمقراطية والكرامة، وهكذا؛ جرت مظاهرات مؤيدة للعلمانية في تونس، مهد "الربيع العربي"، مباشرة بعد الإطاحة بالدكتاتور بن علي.

اقرأ أيضاً: إسلاميو تركيا يروجون للحاكمية بدل العلمانية

يسلّط الفيلم الوثائقي "Laïcité, Inch’Allah!" (العلمانية، إن شاء الله)؛ الذي أخرجته ناديا الفاني، الضوء على حلم بعض النشطاء التونسيين بتونس علمانية، يمكن للمواطنين فيها العيش دون وصاية دين مفروض بالقوة.

لسوء الحظ؛ لم يكن الدستور الجديد، المعتمد عام 2014، علمانياً محضاً، رغم أنه يضمن حرية الضمير؛ ففي الواقع، كانت المادة الأولى من الدستور المذكور واضحة للغاية: "تونس دولة حرة مستقلة وذات سيادة، والإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها".

الدين من أجل المال

هناك الكثير من العرب الدّينيّين الذين يبذلون قصارى جهدهم لتشويه صورة العلمانية القائمة على مبادئ حرية الضمير، والفصل بين السلطات السياسية والدينية، والمساواة بين جميع المواطنين أمام القانون، كما هو محدّد من قبل المرصد الفرنسي للعلمانية، وبالنسبة إلى هؤلاء الدعاة الإسلاميين؛ فإنّ العلمانية هي الاسم الآخر للحقد والبدعة والإلحاد، لكن عندما نعلم أنّ الكثير من هؤلاء ليسوا فقط سوى "منافقين"، ينادون بالدين للحصول على المال، مستغلين جهل الناس، سندرك أنّ هؤلاء الوعاظ ليسوا أفضل من يشكّك في فضائل العلمانية، أو حتى أفضل من يدافعون عن الرسالة العالمية لدين النبي محمّد، صلّى الله عليه وسلّم.

الذين يعتقدون أنّ العلمانية يمكن أن تتقدم بدون إصلاح جذري للإسلام، مخطئون خطأ فادحاً

كثير من هؤلاء الدعاة، الذين يدعون إلى الاعتدال، ويتباهون بالفقر والبؤس في المساجد، لديهم حسابات مصرفية في سويسرا، والسيارات آخر موديل وفيلات، كلّ شخص لديه الحقّ في كسب المال، إلا أنّ الطريقة التي يثرى بها هؤلاء هي المشكلة.

في الواقع؛ بنى هؤلاء المشايخ، ما تسمى ثروتهم، من خلال استغلال الدين؛ لأنهم لا يمارسون مهنة مثل البشر العاديين، يتفوّقون فقط في بيع الفتاوى إلى البائسين، وهؤلاء الدّينيّين، الذين يُقدمون أنفسهم زوراً كـ "علماء"، يُذكّروننا ببيع صكوك الغفران من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وهي ممارسة تعود إلى القرن الثالث.

اعتماد العلمانية لا يعني بالضرورة النسخ الحرفي لأيّ من النموذج الغربي أو النموذج التركي

العلمانية التركية ليست نموذجاً

معظم النشطاء العرب المناضلون من أجل العلمانية مفتونون بالنموذج التركي العلماني؛ الذي أنشئ بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، يجب أن نتذكر أنّ العلمانية التركية ليست فصل المسجد عن الدولة؛ بل إنّ الإسلام السنّي في تركيا مفضَّلٌ على غيره من الأقليات الإسلامية غير الوهابية، ومع ذلك؛ فإنّ اعتماد العلمانية لا يعني بالضرورة النسخ الحرفي لأيّ من النموذج الغربي أو النموذج التركي، بمعنى؛ أنّه سيكون من الكذب القول إنّ هناك علمانية مثالية، لكن لا شيء يمنع، من ناحية أخرى، الدول العربية من أن تستلهم علمانيتها من الأمثلة الموجودة، في انتظار إنشاء نموذج لعلمانيةٍ عربية خالصة.

العلمانية تعزّز الدين وتضمن حرية التعبير عن العبادة

بالنسبة إلى العديد من الناشطين العرب، ...، لا تشكل العلمانية خطراً على الدين، بل على العكس؛ هي تعزز هذا الأخير، وتضمن لكلّ فرد الحق في التعبير عن معتقداته وأفكاره كما يراه مناسباً.

أصبحت العلمانية ضرورة حتمية لأنّها تثقف الناس بالعيش، والسماح للآخرين بالتعبير عن قناعاتهم بحرية

في الحقيقة؛ لا يمكننا أن ننكر اليوم، أنّه في البلدان العلمانية تحديداً يمارس المسلمون عبادتهم بالشكل المناسب، طالما لم نسمع أبداً عن انفجار مسجد في الولايات المتحدة، على سبيل المثال. علاوة على ذلك؛ تجب الإشارة إلى أنّ معظم المنظمات المتطرفة النشطة حالياً في العالم العربي هي نتيجة للسياسات القمعية التي تتبعها الأنظمة الاستبدادية، القائمة ضدّ هذه الجماعات الإسلامية، فلهذا السبب؛ أصبحت العلمانية ضرورة حتمية أكثر من أي وقت مضى، لأنّها تثقف الناس بالعيش، والسماح للآخرين بالتعبير عن قناعاتهم بحرية، ودون قيود.

اقرأ أيضاً: الإرهاب بين علمنة الدين وتدَيُّن العلمانية


المصادر:  liberation.fr و agoravox.fr

الصفحة الرئيسية