إيران تبحث عن جذورها الفارسية في العراق... ما القصة؟

إيران تبحث عن جذورها الفارسية في العراق... ما القصة؟


17/01/2021

أثار خبر تخصيص إيران ميزانية لصيانة إيوان كسرى جنوبي العاصمة العراقية بغداد غضباً عراقياً على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبر ناشطون أنّ تحرّك إيران هو تدخل غير مقبول على أرض العراق.

واعتبر نشطاء عبر تويتر أنّ  إيران تبحث عن جذورها الفارسية في العراق، وتعتبر هذا المعلم التاريخي ملكها، وحكومة العراق تتفرج، لافتين إلى أنّ إيران "تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وفي الوقت ذاته يعلن وزير ثقافتها عن عزم بلاده إعادة إحياء (إيوان كسرى) على تخوم بغداد، فما الغاية؟ ومن سيدفع 600 ألف دولار لترميم ما يُعرف بـ طاق كسرى؟"

وأضاف نشطاء: "العراق فاقد لسيادته، والشعب العراقي يدفع ثمن انهزامية الحكومات العميلة التي تدار من طهران بوساطة الميليشيات"، مشيرين إلى أنّ الشعب الإيراني يموت جوعاً، والفقيه مستمر في تظاهره بالقوة والنفوذ.

 

الحكومة الإيرانية تقرر تخصيص مبلغ 600 ألف دولار لصيانة إيوان كسرى وسط أزمة مالية ضخمة

وقد بدأ بناء إيوان كسرى في عهد كسرى الأول، المعروف بـ "أنو شروان"، بعد الحملة العسكرية على البيزنطيين عام 540م.

ويمثل الأثر المتبقي أكبر قاعة لإيوان كسرى، وهي مسقوفة على شكل عقد دون استخدام دعامات أو تسليح ما، ويُسمّى محلياً ولدى العامّة بـ (طاق أو طاك كسرى).

ويأتي قرار الحكومة الإيرانية بتخصيص مبلغ 600 ألف دولار وسط أزمة مالية ضخمة تعاني منها البلاد، على أثر العقوبات الأمريكية التي فرضت على البلاد منذ 2018.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد قال قبل أيام: "سلسلة العقوبات التي فرضت على إيران منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2018، وحتى كانون الثاني (يناير) 2021، تسببت في خفض الموازنة العسكرية في إيران بنسبة 24%، كما أدّت العقوبات إلى قيام 100 شركة كبرى بسحب وإلغاء استثماراتها من إيران جرّاء العقوبات الأمريكية".

نشطاء: العراق فاقد لسيادته، والشعب العراقي يدفع ثمن انهزامية الحكومات التي تدار من طهران بوساطة الميليشيات

وتسببت العقوبات الأمريكية على إيران، وفقاً للمتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، بخسائر تجاوزت 270 مليار دولار، كما أدّت العقوبات إلى تراجع مبيعات إيران النفطية بمقدار مليوني برميل يومياً، مع توقف 30 دولة عن استيراد المنتجات النفطية من إيران.

وأعلن وزیر التراث الثقافي الإیراني علي أصغر مونسان أمس عن تخصيص بلاده ميزانية ضخمة لصيانة إيوان كسرى جنوبي العاصمة العراقية بغداد، في قرار جاء وسط أزمة مالية تعصف بالإيرانيين وجدل كبير في العراق بشأن "المنحة الغريبة".

وقال مونسان في تصريح صحفي نقلته شبكة "روسيا اليوم": إنه "بحث مع رئيس هيئة التخطيط والموازنة الإيرانية أهمية صيانة إيوان كسرى في بغداد".

وأضاف مونسان: إنه "حصل على الموافقات اللازمة لتخصيص ميزانية لصيانة الإيوان، المعروف في العراق بـ(طاق كسرى)".

وأشار الوزير الإيراني إلى أنّ "التقديرات الأولية لصيانة الإيوان ترجح تخصيص 600 ألف دولار أمريكي لصيانته، وإيران مصممة على توفير هذا المبلغ".

وتابع: "سنوفد خبراء إيرانيين لمشاهدة الموقع ميدانياً بعد التنسيق مع وزارة الثقافة والآثار العراقية، كما أرسلت طلباً رسمياً إلى العراق حول هذا الموضوع".

 

الصفحة الرئيسية