إيران تجاهر: وضعنا أحدث الصواريخ والأسلحة تحت تصرف الحوثيين

إيران تجاهر: وضعنا أحدث الصواريخ والأسلحة تحت تصرف الحوثيين


31/01/2021

بعد نحو عقد كامل من اندلاع أحداث ما عرف بـ "الربيع العربي"، في عدد من البلدان العربية، فإنّ ثمة متغيرات إقليمية عنيفة، ما تزال تحفر مساراتها المتباينة على المشهد الجيوسياسي بالمنطقة، ويعدّ اليمن من بين الدول التي تعيش، حتى الآن، تحت وطأة هذا الحدث الصعب، تبعاً لحالة الانسداد السياسي الذي يتلاشى أمامه أيّ أفق لحلحلة النزاع الذي يقوده الحوثيون، وذلك على خلفية التصعيد، الميداني والعسكري، المستمر، بينما تضيق الصورة أمام وضع إنساني مأزوم، خلّف ضحايا من المدنيين والأطفال والنساء، فيما يجاهر قادة عسكريون إيرانيون بأنهم وضعوا أحدث الصواريخ والطائرات المسيّرة تحت تصرف ميليشيات الحوثي المصنّفة إرهابية.

مسارات خفية

لم تكن الاتهامات الأمميّة الصادرة عن مراقبين بالأمم المتحدة، قبل أيام، بخصوص تهريب الأسلحة من قبل كيانات إيرانية للحوثيين باليمن، أمراً مباغتاً؛ فقد سبقتها إدانات مماثلة، إضافة إلى الفساد المالي والسياسي، وقد تمّ الكشف عن "استغلال الحوثيين لما لا يقل عن 1.8 مليار دولار، من إيرادات الدولة، عام 2019، بهدف تمويل المجهود الحربي".

وفي التقرير الصادر عن الأمم المتحدة، مؤخراً، قال الناطق الرسمي بلسان الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: إنّ "القلق من التجارة مع اليمن قائم، رغم قرار الولايات المتحدة بالسماح للحوثيين بإبرام صفقات"، وأضاف: "المنظمة الدولية ما تزال تلمس قلقاً من أنّ شركات تعتزم إلغاء أو تعليق أعمال مع اليمن، رغم قرار الولايات المتحدة السماح بكل الصفقات مع الحوثيين، نظراً لأنّ هذه الخطوة لا تبدّد الشكوك العميقة.. وحوّل المتمردون الحوثيون في اليمن أكثر من مليار دولار من أموال الدولة لصالح أنشطتهم القتالية في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد".

صرّح الناطق الرسمي بلسان القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، بأنّه "تمّ وضع التقنيات الدفاعية لإنتاج الصواریخ والمسیّرات تحت تصرف اليمنيين"

وفيما يخصّ تهريب الأسلحة من إيران للعناصر المسلحة المدعومة منها؛ أوضح الناطق الرسمي بلسان الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، مطلع العام الماضي: أنّ "تورط النظام الإيراني في تهريب الأسلحة والصواريخ إلى الميليشيات الحوثية الانقلابية، في اليمن، ما يزال مستمراً"، وتابع، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "عمليات تهريب الأسلحة والصواريخ التي يرسلها النظام الإيراني إلى الميليشيات الحوثية تتم عبر موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، على شاطئ البحر الأحمر؛ إذ إنّنا أمام منطقة مفتوحة، حيث يتم التهريب عبر القوارب من المياه الدولية، ومن ثم، تنقل الأسلحة والصواريخ لمناطق سيطرة الحوثيين، وأحياناً يتم التهريب على شكل قطع متفرقة، يعاد تركيبها عبر خبراء إيرانيين، سواء في صنعاء أو صعدة". 

اتهامات أممية

كذلك تمكّنت الأجهزة الأمنية، في الساحل الغربي اليمني، من ضبط "عصابة تهريب بحوزتها كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، وكذا مبالغ نقدية، فضلاً عن بعض الحلي، كانت تحاول تهريبها إلى ميليشيات الحوثي، المدعومة من إيران"، بحسب بيان صادر عن الإعلام العسكري للقوات المشتركة، في النصف الثاني من العام الماضي.

وأردف البيان العسكري: "كشفت عناصر الأمن المركزي، في منطقة يختل، بمديرية المخا، التابعة لمحافظة تعز، سيارة كانت تقلّ على متنها عائلات للتمويه، بينما كان المهربون يخفون داخلها عشرين قطعة سلاح آلي "عطفة" جديد، وقطعتَي سلاح آلي "نوع أرسلان" مع مخازن الذخيرة".

اقرأ أيضاً: ما علاقة الحوثيين والإخوان بسرقة مليار دولار من السعودية؟

ولذلك؛ فإنّ النظام الإيرانيّ، في ظلّ الضغوط الإقليمية والدولية التي يواجهها، يعمد إلى "ممارسة أقصى أنواع الضغط، من خلال تعبئة بؤر التوتر الإقليمي، للحصول على موقف تفاوضي كبير عند الجلوس على طاولة المفاوضات الخاصة بتسوية الصراعات المنخرطة بها، في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وغيرها من الدول العربية، خاصة الحوثيين، الذين يمثلون الذراع السياسي والعسكري لطهران، في اليمن"، حسبما يوضح الباحث المصري في العلوم السياسية، الدكتور مصطفى صلاح.

الباحث المصري في العلوم السياسية مصطفى صلاح

ويلمح صلاح إلى أنّ من بين الأمور التي تكشف الصلات العضوية بين الميليشيات الولائية وطهران "ما قامت به جماعة الحوثي من استهداف المصالح السعودية، بعيد إعلان تنصيب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وهو ما يدلّ على سعي إيران لاستباق السياسة الأمريكية الجديدة تجاه أزمات المنطقة".

سياسة مواجهة الميليشيات الولائية

وإلى ذلك، وثّق التقرير الصادر عن الأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، والذي عرضت نسخة منه على مجلس الأمن، أنّ ثمة "جهات وكيانات إيرانية متورطة بإرسال أسلحة إلى ميليشيات الحوثي في اليمن؛ إذ إنّ هناك كمية متزايدة من الأدلة التي تثبت أنّ أفراداً أو كيانات من داخل إيران متورطون في إرسال الأسلحة ومكوناتها إلى الحوثيين".

اقرأ أيضاً: آخر تطورات المشهد اليمني... والموقف الحقيقي للحوثيين من تصنيفهم جماعة إرهابية

وبالتزامن مع تعليق إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قرار تصنيف الحوثيين كـ "منظمة إرهابية"؛ دان السفير البريطاني، في اليمن، مايكل آرون، الأوضاع الاجتماعية والسياسية الناجمة عن سيطرة الحوثيين للعاصمة اليمنية، وقال: "إنّ استمرار سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية، صنعاء، من شأنه أن يزيد النفوذ الإيراني في اليمن، فالحوثيون يغيّرون المجتمع اليمني، والمناهج في المدارس، ويسيطرون على الجامعات ويغيرونها، ويرسلون الأطفال لجبهات القتال، ويرسلون الطلاب للدراسة في قم بإيران".

الباحث مصطفى صلاح لـ "حفريات": جماعة الحوثي تورطت في مجموعة جرائم ضاعفت الضغوط الأممية التي نجم عنها وضعها على قوائم الإرهاب الأمريكية

وبينما صرّح الناطق الرسمي بلسان القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، في أيلول (سبتمبر) العام الماضي، أنّه "تمّ وضع التقنيات الدفاعية لإنتاج الصواریخ والمسیّرات تحت تصرف اليمنيين"، فإنّ فريق الخبراء الدوليين، التابع لمجلس الأمن، أكّد أنّ جماعة الحوثي "باتت تستخدم نوعاً جديداً من الطائرات المسيَّرة من طراز (دلتا)، إضافة إلى نموذج جديد من صواريخ كروز البرية".

وقد واجهت إيران مجموعة مختلفة ومتكررة من الاتهامات المتعلقة بإرسال، أو بالأحرى تهريب، الأسلحة للحوثيين باليمن، حسبما يقول الباحث المصري المتخصص في العلوم السياسية، والذي أبلغ "حفريات"؛ بأنّ "هذه الميليشيات تورّطت في عدة جرائم وتجاوزات، ضاعفت من مستوى الضغوط الأممية التي نجم عنها وضعها على قوائم الإرهاب الأمريكية".

اقرأ أيضاً: تحذير... مخطط حوثي خطير

 وتابع: "من المؤكد أنّ ظهور هذه التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، في ظلّ الإدارة الأمريكية الجديدة، وكذا التطورات التي تشهدها المنطقة العربية إثر المصالحة الخليجية، يمثل أهمية كبرى فيما يتعلق بوضع سياسة جادة لمواجهة الجماعات المنفلتة، ضمن أجندة السياسة العالمية، كبداية لتسوية الأزمة، خاصة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي أنّه سيعمل على تسوية الصراعات في منطقة الشرق الأوسط".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية