إيران تودع 2017 بأسبوع قمعي

إيران

إيران تودع 2017 بأسبوع قمعي


28/12/2017

تصرّ السلطات الإيرانية على المضيّ بسياساتها القمعية تجاه المعارضين والحق في ممارسة حرية التعبير، وحتى التدخل في خصوصية المواطنين وحرياتهم الشخصية، كما تشهد بذلك مجموعة من الحوادث التي جرت خلال الأسبوع الماضي، وذلك في سياق ممارسات ممنهجة لقيت الكثير من الانتقادات من منظمات حقوق الانسان.

لجنة تأديبية لطفلة إيرانية لعبت الجمباز دون حجاب

استدعى الاتحاد الإيراني للجمباز لاعبة إيرانية (10 سنوات) للجنة تأديبية إثر انتشار صور لها دون التزامها بالزيّ الشرعي الإسلامي أثناء تمارينها في أرمينيا بحضور عائلتها.

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، الإثنين الماضي، عن انتشار صور لاعبة إيرانية بملابس الجمباز في دول أجنبية، وأن الصور المنتشرة تظهرها دون حجاب شرعي يناسب عمرها، وكانت تلبس ملابس اللاعبات "غير المسلمات"!

وحول الصور المنتشرة، نقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية للأنباء أنها مأخوذة في ماليزيا، بينما نفى والد اللاعبة ذهاب ابنته إلى ماليزيا، وأنّ الصور الملتقطة كانت بكاميرا هاتفه النقال في أرمينيا؛ حيث تمضي العائلة إجازة شخصية هناك.

رغم استهجان الناشطين والمثقفين الإيرانيين والكثير من المسؤولين إلا أنهم لا يملكون أي سلطة أمام تصرفات التيار الديني المتشدد

وصرحت رئيسة الاتحاد الإيراني للجمباز، زهرا اینچه درگاهی، لوكالة "إيسنا" أنّ التمارين التي ظهرت فيها اللاعبة بملابس غير شرعية ليست ضمن النشاطات الرسمية للاتحاد، ولا علاقة للاتحاد بها، إلا أنها توعدت بعقد لجنة تأديبية للاعبة ونقل الأمر إلى وزارة الرياضة والشباب، ووصفت ما حدث بـ"المفاجأة".

وقال والد اللاعبة فرشید عبدی ‌پور، إنّ ابنته كانت تتمرّن في أرمينيا حيث تمضي العائلة إجازة هناك، ولم تشترك في أي مسابقة بماليزيا كما تتناقل الصحف الإيرانية، كما كانت الصور التي تناقلها الإيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي صور التمرين التي التقطها هو بهاتفه الشخصي، وأكد أنّ قرار سفره وتدريبات ابنته قرار شخصي لا يحق لأحد التدخل فيه.

اعتقال 230 شاباً بتهمة الاحتفال المختلط

تواصل الأجهزة الأمنية الإيرانية مداهمة أماكن تواجد الشباب وتأخذهم جميعاً إلى المركز الأمني؛ حيث سيواجهون عقوبات تتوزع بين السجن والجلد والغرامة وتوقيع التعهد بعدم تكرار فعلتهم، كذلك تسجل عليهم قضية لها أن تسيء لسمعة المتواجدين هناك، وأغلبهم من الطلبة أو زملاء العمل وأحياناً الأقارب، فمنع الاختلاط في حفلة أو مأدبة طعام لا يختلف عن منع إقامة الحفلات الموسيقية الذي يغزو إيران ويزيد عن حده مؤخراً رغم استهجان الناشطين والمثقفين الإيرانيين والكثير من المسؤولين الذين لا يملكون أي سلطة أمام التيار الديني المتشدد الذي يطغى دائماً على كل التيارات.

تراجعت الحالة الصحية للناشط العمالي المعتقل رضا شهابي الذي مرّ بظروف وحشية في السجن وأضرب عن الطعام لخمسين يوماً

وأدت مداهمات الجمعة الماضي إلى اعتقال 230 شاباً من كلا الجنسين كانوا يحتفلون بـ"شب يلدا" وهي ليلة يحتفل فيها الإيرانيون منذ ألفي سنة، لكن منع الاختلاط لم يسمح لهذا الحفل أن يكتمل، ودهمت شرطة الآداب المكان لتعتقل كل المتواجدين.

ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية للأنباء أنّ المحتفلين كانوا في وضع مشبوه؛ حيث وجدوا الموسيقى والاختلاط غير الشرعي في موقعي الحفل الذي أقيم في منطقتين مختلفتين نظراً للعدد الكبير.

وقال مدير شرطة آداب طهران سرهنگ ذوالفقار برفر، لوكالة "إيسنا" إنّ القوى الأمنية اتجهت للموقعين شمالي العاصمة طهران، وألقت القبض عليهم في الموقع الأول (حديقة مغلقة) وعددهم 160 بإذن من السلطة القضائية، وفي الموقع الثاني (منزل) تم اعتقال 90 شاباً وشابة متواجدين هناك، وإغلاق الموقعين بالشمع الأحمر.

السجين السياسي أحمد دبات (28 عاما) مهدد بفقدان بصره في ظل إصرار السلطات على عدم إرساله للعلاج

وينص قانون العقوبات الإسلامي الساري في إيران على جلد شارب الكحول، 80 جلدة، وقبل هذا الاعتقال بأسبوع انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني في حوار صحفي معه، التدخل في خصوصية المواطنين وحرياتهم الشخصية.

ناشط إيراني ممنوع من العلاج في سجن كرج

تراجعت الحالة الصحية للناشط العمالي المعتقل رضا شهابي بشكل لافت مطلع هذا الأسبوع، ووصل الأمر إلى إصدار منظمة "هيومن رايتس ووتش" بياناً غاضباً تطالب فيه بضرورة إطلاق سراح شهابي الذي يمر بظروف صحية عصيبة، أو نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وأكدت عائلة شهابي لوكالة "إيلنا" الإخبارية أنّ تردي حالته الصحية يهدد حياة ابنها الذي مرّ بظروف وحشية في السجن وأضرب عن الطعام لخمسين يوماً دون فائدة، وفي الأيام الأخيرة يعاني شهابي من أعراض جلطة دماغية بدت تظهر عليه، إلا أنّ إدارة السجن تصرّ على عدم السماح له بالخروج لتلقي العلاج.

وصرحت "نقابة عمال باصات طهران وضواحيها"، التي كان شهابي عضواً فاعلاً فيها، أنّ الأطباء الذي فحصوا زميلهم يؤكدون ضرورة نقله الفوري إلى المستشفى، وحتى الآن يواصل شهابي مرضه واعتقاله.

 

 

سجين أهوازي مهدد بفقد بصره

هذا الأسبوع أيضاً، بدأت قدرة السجين السياسي أحمد دبات (28 عاماً) على النظر تتضاءل، وتقول العائلة إنّ ابنها المسجون في سجن "يزد" سيئ السمعة على مشارف فقدان بصره بشكل تام، وفق ما نقله موقع "سازمان مجاهدي خلق" التابع لحركة مجاهدي خلق الإيرانية.

وحاولت منظمات حقوقية وناشطون إيرانيون التدخل في قضية دبات والضغط على السلطات الإيرانية لإنقاذه، لكنها لم تلقَ أي تجاوب منها.

واعتقل دبات العام 2011 بتهمة انتمائه إلى "حركة النضال العربي لتحرير الأهواز" بعد أن تمّ طرده من الجامعة بنفس التهمة في العام 2009، ليتنقل بين السجون الإيرانية (كرج وأردبيل وكرمان ويزد) وغيرها.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية