ابتزاز وصور مفبركة: القصة الكاملة لانتحار فتاة في مصر.. وهذه كلماتها الأخيرة

ابتزاز وصور مفبركة: القصة الكاملة لانتحار فتاة في مصر.. وهذه كلماتها الأخيرة


03/01/2022

هز خبر انتحار فتاة تدعى بسنت من قرية كفر يعقوب بمحافظة الغربية الشارع المصري ومواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تعرضت لضغوطات على خلفية قيام أحد الشباب بابتزازها بصورة خليعة مفبركة على أحد برامج تعديل الصور ليحصل منها على موعد غرامي.

الشابة بسنت خالد البالغة من العمر 17 عاماً، رفضت الانصياع لابتزازات الشاب الذي أقدم بعد إصرارها على الرفض على فبركة صور عارية ركب عليها وجه بسنت ونشرها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم تتمالك الشبابة نفسها عندما شاهدت الصور المنسوبة إليها، لتقدم على إنهاء حياتها بواسطة "حبة الغلة" السامة، إثر دخولها في حالة اكتئاب حادة قبيل خطبتها والتشهير بها في مسقط رأسها.

وتم نقلها على الفور إلى مستشفى جامعة طنطا، ورغم محاولات الأطباء الحثيثة لإنقاذها لفظت آخر أنفاسها في اليوم الثاني من دخول المستشفى. 

وكان اللواء هاني عويس، مدير أمن الغربية، قد تلقى إخطاراً من نقطة مستشفى جامعة طنطا يفيد باستقبال فتاة تدعى "بسنت خ. ش." في العقد الثاني من عمرها إلى المستشفى في حالة حرجة بسبب "تناولها حبة الغلة السامة"؛ محاولة الانتحار للتخلص من الضغط النفسي والأسري والابتزاز.

أزمة نفسية حادة

وانتقلت القيادات الأمنية وقوات من الشرطة السرية والنظامية إلى مكان الحادث وباشرت التحقيقات فيه ونقل الضحية إلى الطب الشرعي لتشريح جثمانها.

وكشفت التحريات الأمنية أن بسنت أنهت حياتها عقب مرورها بأزمة نفسية عاطفية دفعتها لتناول مادة سامة.

كشفت التحريات الأمنية أن بسنت أنهت حياتها عقب مرورها بأزمة نفسية عاطفية دفعتها لتناول "حبة الغلة" السامة

وقالت والدتها هناء في تصريحات إعلامية إنّ ابنتها بسنت كانت مخطوبة وطالبة بالصف الثاني الثانوي الأزهري، مشيرة إلى أنها تتمتع بأخلاق حميدة، إلا أنها تفاجأت بتداول صور المفبركة عبر موقع التواصل الاجتماعي والتشهير بها.

وأوضحت والدة بسنت أن ابنتها دخلت في حالة صدمة، وارتبكت حياتها. وشعرت بالظلم والقهر النفسي. مما أصابها بحالة اكتئاب حادة تسبب في انتحارها عقب تعنيفها من جانب والدها، وفق ما أورد موقع "فيتو جيت" المصري.

من جانبه، قال الوالد "أنه أخذ بسنت في حضنه بعدما قالت له إنّ الشخص المجهول وصل إلى صورها وقام بتركيبها على صورغير أخلاقية بعدما رفضت ابتزازه، وقال لها هروح أصلى الجمعة وجاي".

وأكمل بحزن "عند عودتي من تأدية الصلاة توجهت إلى منزلي مسرعاً لأجد ابنتي واقعة على المصلية، مستحملتش كلام الناس، وقررت إنها تتخلص من حياتها بحبة الغلة السامة".

أفادت وسائل إعلام مصرية بأن أسرة الضحية تنوي التقدم ببلاغ ضد المسؤولين عن الحادثة، والذين كونوا عصابة سطو إلكتروني للابتزاز، على حد قولهم

وأضاف الوالد أن ابنته كانت في حالة نفسية سيئة، وكانت في حالة إعياء شديد وحملها وتوجه بها إلى أقرب مستشفى من منزله، وهناك ظلت 24 ساعة حتى لفظت انفاسها.

وواصل الأب حديثه وقال إنّ ابنته قد تركت لهم رسالة في غرفتها وجدتها والدتها بعد وفاتها فلما قرأتها اتصدمت وأصيبت بجلطة وهي حالياً في غيبوبة.

كلمات بسنت الأخيرة

وتركت بسنت قبل إنهاء حياتها رسالة مكتوبة بخط يدها وقالت فيها "ماما يا ريت تفهميني، أنا مش البنت دي ودي صور متركبة والله العظيم وقسماً بالله دي ما أنا.. أنا يا ماما بنت صغيرة مستاهلش اللي بيحصلي ده انا جالي اكتئاب بجد.. أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق تعبت بجد أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق تعبت بجد"

وختمت قائلة "مش أنا، حرام عليكم أنا متربية أحسن تربية".

وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن أسرة الضحية تنوي التقدم ببلاغ ضد المسؤولين عن الحادثة، والذين كونوا عصابة سطو إلكتروني للابتزاز، على حد قولهم، مشيرة إلى أنّ الجناة لا يزالون مجهولي الهوية.

غضب على منصات التواصل 

وأثارت قصة الشابة بسنت حالة من الحزن والغضب لدى رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث دشنوا وسم "حق بسنت لازم يرجع"، ولاقى رواجاً واسعاً على مواقع التواصل.

وطالب المغردون بمحاسبة المسؤول عن نشر صورها وإدخالها في حالة الاكتئاب التي سببت لها الوفاة، حيث قالت المغردة آية: "مقدرتوش تحموا بسنت وهي عايشة على الأقل انصفوها ورجعوا لها حقها وردوا لها كرامتها، ده مش حق بسنت بس".

وتابعت: "ده حق كل بنت ممكن تتعرض لنفس إللي تعرضت له بسنت، أنا وانتي وهي ممكن بكرة أكون مكانها، وممكن تكونى انتي مكانها، علشان كده مش نسكت ده وقت نتكلم ندافع عن حقنا".

أثارت قصة الشابة بسنت حالة من الحزن والغضب لدى رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث دشنوا وسم "حق بسنت لازم يرجع" مطالبين بمحاسبة المسؤول عن نشر الصور المفبركة

وحمل البعض أهل بسنت المسؤولية عن إنهاء حياتها لأنهم لم يصدقوها أو يدافعوا عنها في البداية، وقالت المغردة بسمة: "أهلها لو بس كانوا قاموا بدورهم و دافعوا عنها واحتووها ووفورلها الحمايه كان زمانها موجودة وسطنا والمجرم اتحاسب، بس الي حصل ان المجرم عايش حر والضحية هي الي ماتت".

وتابعت: "كل الضحايا الي مرو بنفس تجربه بسنت هما مقتولين ب ايد اهاليهم و المجتمع مش منتحريين".

فيما انتقد مغردون آخرون الواقع وتقاليد المجتمع الذي لا ينصف ضحايا مثل هذه القضايا، إذ قالت المغردة بسمة: "لا أهل احتوت ولا ناس رحمت، حسبي الله ونعم الوكيل.. مجتمع مقرف حقيقي وواقع  مخزي".

كما حملت بعض الصفحات النسوية المجتمع نفس المسؤولية التي تقع على عاتق الجاني، بسبب مؤازرته في جريمته وعدم تصديق النساء والتحريض ضد المجني عليهن في قضايا تتعلق بالشرف، وقال حساب يحمل اسم "Dr.feminis: "المجتمعات البطريركية تتغذى على عذاب النساء، تستغل كل كذبة يتم تلفيقها على الفتيات والنساء، وتصديق كل التهم الباطلة عليهن فقط ليقوموا بممارسة كراهيتهم للأناث. كل شخص شارك بحملة تضيق حياة بسنت مسؤول عن موتها، قتلتم بسنت يا مجرمين".

كما ونشرت بعض الصفحات التي تحمل اسم كفر الزيات عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن: "بنت كفر الزيات انتحرت دلوقتي عشان تضرب قلم على وجه كل مجرم دمرها وكل حد مصدقهاش.. بسنت خالد فيه مجرم حاول يبتزها مقابل أنه يقضي معاها موعد غرامي وركب صوراً مخلّة لها على جسم بنات وبدأ يبتزها ويضغط عليها ويوزع صورها على أهل القرية لحد ما دمرها نفسياً وانتحرت".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية