ارتفاع أعداد المنتحرين من رجال الأمن في تركيا لهذه الأسباب

ارتفاع أعداد المنتحرين من رجال الأمن في تركيا لهذه الأسباب


22/06/2021

قال فاروق سيزر رئيس نقابة الشرطة التركية "أمنية سين": إنّ 15 شرطياً انتحروا خلال الـ 25 يوماً الماضية، بسبب مشاكل العمل الإدارية والضغوطات التي يتعرضون لها من قبل مدرائهم.

ووقع ما مجموعه 40 حالة انتحار في صفوف قوات الشرطة التركية منذ بداية العام، حسبما نقلت قناة خلق TV المعارضة عن سيزر.

ورغم تراجع ظاهرة الانتحار في صفوف عناصر القوات الأمنية في تركيا خلال الأعوام الماضية، إلا أنّ عدد الذين انتحروا في العام الجاري يكاد يقترب من الرقم المسجّل في عام 2013، حين أقدم 57 شرطياً على الانتحار في أعلى نسبة على الإطلاق سجلتها البلاد في صفوف قوات الشرطة، وفق صحيفة "أحوال تركيا".

 فاروق سيزر رئيس نقابة الشرطة التركية "أمنية سين": إنّ 15 شرطياً انتحروا خلال  الـ25 يوماً الماضية

وقال سيزر خلال المقابلة: إنّ "سوء الإدارة وساعات العمل الطويلة تلعب دوراً أساسياً في إنهاء بعض الضباط حياتهم"، مضيفاً أنهم يعملون ساعات أطول مقارنة بالموظفين المدنيين في مؤسسات الدولة.

ويعمل عناصر قوات الشرطة في تركيا 240 ساعة، على الأقل شهرياً، مقارنة بالموظفين المدنيين الذين يعملون 160 ساعة، بحسب ما أفاد مدير النقابة. 

وذكر سيزر أيضاً أنّ "بعض عناصر الشرطة يعملون لغاية 400 ساعة شهرياً"، مشدداً على أنه "في كثير من الأحيان يتمّ تكليف 15 ضابطاً بمهام غير ضرورية يمكن أن يتولاها 3 أشخاص فقط، وهذا ما يؤكد سوء الإدارة والتنظيم معاً"، على حدّ تعبيره. 

وقال مدير النقابة التي تُعرف أيضاً بـ"اتحاد الأمن التركي": "إنّ قوات الشرطة لا تتمّ إدارتها بشكل جيد أبداً"، مشيراً إلى أنّ "هذا الأمر يحصل منذ وقت طويل وليس الآن فحسب".

سيزر: سوء الإدارة وساعات العمل الطويلة تلعب دوراً أساسياً في إنهاء بعض الضباط حياتهم

ومنذ أقل من أسبوع، انتحر 4 عناصر من قوات الشرطة التركية، الأمر الذي أثار جدلاً في البلاد، واعتبر مدير "اتحاد الأمن" أنّ هذه الأرقام "مخيفة، ولم يعد بالإمكان إخفاؤها في عصر المعلومات".

ورأى "اتحاد الأمن" أنّ ظاهرة الانتحار في صفوف قوات الشرطة على صلة وطيدة بسوء الإدارة، وهو السبب الأبرز لإقدام بعض عناصرها على إنهاء حياتهم.

ورفض مصدر في مركز "الإحصاء التركي" التعليق على ارتفاع معدلات الانتحار في صفوف قوات الشرطة، لكنّ وسائل إعلام تركية، بينها صحيفة "زمان" التركية، ذكرت أنّ أفراد الشرطة يواجهون عبئاً ثقيلاً على خلفية الحملات الأمنية التي تشنها الحكومة باستمرار ضد معارضيها، منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكم أردوغان التي وقعت في منتصف شهر تموز (يوليو) عام 2016.

وفي سياق متصل، أدى ارتفاع نسب البطالة إلى ارتفاع حالات الانتحار بين صفوف العاطلين عن العمل خاصة أصحاب الشهادات العليا.

وتعاني شرائح المجتمع التركي من الضغوطات، وكان الموسيقيون الأتراك من بين الفئات الأكثر تضرراً من جائحة كورونا؛ إذ انقطعت مداخيلهم ولم يحصلوا تقريباً على أي دعم من الدولة، وأفاد عدد من وسائل الإعلام بأنّ نحو 100 منهم انتحروا منذ آذار (مارس) 2020

أفراد الشرطة يواجهون عبئاً ثقيلاً على خلفية الحملات الأمنية التي تشنها الحكومة باستمرار ضد معارضيها

وأفاد تقرير لحزب الشعب الجمهوري المعارض، نُشر في صحيفة "زمان" التركية، أنّ معدلات الانتحار شهدت ارتفاعاً كبيراً بسبب الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تفاقمت في أعوام حكم حزب العدالة والتنمية.

وكشف التقرير أنّ عدد ضحايا عمليات الانتحار خلال 19 عاماً من حكم حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلغت 60 ألفاً، وهو رقم مهول للغاية، خاصة مع تنامي مشاكل البطالة والأزمات المالية.

ويأتي التقرير الجديد بعد أشهر من تقرير آخر نُشر في شباط (فبراير) الماضي، وكشف أنّ نسبة الانتحار زادت بـ39% بين 2017 و2019 بسبب الأوضاع الاقتصادية.

وتحدث التقرير عن دور انهيار العملة في عمليات الانتحار قائلاً: "بعد أزمة العملة في 2018، عندما فقدت الليرة 30% من قيمتها مقابل الدولار، وصلت في 2019 حالات الانتحار إلى أكبر معدل لها منذ قرابة 17 عاماً بحوالي 321 حالة.

ومع تصاعد حالات الانتحار، خاصة في عام 2017، قرر معهد الإحصاء التركي إزالة بيانات الانتحار من تقريره في ذلك العام.

وأظهرت بيانات معهد الإحصاء أنه تم الإعلان عن إحصاءات الانتحار حتى عام 2016 وذلك ضمن إحصاءات الوفاة.

وقد عرفت تركيا حالات انتحار جماعي شملت الأسر التركية بسبب الصعوبات المالية، نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ أعوام.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية