استقالة ذراع الغنوشي من ديوان البرلمان... هل قدمته النهضة قرباناً للتهدئة؟

استقالة ذراع الغنوشي من ديوان البرلمان... هل قدمته النهضة قرباناً للتهدئة؟


08/08/2020

عكست استقالة مدير ديوان البرلمان الحبيب خضر، المقرّب من الغنوشي، من منصبه، اتجاه حركة النهضة إلى التهدئة ومحاولة استعادة الانضباط داخل البرلمان، بعدما نجح الغنوشي في الإفلات من سحب الثقة منه بفارق ضئيل، كما عُدّ مؤشراً على اتجاه الحركة منح الحكومة الجديدة الثقة.

وقد عُدّت استقالة خضر على أنّها كبش فداء للغنوشي، وخصوصاً أنه كان من أبرز الوجوه التي دخلت في مشاحنات مع النواب المعارضين، في وقت أرجع خضر الاستقالة إلى الرغبة في تقضية وقت أطول مع عائلته، وقال: لولا ما شهدته الدورة البرلمانية من توترات متتالية، لكنت ربما غادرت قبل الآن، ولكن لم أرغب بالقفز عند اضطراب المركب.

دعا خضر النواب التونسيين إلى أن تكون العطلة البرلمانية مناسبة لهم لكي يعدّل جميعهم البوصلة في اتجاه مصلحة البلاد والتعالي عن الخلافات

ودعا خضر النواب التونسيين إلى أن تكون العطلة البرلمانية مناسبة لهم لكي يعدّل جميعهم البوصلة في اتجاه مصلحة البلاد والتعالي عن الخلافات، بحسب منشور عبر صفحته على "فيسبوك".

وأضاف: "أشعر بالراحة والطمأنينة في داخل نفسي، فإن كان بدر منّي تقصير عن غير قصد، فإني أعتذر''، في وقت قبل الغنوشي الاستقالة أمس الجمعة.

ويُعتبر خضر أحد أهم القيادات في حركة النهضة، ومن أبرز المقربين من زعيمها راشد الغنوشي، وهو واحد من أهم أذرعه داخل البرلمان، منذ أن أصبح نائباً عن حركة النهضة في المجلس التأسيسي بعد انتخابات 2014، حيث كان مقرّر الهيئة المشاركة في صياغة الدستور، بحسب ما أورده موقع العربية.

كما برز اسمه في الاعتصام الأخير الذي نفذته كتلة الحزب الدستوري الحر داخل مكتبه بالبرلمان، للتنديد بحادثة إدخال أشخاص من ذوي السوابق الإرهابية إلى مقرّ البرلمان، عندما اتهمته رئيسة الكتلة عبير موسي بالتحكم في الإدارة وفي كلّ مفاصل البرلمان، وبالتعاون مع الإرهابيين وفسح المجال أمامهم لدخول البرلمان، ودعم رئيس البرلمان في تنفيذ أجندة الإخوان المسلمين في تونس، وطالبت عدة مرات بإقالته من منصبه، بحسب الموقع ذاته.

ويتوقف مصير البرلمان التونسي على موقف كتله من حكومة هشام المشيشي، حيث إنه في حال رفض البرلمان منح الحكومة الثقة، فإنّ على الرئيس التونسي، قيس سعيد، الدعوة إلى حلّ البرلمان، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

وتملك حركة النهضة أكبر كتلة برلمانية (54 نائباً)، وتستطيع هي وحلفاؤها منح الثقة للحكومة أو عرقلتها، غير أنه بدا واضحاً من خلال تحركاتها الأخيرة تمسكها بالبرلمان، وخصوصاً أنّ الذهاب إلى انتخابات مبكرة مقامرة غير مضمونة النتائج بالنسبة إلى الحركة.

وكانت حركة النهضة قد نفت أمس، عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، أنها دعت هياكلها إلى الاستعداد لانتخابات برلمانية مبكرة، وحذّرت من بعض الأطراف الذين زوّروا تلك الوثيقة لـ"إرباك الوضع".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية