استقالة وزير خارجية لبنان تُحرج الحكومة... هل تكون الأخيرة؟

استقالة وزير خارجية لبنان تُحرج الحكومة... هل تكون الأخيرة؟


03/08/2020

فيما تفشل حكومة حسان دياب في تلبية احتياجات الشارع اللبناني الذي يواصل من وقت إلى آخر احتجاجاته، أعلن وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي استقالته، معرباً عن خيبة أمله في "الحكومة"، ما ضاعف من موقفها الحرج، وفاقم أزماتها. 

طالب حتي في بيان استقالته بإعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات من أجل إيلاء المواطن والوطن الأولوية على كافة الاعتبارات 

وطفت على السطح على مدار الأسابيع الماضية التصدعات في حكومة دياب، وعدم التناغم في الإدارة، تماشياً مع سياسة حزب الله والحليف الإيراني، وبدا وزير الخارجية اللبناني يعزف منفرداً، محاولاً تحقيق توازن في سياسة لبنان الخارجية، وترقيع الأزمات، فكانت النتيجة "تهميشه". 

ولم يكشف الوزير اللبناني السابق عن خبايا الصراع المكتوم على مدار الشهور السبعة الماضية، لكنّه عزا أسباب استقالته، في بيان رسمي، إلى تعذّر أداء مهامه في هذه الظروف التاريخية والمصيرية التي يمرّ بها لبنان، الذي ينزلق للتحوّل إلى دولة فاشلة، على حدّ وصفه، بحسب ما أورده موقع سكاي نيوز.

وأضاف البيان: "نظراً لغياب رؤية للبنان الذي أؤمن به وطناً حراً مستقلاً فاعلاً ومشعّاً في بيئته العربية وفي العالم، وفي غياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب الذي يطالب به مجتمعنا الوطني ويدعونا المجتمع الدولي للقيام به، قرّرت الاستقالة من مهامّي كوزير للخارجية.

وطالب حتي في بيان استقالته بــ"إعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات من أجل إيلاء المواطن والوطن الأولوية على كافة الاعتبارات والتباينات والانقسامات والخصوصيات".

ويرجع بعضهم بداية الأزمة، التي تعمّقت باستقالة وزير الخارجية، إلى السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا، التي أصدر قاضٍ لبناني حكماً بمنع ظهورها في أيّ وسيلة إعلامية، على خلفية هجومها على حزب الله في حوار متلفز، فيما حاول وزير الخارجية تدارك الموقف، واستقبل السفيرة في مكتبه، بعدها قدّم القاضي استقالته.

اقرأ أيضاً: هل سينضم لبنان إلى قائمة الدول "المفلسة"؟

فيما كان لافتاً غياب وزير الخارجية اللبناني عن المباحثات التي أجريت مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت قبل أسبوع، ما عُدّ دليلاً دامغاً على التهميش. 

وقال مراقبون: إنّ حتي، بدلاً من أن يتولّى مهمّة التواصل مع الدول العربية، انطلاقاً من منصبه وزيراً لخارجية لبنان، أوكلت المهمّة إلى مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المقرّب من ميليشيا حزب الله وحركة أمل، الذي قام بجولة قبل أسبوعين شملت لقاءات مع مسؤولين عرب، بحسب ما أورده موقع العين.

وكان وزير الخارجية عند تشكيل حكومة دياب محسوباً ضمن الوزراء الذين أتى بهم النائب جبران باسيل (صهر رئيس الجمهورية ميشال عون)، الذي بدأت علاقته به تهتزّ شيئاً فشيئاً على خلفية التدخل السياسي في عمله بصفته وزيراً للخارجية، وفيما تشير المعلومات إلى أنّ استقالة "حتّي" ستكون بداية لاستقالات وزارية متتالية، فإنه يبدو واضحاً أنّ قراره جاء بعد تراكمات جعلته يتخذ القرار بقلب الصفحة، حسب الموقع ذاته. 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية