اغتصب 900 امرأة بحجة العلاج.. قصة المشعوذ التي هزت المجتمع التونسي

أصيب التونسيون بصدمة كبيرة مساء أول من أمس وهم يشاهدون تقريراً تلفزيونياً بثته قناة "الحوار التونسي" في برنامجها "الحقائق الأربعة"، الذي عرض شهادات لتونسيات اعترفن بتعرضهنّ للاغتصاب والاستغلال الجنسي من قبل شخص يقدّم نفسه على أنّه "معالج روحاني" لكلّ أنواع السحر عن طريق المعاشرة الجنسية.

وقد عرض البرنامج تسجيلاً مع الدجال "بلقاسم" عن طريق كاميرا مخفية، اعترف خلالها بأنّه عالج ما بين (800 و900) امرأة عن طريق الجلسات الجنسية، وبمقابل مادي يفوق (200) دينار تونسي؛ أي نحو 60 دولاراً.

وفي السياق، أفادت مصادر قضائية أمس اعتقال التونسي الذي قدّم نفسه على أنّه "معالج روحاني"، بعد بث تقرير تلفزيوني اعترف فيه بخداع مئات النساء لإقامة علاقات جنسية معهن.

وبحسب المتحدثة باسم محكمة أريانة بضواحي تونس فاطمة بوقطاية، فإنّ الرجل الذي اعتقل أمس كان يخضع للتحقيق قبل بث التقرير، بسبب أنشطته المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

ويقدّم الرجل نفسه على صفحته عبر فيسبوك باسم "بولغا كاهولي"، ويجذب ضحاياه وجميعهنّ من النساء، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد مثل المشعوذ أمام أنظار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بأريانة، التي أمرت بتوقيفه حتى استكمال التحقيقات.

وفي التقرير، قال الرجل الذي يدّعي أنّ لديه قدرات ضد "السحر الأسود"، للصحفية التي ادعت أنّها زبونة جديدة، يستطيع علاجها بإقامة علاقة جنسية معها، وأنّ أساليبه تعطي "نتائج مضمونة"، وأنّه بالتالي "استطاع أن يشفي" ما بين (800 و900) امرأة عن طريق "الجلسات الجنسية".

وأضاف للصحفية أنّه سيقيم معها الليلة علاقة جنسية، وأنّها ستتعافى بالتأكد من كلّ المشاكل التي تمرّ بها.

المشعوذ بلقاسم يمثل أمام النيابة بعد اعترافه عبر مقابلة مصوّرة أنّه عالج (900) فتاة بالعلاقات الجنسية

وكان يحدد عدداً معيناً من "الجلسات" لكلّ زبونة "لعلاجها" من الأمراض التي تعاني منها. وأوصى الصحفية التي ادعت أنّها تعاني من مشكلات، بأن تقضي معه (14) "جلسة جنسية" بسعر إجمالي قدره 210 دنانير.

وقالت إحدى ضحاياه، وهي طالبة في الـ25 من العمر، خلال البرنامج إنّها تعرضت لاستغلال جنسي لمدة (3) أعوام على يد هذا "المعالج".

من جهتها، قالت صحيفة الشروق التونسية في تقرير لها حول الحادثة: إنّ المشعوذ يقطن في منطقة أريانة، وهو من مواليد 1969، متزوج، وقد عُثر في منزله على هاتفين محمولين وكاميرا تظهر فيها مقاطع للدجال وهو بصدد ممارسة الجنس مع الضحايا.

ووفقاً لما أوردته إدارة الشرطة العسكرية على صفحتها عبر "فيسبوك"، فإنّ الأجهزة الأمنية تحفّظت على الدجال، وتحاول الآن ومن خلال التحقيقات الوصول إلى ضحايا المشعوذ اللاتي وقعن في براثنه ومارسن الجنس معه بهدف الخلاص من المشاكل الاجتماعية أو الشفاء من الأمراض.

وقد ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار الحادثة التي كانت صدمة لأغلب التونسيين لما فيها من استخفاف بالعقول، واللعب على وتر المشاكل الاجتماعية، واعتبر الكثير من النشطاء أنّها ناتجة عن الإحباط وفقدان الأمل، ومحدودية التعليم والجهل، بالإضافة إلى الشائعات التي عزّزت مكانة هذا الدجال عبر موقع "فيسبوك" الذي ينشر تدوينات يزعم فيها أنّه قادر على علاج المسّ والجنّ العاشق والسحر الأسود ومشاكل تأخر الإنجاب والأمراض الجلدية.

المشعوذ قدّم نفسه على أنّه معالج روحاني، وكان يستقطب ضحاياه عبر موقع فيسبوك، ويروّج لقدراته بحسابات مزورة

وقال العديد من النشطاء ممّن تعاملوا معه: إنّه استغلّ العديد من الحسابات الوهمية للترويج لقدراته عبر "فيسبوك"، وكان يتواصل مع المهتمات عبر حسابات مزوّرة بأسماء فتيات، لافتين إلى أنّه كان يرفض التعامل مع الرجال بحجّة أنّه متخصص في علاج أمراض ومشاكل الجنس الناعم فقط، وأنّ الأمور تتعلق بحسب ادّعاءاته بالمردة أو الجن الذين يتعامل معهم ولا يعالجون سوى النساء.

مواضيع ذات صلة:

- 8 معلومات عن خصائص الدين والسحر في أفريقيا

- لماذا يتكاثر المشعوذون الجدد في حياتنا العامة؟

- رجال الدين في إيران إذ يواجهون كورونا بالشعوذة