الأذرع الإقليمية للإخوان تواصل دعم حركة طالبان

الأذرع الإقليمية للإخوان تواصل دعم حركة طالبان


25/08/2021

مع سيطرة حركة طالبان الأفغانية على العاصمة كابول، وعلى الرغم من ميراثها القديم، القائم على العنف والإرهاب وإقصاء المرأة وازدراء الفنون والإبداع، إلا أنّ جماعة الإخوان لم تخف ابتهاجها الذي بلغ حد الدعم والتأييد للحركة، التي احتضنت في الماضي تنظيم القاعدة، وزعيمه أسامة بن لادن، ومارست كل أشكال العنف.

إخوان سوريا يمهدون الطريق لتركيا

على الرغم من صمت الجماعة الأم في مصر، سارعت جماعة الإخوان في سوريا، إلى دعم حركة طالبان، ببيان رسمي، وصفت فيه سقوط كابول في يد الحركة الأكثر تشدداً، بــأنّه "نعمة من الله، يستحق كل الشعب الأفغاني عليها التهنئة، والتجلة، والإكبار"، واستطرد البيان قائلاً: "إنّ يوم النصر الذي حققته طالبان، هو عيد حقيقي لكل الأحرار والشرفاء، ليس في أفغانستان وحدها، بل عند كل الذين يكرهون الاستعباد والاستعمار، والنيل من إرادة الشعوب".

الباحث المصري في العلوم السياسية، الدكتور عبد السلام القصاص، وصف بيان جماعة الإخوان في سوريا بالمراوغ، لافتاً في حديثه لـ"حفريات"، إلى أنّ "تركيا التي تستضيف المراقب العام، محمد حكمت وليد، وغالبية أعضاء التنظيم، ربما أرادت مخاطبة طالبان عبر الإخوان، حيث تسعى أنقرة إلى القيام بدور نشط في أفغانستان، وهو ما رفضته الحركة، التي استقبلت العرض التركي بحماية مطار كابول بشكل سلبي".

وعن وصف سيطرة الحركة على أفغانستان بالنصر، يلفت القصاص إلى أنّ الخطاب الإخواني لم يتغير، من حيث القدرة على التدليس الفج، وقلب الحقائق، فالحركة لم تتقدم إلا بعد الانسحاب الأمريكي، ووفق تفاهمات وأدوار وظيفية جديدة، أرادت الولايات المتحدة لطالبان أن تؤديها، لصالح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في آسيا.

الباحث المصري أكّد أنّ "مفهوم الملاذ الأفغاني الآمن، يبدو حاضراً بقوة في ذهنية إخوان سوريا، والإخوان بشكل عام، في ظل توقعات بتخلي أنقرة عن احتضان التنظيم وأذرعه الإقليمية، كما أنّ بيئة الصراع توفر أرضاً خصبة؛ لتمرير مسارات جديدة لأموال الجماعة، وإعادة تدوير أوعيتها عبر أفغانستان".

خطاب جهادي تقليدي

وعلى النهج نفسه، تقدم حزب جبهة العمل الإسلامي، ذراع الإخوان السياسي في الأردن، ببالغ التهنئة للشعب الأفغاني، باندحار الاحتلال الأمريكي على أيدي من وصفهم بــ "المجاهدين من حركة طالبان"! وأضاف الحزب في بيانه: "ما تحقق من نصر للشعب الأفغاني، على الاحتلال الأمريكي الغاشم.. يؤكد على أنّ روح الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال، لا تزال راسخة في نفوس أبناء الأمة الإسلاميّة، وأنّ مشاريع العمالة وسلخ الشعوب عن ثوابتها الوطنية والإسلاميّة، ستبوء بالفشل الذريع".

     جماعة الإخوان لم تخف ابتهاجها الذي بلغ حد الدعم والتأييد لحركة طالبان بعد إعادة سيطرتها على أفغانستان

 صيغة البيان المشبعة بالحمولة الجهاديّة، تطرح علامات الاستفهام، حول مدى قدرة التنظيم على مراجعة خطابه الديني والسياسي، في ظل توظيفه الحاد لمفهوم الجهاد، الذي تشكّل بصورته السلبية في الأراضي الأفغانية، في حقبة الحرب مع الاتحاد السوفياتي، وما بعدها.

خطاب مزدوج من إخوان الجزائر

عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم (حمس)، الذراع السياسي لإخوان الجزائر، لم يتأخر عن دعم طالبان، واصفاً ما حدث بـ"الانتصار العظيم"، وذلك في بيان صدر عن منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، حمل توقيع مقري، بوصفه الأمين العام للمنتدى.

البيان وصف حركة طالبان بالفـئة "المجاهدة"، التي انحازت إلى الحق، فاستحقت النصر، حيث قال: "لقد بيّن هذا الانتصار، بأنّ الحق منتصر لا محالة، مهما طال الزمن، ومهما كبرت التضحيات".

من جانبه، هنأ رئيس كتلة حركة مجتمع السلم، في المجلس الشعبي الوطني الجزائري، أحمد صادوق، الشعب الأفغاني وحركة طالبان بعودة السيادة، مطالباً الحركة بالقيام بجملة من المراجعات، لتحصل على الإعتراف الدولي، قائلاً في صياغة أقرب إلى النصح: "في حال تجسدت هذه المراجعات، فمن الممكن أن تقبل من طرف المجتمع الدولي، خاصّة في ظل التوجس الحالي، والتساؤلات الكبيرة حول كيفية تصرف هذه الحركة مستقبلاً ".

 على الرغم من صمت الجماعة الأم في مصر سارع إخوان سوريا إلى دعم حركة طالبان ببيان رسمي

الدكتور سامح مهدي، الباحث المصري في الفكر السياسي، لفت إلى أنّ تصريحات صادوق، جرت صياغتها بشكل سياسي أقرب إلى المناور، فحركة حمس، التي حلّت ثالثاً في الانتخابات التشريعية، حاولت من خلال رئيس كتلتها النيابية، الإيعاز بوجود خلاف أيديولوجي مع طالبان، حتى لا تتعرض الحركة للمساءلة في الجزائر، وبالتالي تفقد أفضليتها النيابية، خاصّة بعد أن سيطرت على لجنة التربية في البرلمان، وفي ظل الضغوط التي تتعرض لها الحركة من قبل التيار المدني، لجأ صادوق إلى مناورته التي طلب فيها من طالبان القيام بمراجعات.

مهدي لفت إلى أنّ رئيس حركة مجتمع السلم، كشف بتوقيعه على بيان منتدى كوالالمبور، عن مدى تقاطع الحركة، بكل ماضيها المظلم، مع منهج الإخوان وأيديولوجيتهم، وبشكل لا يقبل التشكيك أو التأويل.

الذراع الديني يتجاوز أدواره

سارع أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذراع الدعوى للإخوان في قطر، إلى التأكيد على أنّ "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مستبشر ومرتاح إلى التغيرات الأخيرة، التي حصلت في الأيام والأسابيع الأخيرة في أفغانستان". الريسوني هنأ حركة طالبان بشكل خاص، كاشفاً عن أنّ الاتحاد "كان دائماً يجري اتصالات مع وفود التفاوض والتحاور، في الدوحة"، ما يعكس الجانب الخفي من نشاط الاتحاد، وقيامه بأدوار سياسيّة تتخطى دوره الديني، ووجود صلات قوية وراسخة مع طالبان، التي قال الريسوني إنّها "تمكنت من عقد اتفاقية، تخرج القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان"، قبل أن يوجه إليها الشكر على ما وصفه بالجهاد والصبر والتضحيات.

تهنئة رسمية من حماس

وبدورها، حرصت حركة حماس على تقديم تهنئة رسميّة إلى قيادات طالبان، حيث أجرى إسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي للحركة، اتصالاً مع الملا عبد الغني برادر، نائب زعيم طالبان، غداة سيطرة الحركة على العاصمة كابول، حيث قدم التهنئة لطالبان، مشيداً بـــ"أداء الحركة سياسيّاً وإعلاميّاً". وذلك بحسب الموقع الرسمي لحماس.

إخوان باكستان على نهج طالبان

في باكستان، هنأ سراج الحق، أمير الجماعة الإسلاميّة، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، حركة طالبان على ما وصفه بالانجاز، وزعم أنّ "الشعب الأفغاني فتح أبوابه أمام طالبان، ورحب بها"، متجاهلاً مشهد آلاف الهاربين من الجحيم، الذي جرى في مطار كابول، ويجري كل يوم عند المعابر الحدودية.

سراج الحق كشف عن رغبته في انتقال عدوى التشدّد والتطرف إلى العالم الإسلامي، حيث قال: "بمجرد قيام حكومة إسلاميّة مثالية في أفغانستان، ستنتشر آثارها، ورائحتها، وأشعتها في كل مكان بإذن الله".

أمير الجماعة الإسلاميّة طالب حكومة بلاده، بالاعتراف بحكومة طالبان في أفغانستان، مطالباً بنظام إسلامي، وفق تصوره، في باكستان، قائلاً: "إنّ الشعب الباكستاني لم يعد أمامه خيار سوى 

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية