الأمم المتحدة تحاول إنهاء الاقتتال في ليبيا.. ما هو رد أردوغان؟

الأمم المتحدة تحاول إنهاء الاقتتال في ليبيا.. ما هو رد أردوغان؟


02/06/2020

في وقت تحاول فيه الأمم المتحدة وقف الاقتتال في ليبيا وإعادة طرفي النزاع إلى طاولة الحوار تستمر تركيا في إرسال المرتزقة والعتاد لميليشيات الوفاق في الغرب الليبي لتغذية الصراع؛ حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الحكومة التركية نقلت نحو الأراضي الليبية، دفعة جديدة تضم 400 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، وبذلك ترتفع أعداد المرتزقة الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، إلى نحو 11,600 مرتزق من المقاتيلي في الفصائل السورية، في حين أنّ عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2500 مجند.

 

 

وفي السياق ذاته، جرى توثيق مقتل 12 مقاتلاً من مرتزقة أردوغان خلال المعارك إلى جانب "حكومة الوفاق" ضد "الجيش الوطني الليبي"، ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، نحو 351 مقاتلاً بينهم 20 طفلاً دون سن الـ 18، كما أنّ من ضمن القتلى قادة مجموعات ضمن تلك الفصائل، وفق ما أورده المرصد على موقعه الإلكتروني.

الأمم المتحدة تعلن قبول كل من حكومة الوفاق والجيش الليبي استئناف مباحثات وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية المرتبطة بها

بالمقابل، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قبول كل من حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي استئناف مباحثات وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية المرتبطة بها بناءً على مسودة الاتفاق التي عرضتها البعثة على الطرفين خلال محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في 23 شباط (فبراير) 2020.

وأكدت البعثة، في بيان نشر عبر وكالة "فرانس برس"، أنّ عودة الطرفين للحوار تمثل استجابة لرغبة ونداءات الأغلبية الساحقة من الليبيين الذين يتوقون للعودة للحياة الآمنة والكريمة بأسرع وقت ممكن.

وقال البيان: "تأمل البعثة أن ترافق استجابة الطرفين وقف الأعمال القتالية، والحد من التعبئة العامة وممارسة خطاب الكراهية بغية الوصول إلى حل يعيد للدولة مؤسساتها ومكانتها وللشعب ما يستحقه من استقرار ورفاه. كما تأمل البعثة أن تستجيب جميع الأطراف، الليبية والدولية، لرغبة الليبيين في إنهاء القتال وأن يمثل استئناف محادثات اللجنة العسكرية بداية لتهدئة على الأرض وهدنة إنسانية لإتاحة الفرصة أمام التوصل لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار، ولتمكين السلطات المختصة من تركيز جهودها على مواجهة تداعيات وخطر جائحة كورونا (كوفيد-19)، علاوة على تسهيل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحّة من قبل الجهات المحلية والدولية".

 

 

وشدد البيان على ضرورة التزام الطرفين بتفويض ممثليهم في المفاوضات تفويضاً كاملاً يمكنهم من استكمال اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنجز جزء كبير منه في الجولتين السابقتين.

المرصد السوري: الحكومة التركية نقلت نحو الأراضي الليبية دفعة جديدة تضم 400 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لأنقرة

وطالبت البعثة الدول الداعمة لطرفي النزاع بالتقيد باحترام ما اتفقت عليه ضمن مخرجات مؤتمر برلين، وقرارات مجلس الأمن المتعددة خاصة القرار 2510 (2020) وقرار حظر السلاح ووقف جميع أشكال الدعم العسكري بشكل نهائي.

وشكرت البعثة كل الدول التي عملت على إنجاح العودة للمفاوضات العسكرية، والمساعي الرامية لعودة المفاوضات السياسية لإنهاء النزاع في ليبيا، وتأمل أن يستمر هذا الدعم خلال فترة المباحثات القادمة لضمان نجاحها.

وقالت إنها تتطلع للبدء في الجولة الجديدة من المفاوضات عبر الاتصال المرئي نظراً لما يمليه الواقع الجديد، تأمل أن تسود المباحثات نفس الروح المهنية والجدية والمسؤولية التي ميزت الجولتين الأولى والثانية في جنيف.

ميدانياً، أكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، أنّ القوات الجوية توفر مظلّة فوق منطقة غريان إلى منطقة حوش الستين وبير الغنم باتجاه العزيزية لمنع تجمع الميليشيات.

 

 

وأضاف المسماري، خلال مؤتمر صحفي استثنائي عقده أمس بمدينة بنغازي، أنّ سيطرة الجيش على منطقة الأصابعة، غربي البلاد، سبقه شن سلسلة غارات جوية استهدفت الميليشيات للتمهيد للسيطرة على المدينة، مبيناً أنّ أهالي المنطقة رحبوا بدخول الجيش لها، وفق ما أوردت صحيفة "بوابة أفريقيا".

اقرأ أيضاً: تقارير يونانية: رصد قطع بحرية تركية قرب ليبيا

وتحدث المسماري عن معركة طرابلس قائلاً: إنّ المعركة الكبرى في طرابلس بدأت قبل العيد بيوم بعمليات عسكرية كبيرة تمثلت في إعادة التمركز على أنها هزيمة للجيش لكنها في الواقع مكّنت القوات المسلحة من التموضع في مناطق مهمة لتدمير الجماعات الإرهابية.

وأشار المسماري إلى أنّ السلاح الأول لقوات الوفاق المدعومة من تركيا هو الطائرات المسيرة التي أصبح الجيش يسقطها بسهولة حيث حاولوا الوصول لترهونة إلا أنّ منظومة الدفاع الجوي هناك قوية فتمكنت من إسقاطها وكذلك إحباط محاولة وصولهم للأصابعة.

اقرأ أيضاً: تمرد وعصيان بصفوف مرتزقة أردوغان في ليبيا.. وتجنيد للأطفال مقابل 3 آلاف دولار

وأردف الناكق باسم الجيش أنّ أغلب قادة الميليشيات الليبية والسورية تم القضاء عليها، موضحاً أنّ تجنيد مرتزقة أردوغان لليبيا ينقسم لثلاث فئات؛ الأولى جاءت بفتوى شرعية من الغرياني وأمثاله وتضم جبهة النصرة وبقايا تنظيم داعش وما إلى ذلك، أما الفئة الثانية فتتبع الجيش الوطني السوري الموالي لأردوغان حيث تم التنسيق مع قادة الفصائل المسلحة في سوريا لإرسال المرتزقة إلى ليبيا وأن يتم قطع المرتبات عنهم، أما الفئة الثالثة فهي فئة من المخيمات السورية في تركيا والذين يتم إرسالهم مقابل الغذاء.

 

 

وحذّر المسماري من أنّ نجاح أردوغان في معركة ليبيا سيؤدي إلى إرسال سوريين وليبيين إلى دول أخرى، منوهاً إلى أنّ الجيش لا يخوض حرباً ضد المجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج وإنما بدأت معركته ضد الإرهاب منذ العام 2014، مشيراً إلى أنهم "جاؤوا بالسراج على رأس المجلس الرئاسي بليبيا لأنه شخصية هشة يمكنهم إدارتها بالريموت كونترول"، متسائلاً "هل هناك رئيس دولة عاقل يأتي بالغازي إلى أرضه؟".

وفي الرجوع الى التدخل التركي في ليبيا، تصاعدت التحذيرات الدولية من أن يؤدي تدخل أردوغان العسكري إلى تحويلها إلى "سوريا أخرى".

اقرأ أيضاً: قيادي إخواني منشق يكشف خطة التنظيم وأردوغان لاحتلال ليبيا

وأكدت مصادر إعلامية بريطانية لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أنّ الدعم الذي يقدمه نظام رجب طيب أردوغان لحكومة  طرابلس، لن يُكسبها الدعم الشعبي، أو يُمكنها من تحقيق أي تقدم على المسارين؛ العسكري أو السياسي.

وقالت المصادر، إنّ حكومة فايز السراج "التي لا تبدي اكتراثاً يُذكر بدماء الليبيين، فقدت مبررات وجودها حتى في نظر أنصارها"، وستظل موصومة بأنها "مفروضة من الخارج"، في إشارة إلى أنها انبثقت عن اتفاق الصخيرات الذي تم التوصل إليه في أواخر عام 2015 برعاية الأمم المتحدة، ولم تنجح منذ ذلك الحين في إقناع مواطنيها بقدرتها على تمثيلهم.

 

 

وفي تصريحات نشرتها الصحيفة، أشارت المصادر إلى أنّ على رأس أسباب فشل حكومة السراج في تحقيق هذا الهدف، إفساحها المجال لدولة، مثل تركيا، لانتهاك سيادة ليبيا، ونشر عسكريين على أراضيها، بل وجلب آلاف من المرتزقة من الخارج إلى هناك.

وأضافت أنّ حكومة الوفاق فتحت الباب أيضاً أمام تحول ليبيا إلى جزء من مخطط أردوغان لتوسيع نفوذ نظامه في منطقة الشرق الأوسط، في إطار محاولاته للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من موارد الطاقة في المنطقة شرق المتوسط.

اقرأ أيضاً: أطماع تركيا تتخطى ليبيا سعياً لاحتواء دول الساحل والصحراء

وأكد التقرير أنّ نظام أردوغان "سيظل يشكل في أغلب الأحوال حجر عثرة، على طريق أي جهود تستهدف إسدال الستار على الصراع الدموي الذي تشهده ليبيا"، مُشيراً إلى أنّ أي تسوية من شأنها إعادة توحيد مؤسسات الدولة الليبية، لن تصب في صالح تركيا "في ضوء أنّ ذلك سيقود إلى تقليص نفوذها على وكلائها المحليين هناك".

وشدد على أنّ الفارق بين تركيا والدول الأخرى المهتمة بالأزمة الليبية، يتمثل في أنّ أنقرة دخلت هذا البلد المطلّ على البحر المتوسط لـ "تبقى على الأرجح"، باعتبار أنّها تعتبر دعمها لحكومة السراج "أداة جيوسياسية، تستعين بها في سباقها المحموم على موارد الطاقة في شرق المتوسط".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية