الإخوان المسلمون، أزمة دبلوماسية في أوروبا وتحركات في الولايات المتحدة وانتهازية في أستراليا

الإخوان المسلمون، أزمة دبلوماسية في أوروبا وتحركات في الولايات المتحدة وانتهازية في أستراليا


02/12/2021

في أوروبا، تواصل مراكز الأبحاث والمؤسسات الرسمية فضح خطط الإخوان وانتهازيتهم، وفي هذا السياق، حذّرت الجمعية الوطنية الفرنسية، في مؤتمر عقدته بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين، من الارتباط الوظيفي بين جماعة الإخوان المسلمين، وحركة طالبان الأفغانية. وفي الولايات المتحدة، كشف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، المرتبط بالتنظيم الدولي للإخوان، عن دعمه للإيديولوجيا الإخوانية، من خلال عدة تحركات سياسية، تصبّ في مصلحة التنظيم الدولي. وفي أستراليا، واصل مجلس الأئمة الوطني الأسترالي (ANIC)، المرتبط بالتنظيم الدولي للإخوان، استراتيجية انتهاز الفرص، لتحقيق أكبر قدر ممكن من التمدّد والانتشار.

تحركات جديدة في أوروبا لملاحقة الفكر الإخواني

تواصل مراكز البحوث والدراسات والمؤسسات الحكومية المعنية في أوروبا العمل على ملاحقة الإيديولوجيا الإخوانية، ومحاولة فهم عوامل تمدّدها، وسبل مواجهتها، وفي هذا الإطار، أصدر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب دراسة حول نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، وعوامل انتشارها تحت غطاء العمل الخيري والمدني، اعتماداً على بناء شبكة هائلة من العلاقات، داخل المؤسسات الأوروبية المختلفة، باستخدام المساجد والمراكز الثقافية والجمعيات الخيرية كواجهة لتنفيذ مشروع التمكين الإخواني.

من جهة أخرى، واصل مركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا العمل على نشر الدراسات والتقارير المتعلقة بنهج الإخوان وأنشطتهم، حيث أصدر المركز دراسة موثقة للدكتور لورينزو فيدينو، مدير البرنامج المختص بمكافحة التطرف، بجامعة جورج واشنطن، بالمشاركة مع الخبير الأمني النمساوي هايكو هاينش، تناولت الهيكل التنظيمي للجماعة، وعوامل تمدّدها في القارة الأوروبية، وعلى الأخص في النمسا وألمانيا، وركزت الدراسة على تحليل الخطاب الإخواني، ومن ضمنه تصريحات النائب السابق للمرشد العام محمد حبيب، في العام 2008، التي قال فيها: إنّ "هناك كيانات موجودة في العديد من البلدان، في كلّ مكان في العالم، وهذه الكيانات لها الإيديولوجية والمبادئ والأهداف نفسها، ولكنّها تعمل في ظروف مختلفة، وسياقات مختلفة، لذا فمن المعقول أن يكون لديك لا مركزية في العمل؛ بحيث يعمل كلّ كيان حسب ظروفه".

 

حذّرت الجمعية الوطنية الفرنسية، في مؤتمر عقدته بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين، من الارتباط الوظيفي بين جماعة الإخوان المسلمين، وحركة طالبان الأفغانية

من جانبها، حذّرت الجمعية الوطنية الفرنسية، في مؤتمر عقدته بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين، من الارتباط الوظيفي بين جماعة الإخوان المسلمين، وحركة طالبان الأفغانية، وخلص المؤتمر إلى أنّ ثمّة تحرّكات تدفع نحو تكوين تحالف بين الطرفين؛ الأمر الذي يمثل خطراً كبيراً على الأمن الدولي والأوروبي.

المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي أكّد من جهته في تصريحات صحفية أنّ المؤتمر الذي نظمته الجمعية الوطنية الفرنسية "ناقش الخطر الذي تمثله طالبان وجماعة الإخوان، التي تمثل الامتداد الخفي لهم في أوروبا، ويبرز هؤلاء كخطر أكثر وضوحاً؛ وكأنّهم يحاربون بالوكالة عن كلّ الحركات المتطرفة". وأضاف: "إنّها المرّة الأولى التي تنظّم فيها الجمعية الوطنية الفرنسية مؤتمراً لمناقشة خطورة حركة طالبان وإيديولوجيا الإخوان على الجمهورية؛ ممّا يؤكد صحة عدد من التقارير الاستخباراتية والدراسات الاجتماعية التي نبّهت، وما تزال، من استقرار عدد كبير من قيادات الإخوان والموالين لهم، وخاصّة من تونس، في فرنسا".

 

 دشنّ مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، حملة كبيرة لدعم وتأييد النائبة الديمقراطية إلهان عمر، المعروفة بانتمائها للإخوان المسلمين.

وفي سياق ربما يكون متصلاً، نشبت أزمة دبلوماسية بين مارلين شيابا وزيرة المواطنة الفرنسية، وكليمان بون وزير الدولة الفرنسي لشؤون أوروبا من جهة، وبين هيلينا دالي مفوضة المساواة في الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، في أعقاب لقاء أجرته الأخيرة مع إحدى الجمعيات الفرنسية المرتبطة بالإخوان المسلمين، وأوضحت وزيرة المواطنة الفرنسية أنّ هذه الجمعية دائمة الهجوم على مبادىء الجمهورية الفرنسية، ولا تكفّ عن محاولات اختراق مؤسسات الدولة.

اقرأ أيضاً: إخوان الجزائر يتلقون صفعة جديدة... ما أسباب الهزيمة التي لحقت بالجماعة في الانتخابات المحلية؟

من جهته، شنّ كليمان بون وزير الدولة الفرنسي لشؤون أوروبا هجوماً حاداً على الجمعية الإخوانية، ووصف الاجتماع الذي جرى بأنّه غير طبيعي، وطالب الاتحاد الأوروبي بتقديم تفسير لهذا اللقاء.

من جانبها، حاولت هيلينا دالي التقليل من الآثار المترتبة على هذا الاجتماع، وبرّرت عقده بأنّه جاء في سياق متابعة أحوال المسلمين في أوروبا، بعيداً عن أيّ أُطر سياسية.

الإخوان في أمريكا وتبنّي أولويات التنظيم الدولي

أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كشف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، المرتبط بالتنظيم الدولي للإخوان، عن توجهاته في سياق دعم وتكريس الإيديولوجيا الإخوانية، فقد دشنّ المجلس حملة كبيرة لدعم وتأييد النائبة الديمقراطية إلهان عمر، المعروفة بانتمائها للإخوان المسلمين.

مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية هاجم بشدّة النائبة الجمهورية عن كولورادو  لورين بويبرت، ووصف هجومها على إلهان عمر بأنّه يأتي في إطار حملة ممنهجة ضدّ الإسلام والمسلمين، مع تعمّد إساءة استخدام المصطلحات الإسلامية، وطلب المجلس من زعيم الجمهوريين كيفين مكارثي العمل على اتخاذ إجراءات صارمة ضد النائبة بويبرت، التي وصفتها إلهان عمر بالمهرّجة المتعصبة ضدّ المسلمين.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: ارتباك في ليبيا وأكاذيب في تونس وخطاب فارغ في الجزائر‎

من جهته، طالب إدوارد أحمد ميتشل، القيادي في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، في حديث على قناة سي إن إن، طالب لورين بوبيرت بسحب ما وصفه بالعبارات المعادية للإسلام، والمستخدمة بحسب مزاعمه في الهجوم على النائبة إلهان عمر.

 

قطع رئيس الوزراء الأسترالي الطريق على الإخوان، بتقديم تفسير لتصريحاته، مؤكداً أنّ حديثه جرى اقتطاعه من السياق العام، وقدّم اعتذاراً  للمسلمين عن سوء الفهم

على صعيد آخر، انضمّ مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية إلى الحملة المعارضة التي سعت إلى منع تعيين ممثل عن دولة الإمارات العربية المتحدة رئيساً لمنظمة إنفاذ القانون العالمية المعروفة باسم الإنتربول، ليكشف المجلس بصورة واضحة عن تبنّيه نهجاً سياسيّاً إخوانيّاً، بتبنّي المواقف نفسها للجماعة تجاه الدول التي تصنفها على قوائم الإرهاب.

جدير بالذكر أنّ هيئة الإنتربول أعلنت رسميّاً عن انتخاب الجنرال الإماراتي أحمد ناصر الريسي رئيساً جديداً لها، رغم معارضة الإخوان، والقوى الدولية الداعمة لهم.

الإخوان في أستراليا، واستراتيجية انتهاز الفرص

في أستراليا، شنّ مجلس الأئمة الوطني الأسترالي (ANIC)، المرتبط بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، هجوماً حاداً على رئيس وزراء أستراليا الغربية، مارك ماكجوان، بشأن تعليقاته الأخيرة التي قارن فيها بين مناهضي التطعيم ضد فيروس كورونا، والأصوليين الإسلاميين.

مجلس الأئمة الأسترالي طالب رئيس الوزراء ماكجوان بالتراجع عن هذه التعليقات، والذي قطع بدوره الطريق على الإخوان، بتقديم تفسير لتصريحاته، مؤكداً أنّ حديثه جرى اقتطاعه من السياق العام، وقدّم اعتذاراً  للمسلمين عن سوء الفهم.

اقرأ أيضاً: الأديب الجزائري أشرف مسعي لـ "حفريات": نعاني من داء الأيديولوجيّات

وكان بلال رؤوف، مستشار مجلس الأئمة الوطني الأسترالي، المتحدث الرسمي باسمه، قد هاجم ما وصفه بعدم الاعتراف بالمسلمين والمتدينين عموماً، وقال: "في نسيج مجتمعنا، يُنظر إلى خيط واحد على أنّه أقلّ أهمية، ولا يُعترف به، إنّه خيط المعتقد الديني، وهو أمر ضروري لجوهر وهويّة الكثيرين منا". ومن جهته، أكّد دعم مجلس الأئمة الأسترالي لإصدار قانون للتمييز الديني، وزعم أنّ هناك حاجة ماسّة لمثل هذه الحماية التشريعية في أستراليا الحديثة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية