الإخوان المسلمون.. أكاذيب مستمرة وأزمات لا تنتهي

الإخوان المسلمون

الإخوان المسلمون.. أكاذيب مستمرة وأزمات لا تنتهي


19/05/2020

واصل الإخوان المسلمون إعلان مواقفهم الفجة تجاه ما يجري في سيناء، بممارسة الأكاذيب تارة، والإفصاح عمّا يعتمل في دواخلهم من كراهية تارة أخرى؛ حيث خرجت الجماعة في بيان رسمي صادر عن المتحدث الإعلامي، طلعت فهمي، يوم 4 أيار (مايو) الجاري، لتعلن رفضها الإجراءات العسكرية التي يقوم بها الجيش في سيناء، واعتبار تصفية الإرهابيين "جريمة كبرى" في حق الشعب على حد تعبير البيان، بل وخرج المتحدث الإعلامي على قناة "وطن"، ليقول إنّ النظام المصري "هو الذي صنع الإرهاب في سيناء"، متناسياً تاريخ العلاقات الطويل بين جماعته وهؤلاء القتلة، والتي كشفت عنها تصريحات محمد البلتاجي إبان سقوط حكم الإخوان.

شبّه القيادي الإخواني الهارب محمد إلهامي، الجيش المصري بـ "جيش فرعون" وهو يطارد النبي موسى وجماعته في سيناء

وفي تقرير لها، استخدمت قناة "مكملين" الإخوانية مصطلح "التمرد المسلح" في سيناء، لوصف العمليات الإرهابية التي يمارسها تنظيم ولاية سيناء ضد الجيش المصري، واتهم التقرير نفسه الجيش المصري بـ "استخدام أسلحة محرمة دولياً"، ضد من أسماهم "العزّل" من أبناء سيناء، وهو ما يكشف بوضوح حقيقة مواقف الجماعة التي تدّعي السلميّة، وتتباكى كذباً على أرواح الجنود.
من جانبه، شبّه القيادي الإخواني الهارب، محمد إلهامي، الجيش المصري بـ "جيش فرعون"، وهو يطارد النبي موسى وجماعته في سيناء، قائلاً: "تُرى هل يتمكن المؤرخون يوماً من العثور على مسلسل الاختيار القديم، الذي كُتب في تمجيد البطل الشهيد فرعون، الذي غرق وهو يطارد الإرهابي موسى ومجموعته في البحر الأحمر؟!"، وهو ما يؤكد العلاقة العضوية بين الإخوان وجماعات الإرهاب في سيناء.

الغنوشي يسلم الإخوان مفاتيح تونس
في تونس، واصلت حركة النهضة الإخوانية محاولاتها الرامية إلى توريط البلاد في أتون الصراع الليبي؛ ففي بيان لها يوم 4 أيار (مايو) الجاري، أعلنت حركة النهضة أنّ رئيسها راشد الغنوشي، أجرى محادثات هاتفية مع رؤساء البرلمانات المغاربية، للتباحث وتبادل التهاني بمناسبة شهر رمضان، لكن بيان ما يسمى بـ"المجلس الأعلى للدولة لدى ليبيا" كشف أمر الغنوشي، حين أعلن أنّ رئيسه خالد المشري، القيادى بحزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لإخوان ليبيا، تلقى مكالمة من الغنوشي، دون الإفصاح عن مضمونها، وهو ما أزعج القوى المدنية والحزبية في تونس؛ حيث طالب الحزب الدستوري الحر، البرلمان باستجواب الغنوشي حول تواصله مع جهات أجنبية، خارج الأعراف الدبلوماسية والبرلمانية، وإخفاء معلومات حول تحركاته.

واصلت حركة النهضة الإخوانية في تونس، محاولاتها الرامية إلى توريط البلاد في أتون الصراع الليبي

ومع تواصل ضغط المعارضة المدنية في تونس، وصف رئيس كتلة النهضة، نور الدين البحيري، راشد الغنوشي بالمجاهد الذي أفنى عمره وهو يقاوم الاستبداد والتغريب والولاء الأجنبي من أجل الهوية العربية الإسلامية، واعتبر البحيري أنّ تحركات المعارضة تُعطي شرعية لدعوات إراقة الدماء وتهديد استقرار البلاد، وجعل تونس مثل ليبيا وسوريا واليمن.
وفي السياق نفسه، هدّد القيادي في النهضة، النائب العجمي الوريمي، بـ "ثورة دموية"، لو تحققت دعوات حلّ البرلمان والحكومة وتغيير النظام السياسي. ووصف القيادي بالنهضة، علي العريض، دعوات المعارضة للتحقيق مع الغنوشي، بدعوات "الفوضى المحرضة على العنف ضد مؤسسات الدولة"، واعتبرها "مشبوهة الأغراض"، وهو ما يعكس بوضوح طبيعة الذهنية السياسية الإخوانية، وتعاطيها مع ممارسة العمل الديمقراطي، ونظرتها للنقد، وتصوراتها للممارسة السياسية بشكل عام.
وفي سياق متصل، دافع النائب عن النهضة، ماهر مذيوب، عن الانفتاح السياسي الذي تمارسه الحركة الإخوانية تجاه قطر، واصفاً من يعارضون الدور القطري المشبوه، بأنّهم "يمارسون رياضة إطلاق النار على الدول الصديقة والشقيقة"، كاشفاً في الوقت نفسه عن حجم الاستثمارات القطرية، التي بدأت بالفعل من خلال صندوق قطر التنموي .

اقرأ أيضاً: كيف تزامنت نهضة الإمارات مع مواجهتها لتشدد "الإخوان"؟
واعتبر بيان حركة النهضة، الصادر عن اجتماع مجلس الشورى في دورته الـ 39، أنّ استهداف رئيس مجلس نواب الشعب، يعني استهداف مؤسسة البرلمان، الذي يمثّل الشرعية وإلإرادة الشعبية، هو محاولة يائسة لإرباك المسار الديمقراطي، وتعطيل عمل مؤسسات الدولة، وكأنّ الغنوشي أصبح يمثل البرلمان، والنهضة صارت هي تونس! في محاولة من الحركة الإخوانية لربط مشيئتها بمستقبل الدولة.

ارتباك في المغرب وتمدّد في موريتانيا
في المغرب، أكّد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الخميس 7 أيار (مايو) الجاري، أنّه لا يملك أيّ تصورات حول مستقبل الإصلاح الاقتصادي، بعد انحسار فيروس كورونا، وكل ما في الأمر أنّ حكومته سوف تعمل على تجميع الاقتراحات فيما بعد، ونفس الأمر بالنسبة لخطط إعادة المغاربة العالقين في الخارج، وهو ما أثار موجة من المعارضة امتزجت بالسخرية من عشوائية الأداء السياسي لحكومة "العدالة والتنمية".

اقرأ أيضاً: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين..ذراع الإخوان لاحتكار الخطاب الديني
وفي موريتانيا، واصل حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، توزيع المساعدات الغذائية، وسط دعاية سياسية هائلة، وكان آخرها قيام مبادرة أطر تواصل في تنبدغة، يوم 7 أيار (مايو) الجاري، بتوزيع أعداد كبيرة من السلات الغذائية، وذلك تحت إشراف قسم تواصل في المدينة. وعلى الرغم من هذا التدفق الهائل الذي شمل 15 ولاية، نفى رئيس شورى الحزب، حمدي ولد إبراهيم، أن يكون (تواصل) تلقى أيّ دعم مادي من دول خارجية، على الرغم من تقارير موثوقة أشارت إلى حركة أموال قطرية، ومساعدات تركية كبيرة للحزب.
هوس إخواني بمعركة طرابلس
مع احتدام الوضع العسكري في طرابلس، واستماتة الإخوان وميليشياتهم المدعومة من تركيا، في معركة الملاذ الأخير، كشفت تصريحات محمد صوان، رئيس "العدالة والبناء"، يوم 8 أيار (مايو) الجاري، عن صعوبة الوضع العسكري لميليشياته؛ حيث هاجم من جديد المجتمع الدولي، الذي غض الطرف، حسب زعمه، عن "جرائم الجيش الليبي وداعميه"، داعياً إلى اتخاذ خطوات عملية رادعة، مؤكداً أنّ سقوط طرابلس ينذر بتحولات كبرى على المدى المتوسط.
من جانبها، دارت منابر الإخوان المسلمين بتركيا، في فلك المشروع الأردوغاني الداعم لقوات "الوفاق" بقيادة فايز السراج، وادعى الإعلامي الإخواني أحمد سمير وجود قتلى من الجيش المصري في ليبيا، كانوا ضمن قوات الجيش الليبي، دون أن يفصح عن عددهم أو هوياتهم، أو يدعم أكاذيبه بمصادر موثوقة.

الإخوان لا يقرأون التاريخ
في معرض هجومه على الجيش المصري، تحسّر الإخواني الهارب هيثم أبو خليل على تفريط نظام عبد الناصر في السيادة المصرية على السودان وقطاع غزة، وذلك في تغريدة له يوم 9 أيار (مايو) الجاري، متناسياً عن عمد أو جهل طبيعة الوجود المصري في السودان، منذ بسط محمد علي سيادته عليها، وحتى الاحتلال البريطاني في العام 1882، والذي جعل من السيادة المصرية أمراً شكلياً، لإبعاد فرنسا عن المنابع، وهو ما تبلور بوضوح إبان حادثة فاشودة في العام 1898، وأنّ البرلمان السوداني اختار الاستقلال عن مصر، وأيّد الشعب ذلك، عقب خروج القوات البريطانية في كانون الثاني (يناير) 1956. وقد أثارت تغريدة أبو خليل غضباً من قبل مدونين سودانيين، لما اعتبروه تبريراً لاحتلال بلدهم.
أمّا غزة، فقد غاب عن "أبو خليل" أنها كانت تحت الإدارة المدنية المصرية، بموجب اتفاقية رودس، واحتلتها إسرائيل إبان حرب حزيران (يونيو) 1967، ولا ندري، هل كان لزاماً على مصر منع الفلسطينيين من إدارة قطاعهم، ومواجهة منظمة التحرير الفلسطينية عقب اتفاق أوسلو، وممارسة نوع آخر من الاحتلال للقطاع!
أزمة مالية تواجه الإخوان في أوروبا
دشنت جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، حملة لدعم المراكز الإسلامية التابعة لها، والتي أصبحت عاجزة عن الوفاء بالمصاريف الإدارية، والتي تشمل التأمين والكهرباء والغاز والضرائب والصيانة والنظافة، وذلك في أعقاب توقف التبرعات المالية عقب إغلاق المساجد بسبب تفشي وباء كورونا. وتعتمد الحملة على التواصل المباشر عبر الهاتف مع مسلمي أوروبا، ومطالبتهم بتحويل الأموال، دون أيّ اعتبار لما يعانيه هؤلاء من صعوبات اقتصادية، ترتبت على توقفهم عن العمل، لكنّ الأيديولوجيا تبقى دوماً فوق كل اعتبار.

هدّد القيادي في حركة النهضة النائب العجمي الوريمي بـ "ثورة دموية" لو تحققت دعوات حلّ البرلمان والحكومة وتغيير النظام السياسي

من جانبه، طالب اتحاد مسلمي إيطاليا UCOII، وثيق الصلة بالإخوان المسلمين، يوم 7 أيار (مايو) الجاري، الحكومة الإيطالية بإعادة فتح غرف الصلاة والمساجد، متذرعاً بخصوصية المجتمع الإسلامي، الذي يقوم، في رأيه، على العبادة الجماعية، دون أن يفصح عن الهدف الأساسي من وراء ذلك، وهو جمع التبرعات من المصلّين.
وفي سياق متصل يعكس الطبيعة الانتهازية للإخوان المسلمين، قال الشيخ جاسر عودة، عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، القريب من التنظيم الدولي، أنّ الربا، وإن كان كله حرام وفيه شر كبير، وأنّ فوائد البنوك، وإن كانت محرمة شرعاً، إلا أنّه يجوز الاقتراض بالربا، لإنقاذ المؤسسات الإسلامية في أوروبا.

الصفحة الرئيسية