الإخوان المسلمون.. إشعال للفتن وصناعة استبداد ومحاولات للعودة

الإخوان المسلمون.. إشعال للفتن وصناعة استبداد ومحاولات للعودة


07/06/2020

في محاولة لحفظ ماء الوجه، وفي ظل انهيار قواعد الظهير الشعبي لجماعة الإخوان المسلمين، خرج متحدثها الإعلامي، طلعت فهمي، يوم 23 أيّار (مايو) الماضي، ببيان رسمي، استنكر فيه تعرَّض حلقات من الدراما التلفزيونية خلال شهر رمضان هذا العام، لجانب من الأحداث التي أريقت فيها الدماء المصرية، التي وصفها بالحرام على أرض سيناء، مؤكداً أنّ جماعة الإخوان "تعتبر الزج باسمها في هذا السياق محض افتراء وكذب، ويأتي في إطار الحملة الدعائية، لتحقيق مكاسب سياسية على حساب تلك الدماء"!

اقرأ أيضاً: الإخوان والعودة المستحيلة.. هل خسرت الجماعة معركتها الشعبية؟

هذا البيان وبيانات سابقة مماثلة ماتزال تثير الاستهجان في ظل هذا الإصرار على إنكار العلاقة المباشرة بما يجري من هذه الأحداث؛ فمثلاً الجماعة، حتى الآن، لم تعط أيّ تفسير، أو تبرير لتصريحات القيادي السجين، محمد البلتاجي، والذي أكد ارتباط ما يجري في سيناء بمصير جماعته.

 

 

كذلك لم تكف الجماعة، في استخفاف واضح بعقول المصريين، عبر كل منابرها الرسمية، عن التصريح بأنّ ما يحدث في سيناء "مسرحية" يقوم بها الجيش، وكان آخرها تصريحات ابنة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، وكذلك المتحدث الإعلامي نفسه، بكل ما يحمله ذلك من اتهامات متهافتة للجنود بقتل زملائهم، وكذلك حالة الابتهاج والشماتة التي تنتاب مرتزقة التنظيم في تركيا، عقب كل عملية إرهابية، وما ينتج عنها من دماء، يصفها المتحدث الإعلامي، بكل تبجح، بالحرام!

بيانات الجماعة ماتزال تثير الاستغراب بإنكار العلاقة بما يجري من عمليات إرهابية في سيناء

وكعادتها في التغذي على الوقيعة وإثارة الفتن، حتى في أحلك الظروف التي تتطلب تنحية الخلافات جانباً، سارعت كتائب الإخوان الإلكترونية إلى استغلال تلويح بعض الأطباء بالاستقالة، فحاولت إثارة الرأي العام في البلاد، وتأليبه على الأطباء من جهة، وتحريض الأطباء من جهة أخرى، من خلال لجان فاعلة ترتكز في كل من قطر وتركيا، وبإشراف مباشر، بحسب تقارير صحفية، من المتحدث باسم وزارة الصحة في عهد جماعة الإخوان، والمقيم حالياً في تركيا، يحيى موسى، وهو ما ظهر بوضوح في تطابق التغريدات الصادرة عن حسابات وهمية، لكن التحرك السياسي العاجل، وتعاون نقابة الأطباء لأقصى حد، قطع الطريق على هذه الفتنة، من خلال حزمة من الإجراءات الهادفة إلى توفير أكبر قدر من الحماية للأطقم الطبية.

اقرأ أيضاً: إخوان بريطانيا: إمبراطورية الظل

وفي سياق متصل، ومع تزايد أعداد الإصابات بكورونا، واصلت منابر الإخوان شماتتها المؤسفة بالشعب المصري؛ فادعى حمزة زوبع، على قناة "مكملين"، أنّ إصابات الأطباء في مصر هي الأعلى في العالم، "مبشراً" بزيادة الأعداد مستقبلاً وانهيار القطاع الصحي، بقوله: الطوفان قادم.

وفي هذا السياق تحت عنوان: القادم مرعب، شنّ الإخواني، أحمد سمير، حملة نفسية على الشعب المصري، بينما لم يتحدث أحدهم عن التفشي الكبير للوباء في تركيا التي يقيم كثيرون منهم فيها!

 

 

إخوان تونس.. صناعة طاغية ودعم الميليشات في ليبيا

مازالت تداعيات محاولات تمرير ترشح راشد الغنوشي لولاية ثالثة تتواصل داخل حركة النهضة الإخوانية، على الرغم من تعارض ذلك مع القانون الداخلي للحركة، حيث أكد القيادي بالنهضة، العجمي الوريمي، أنّ "المؤتمر العام سيد نفسه، وأنّ النهضة وتونس مازالت تستحق راشد الغنوشي"، في إشارة صريحة إلى إصرار صقور الحركة على تغيير القانون الداخلي.

تسارع كتائب الإخوان الإلكترونية إلى تضخيم أي حدث يتعلق بأزمة كورونا في مصر

ومن جانبه قال، المكلف بالإعلام في النهضة، خليل البرعومي، يوم 26 أيّار (مايو) الماضي، أنّه "إذا اقتضت مصلحة تونس مواصلة راشد الغنوشي سيواصل، فالغنوشي شخصية اعتبارية، يملك أكثر من خمسين سنة من النضال السياسي والعلاقات الخارجية المؤثرة في مختلف أنحاء العالم، ويرغب في توظيف شبكة العلاقات التي يملكها لخدمة تونس"!! وعليه فإنّ الحركة التي ادعت دوماً حرصها على الديمقراطية وتداول السلطة، تسقط بشكل واضح في تناقضاتها، لصناعة طاغية جديد، تخلص من خصومه في المكتب التنفيذي، وواصل إبعاد منافسيه، وكان آخرهم نائبه الأول عبد الفتاح مورو.

اقرأ أيضاً: لماذا لا يمكننا أن نثق بالإخوان المسلمين؟

على جانب آخر، واصلت حركة النهضة، دعم المشروع التركي القائم على دعم ميليشيات الوفاق في طرابلس، وشحن العناصر الإرهابية إلى ليبيا، ففي بيان أشبه بالكوميديا السوداء، هنأ المكتب التنفيذي لحركة النهضة يوم 23 أيّار (مايو) الماضي، حكومة الوفاق "بالنجاح في السيطرة على أجزاء شاسعة من التراب الوطني الليبي، وإحلال الأمن والطمأنينة بها"!

 

 

النهضة تجاهل ما تضمنه تصريح محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي للإخوان في ليبيا، الذي توجه بالشكر لتركيا وقطر، معترفاً بفضلهما في دعم الوفاق عسكرياً، وهو ما يتم من خلال استقدام مرتزقة لا ينتمون إلى الشعب الليبي أصلاً؛ إذ أعلن الجيش الوطني الليبي، السبت 30 أيّار(مايو) الماضي، مقتل الإرهابي السوري، مراد أبو حمود العزيزي، قائد ميليشيا السلطان مراد، التابعة لتركيا، جنوب العاصمة طرابلس، حيث استهدف الجيش الليبي مجموعة من مرتزقة الوفاق، بطريق المطار جنوب طرابلس.

واصلت حركة النهضة دعم المشروع التركي القائم على دعم ميليشيات الوفاق في طرابلس

وفي سياق متصل، ومع التحرك الجماعي لأطياف المعارضة المدنية في تونس، يواجه الغنوشي يوم 3 حزيران (يونيو) الجاري، جلسة مساءلة برلمانية بخصوص تحركاته الخارجية، طرحتها القوى الرئيسية، على غرار كتلة الدستوري الحر (18 مقعداً)، وكتلة تحيا تونس (14 مقعداً)، وكتلة قلب تونس (26 مقعداً)، والكتلة الديمقراطية (40 مقعداً)، وكتلة الإصلاح الوطني (15 مقعداً)، وكتلة المستقبل (10 مقاعد)، والكتلة الوطنية (10 مقاعد).

وفي محاولة للمناورة، قال عماد الخميري إنّ الجلسة هي جلسة حوار مع رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي، حول الدبلوماسية البرلمانية، وليست جلسة مساءلة، بينما اعترف عضو تنفيذي النهضة، رضا إدريس، ضمنياً بتواطؤ راشد الغنوشي مع حكومة الوفاق، مبرراً ذلك بأنّ "له من الرصيد والاعتبار السياسي والعلاقات الخارجية الكبرى، ما يسمح له بالاتصال مع الحكومة الشرعية الليبية، وتوظيف دبلوماسيته الشعبية لصالح تونس".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون.. تواطؤ وتخوين للرأي الآخر

من جهة أخرى، أكد رئيس حزب مشروع تونس، محسن مرزوق، تلقيه تهديداً مباشراً بالاغتيال من قبل أحد الوجوه الإعلامية الإخوانية المقيمة في تركيا، مطالباً وزارة الخارجية التونسية باستدعاء السفير التركي، والاحتجاج على هذه التهديدات.

 

 

مكابرة الفشل في المغرب وأحلام السلطة في السودان

وفي المغرب، واصل حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، رفضه الدعوات الرامية إلى تشكيل حكومة تكنوقراط، واصفاً أصحابها "بالمعدودين على رؤوس الأصابع"، وزعم، عضو الأمانة العامة للحزب، عبد الصمد الإدريسي، أنّه "لا يوجد أي إشكال سياسي يمكن أن يدفع إلى التفكير في إلغاء دور الفاعل السياسي، وتعويضه بفاعل تكنوقراطي"، متجاهلاً الأسباب التي دعت إلى طرح هذا الاقتراح، والمتعلقة بفشل العدالة والتنمية في التعاطي مع مشكلات المملكة الراهنة.

في السودان مازال المراقب العام للإخوان المسلمين يحاول التنصل من تاريخ جماعته

في السودان، مازال المراقب العام للإخوان المسلمين، عوض الله حسن، يحاول التنصل من تاريخ جماعته بالتحالف مع نظام البشير، حيث تحولت تهنئة العيد إلى بيان سياسي طويل، قال فيه: "نذكّر الحكومة والقوى السياسية والمجموعات المسلحة، بأنّ هذا الشعب الصابر قد قدم تضحيات جسام وقام بثورات ملهمة.. من أجل أن ينعم بوطن آمن تسوده قيم الحرية والسلام والعدالة والعيش الكريم، وقد آن الأوان أن يكافأ هذا الشعب على صبره وتضحياته .." إلى آخره من عبارات إنشائية طويلة، حاول من خلالها التأكيد على وجود الجماعة في المشهد السوداني.

وفي سعيه المحموم نحو إجراء الانتخابات، قال عوض الله، يوم 26 أيّار (مايو) الماضي: "الذي يهمنا في هذه الفترة الانتقالية، ألا تفشل فتنتهي إلى انقلاب جديد، وألا تطول فتنقلب هي نفسها إلى استبداد جديد، وألا تؤسس لما لا يصح إلا بالتفويض والانتخاب".

 

 

محاولات للعودة أوروبياً وتدخلات خالد حنفي

تحاول المراكز التابعة للإخوان المسلمين في أوروبا، العودة من الباب الضيق، واستغلال أزمة كورونا، للولوج مرة أخرى إلى المشهد؛ ففي فرنسا، وللتحايل على الإجراءات الصارمة التي اتخذتها حكومة ماكرون لمواجهة التيار الإسلاموي، عاد اتحاد الشباب المسلمين، التابع للجماعة إلى النشاط مرة أخرى؛ حيث قام شباب الاتحاد بتوزيع كعك العيد على رجال الإطفاء والدفاع المدني، في بوغورن، بدعوى تثمين جهودهم في مكافحة كورونا، وهو الأمر الذي احتفى به مجلس مسلمي أوروبا ببروكسل (الذراع الديني للإخوان)، ويذكر أنّ الاتحاد يدير دار نشر التوحيد، ويعمل في إطار الأيديولوجيا الإخوانية.

تحاول المراكز التابعة للإخوان في أوروبا استغلال أزمة كورونا للولوج مرة أخرى إلى المشهد

وفي برشلونة، قام المركز الثقافي الإسلامي الكتالوني، وبشكل دعائي، بتوزيع أقنعة وجه، ووجبات غذائية، علماً أنّ تقريراً للاستخبارات الوطنية الإسبانية، نشر في العام 2011، أثبت أنّ المركز الثقافي الإسلامي في برشلونة، تلقى من قطر دعماً مالياً يقدر بـ300 ألف يورو.

من جانبه، عاود خالد حنفي، الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، عضو التنظيم الدولي، الإفصاح عن أهداف الجماعة، بالخلط بين الديني والسياسي، لتمرير مواقف الإخوان، من خلال استغلال منصبه، حيث شن حملة هوجاء على النظام المصري، قائلاً:" عقلية حكم العسكر الاستئصالية لم ولن تتغير، وأنّها لن تترك معارضاً لها خارج السجون، أيا كان نقده وانتماؤه"، وذلك احتجاجاً على حملة ملاحقات أمنية، طالت بعض أفراد الجماعة والمتعاونين معها.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية