الإخوان المسلمون: رهانات سياسية فاشلة ومزايدات تفتقد لمنهج سياسي

الإخوان المسلمون: رهانات سياسية فاشلة ومزايدات تفتقد لمنهج سياسي


09/12/2020

واصلت جماعة الإخوان نهج الادعاءات الكاذبة، في محاولة لتدشين تحالف يدفع بها مجدداً إلى المشهد السياسي، مستبقة زيارة الرئيس المصري إلى فرنسا، لحشد دعم دولي ضدّ مصر، وفي تونس فقدت حركة النهضة قدرتها على الدخول في حوار سياسي هادئ، حيث أصبح الانفلات اللفظي سمة أساسية في تصريحات قياداتها، بينما واصلت حركة مجتمع السلم في الجزائر تحريضها ضد الدولة وبث الشائعات، في حين غرق حزب العدالة والتنمية المغربي في مشكلات لا نهاية لها، بينما يستعد إخوان ليبيا للانتخابات القادمة، بمحاولة إنكار جرائمهم السابقة بالتعاون مع ميليشيات الوفاق.

منظمات الإخوان الحقوقية أبواق بلا معنى

مارست المراكز الحقوقية الإخوانية دعايتها المعتادة، حيث استبق مركز الشهاب التابع للجماعة، زيارة الرئيس المصري إلى فرنسا، لمغازلة قوى اليسار الفرنسي، زاعماً أنّ 20 منظمة حقوقية فرنسية ودولية، دعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لأن يمارس ضغطاً على نظيره المصري، عبدالفتاح السيسي، لحضّه على الإفراج عن ناشطين حقوقيين موقوفين في بلاده، ولممارسة المزيد من الضغط، زعم الموقع الرسمي للإخوان أنّ منظمات غير حكومية مصرية وفرنسية ودولية، لم يسمها كالعادة، أكدت أنّ الدبلوماسية الفرنسية تظهر منذ وقت طويل تساهلاً على أعلى المستويات، حيال ما وصفه الإخوان بالقمع الوحشي، ضد المعارضة.

وفيما يبدو، فإنّ الإخوان أرادوا ممارسة الضغط السياسي على مستويين: الأول معتاد، ويتعلق باتهامات مرسلة ضدّ الداخلية المصرية، والثاني؛ لإثناء الرئيس الفرنسي عن مواصلة ملاحقة المراكز والجمعيات التابعة للجماعة، وهو الأمر الذي بدأته فرنسا منذ أسابيع، وأخذ أشكالاً متعددة، ما قيد عمل التنظيم الدولي في فرنسا إلى حد كبير.

من جهة أخرى، واصلت الجماعة الرهان بشكل مكشوف، على الرئيس الأمريكي القادم جو بايدن، حيث قال القائم بأعمال مرشد الجماعة، إبراهيم منير، إنّه "لا يستبعد حدوث تغيير بمصر والمنطقة، مع قدوم الرئيس الأمريكي المنتخب، بايدن، إلى السلطة"، في تصريحات تكشف نوعاً من الخلل في تقدير الأمور، والاستدعاء الصريح لتدخل الولايات المتحدة.

 

استبق مركز الشهاب التابع للجماعة زيارة الرئيس المصري إلى باريس لمغازلة قوى اليسار الفرنسي

ومما يكشف الغطاء عن الوجه الحقيقي للجماعة في هذا السياق، ما أدلى به القيادي الإخواني الهارب، جمال حشمت، بتصريحات لوكالة أنباء الأناضول، أبدى فيها اعتقاده بأنّ فوز بايدن وغياب ترامب، أثار الرعب في أنظمة عربية، مضيفاً: "بدأت إرهاصات تغيير سطحي، عبر إفراجات لمعتقلين سياسيين بدون أيّ توجيهات من إدارة بايدن، ونتوقع حدوث تغيير بنسب مختلفة"!

اقرأ أيضاً: احتكار العقيدة والوطن في الخطاب الإخواني

وعلى صعيد الأكاذيب الدعائية، زعم الموقع الرسمي للإخوان، أنّ دولة الإمارات سوف تنظيم مؤتمراً برعاية وزير الخارجية، عبد الله بن زايد، وبرئاسة الشيخ عبد الله بن بيه، وهو "ملتقى منتدى تعزيز السلم" والذي سيعقد إلكترونياً خلال الفترة من 7 إلى 9 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وذلك رداً على استبعاد الشيخ عبد الله بن بيه من مؤتمر إحياء ميثاق الروح الإسلامية، والذي ينعقد في كندا خلال يومي 26 و27 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، على الرغم من أنّ ذلك هو موعده السنوي لملتقى تعزيز السلم، والذي سوف يعقد دورته السابعة.

حركة النهضة تفقد القدرة على تحمل الانتقادات

هاجم عماد الخميري، رئيس كتلة النهضة، معارضي الحركة في البرلمان، ليخرج عن النص في أكثر من موقع، كاشفاً عن نوع من العصبية السياسية، تعكس الارتباك الحاد في صفوف الحركة، التي باتت غير قادرة على تحمل النقد، والذي هو أبسط أشكال الممارسة الديموقراطية، التي تتشدق بها الحركة دوماً.

حيث هاجم الخميري، زميله النائب فيصل التبيني، بضراوة، واصفاً قيامه بتوجيه انتقادات لرئيس المجلس، راشد الغنوشي، بالتطاول، قائلاً: "هو تطاول ما عنده حتى مبرر، إلا أنّه يوحي بالمرض، تطاول فيه قلة احترام وقلة معروف وقلة ذوق"، واصفاً التبيني بأنّه "يظهر بمظهر غير المحترم"، وهي توصيفات أبعد ما تكون عن الممارسة السياسية، ولعلها تأتي من إصرار، التبيني، على كشف ملف المخالفات المالية، والفساد الانتخابي الذي تورطت فيه الحركة، التي تعاقدت مع شركة دعاية أجنبية، وأخلّت بشروط تكافؤ الفرص.

اقرأ أيضاً: كيف تدار قيادة الإخوان؟

وفي السياق نفسه، هاجم القيادي بالنهضة، نور الدين البحيري، زميله النائب المنجي الرحوي، وسخر منه بشكل أثار استياء الكثيرين، حيث وصفه بلفظ جارح، وذلك بسبب إصرار المنجي الرحوي على تحميل النهضة مسؤولية انهيار الوضع الاقتصادي، وارتباك المشهد السياسي، وهو ما أراد البحيري نفيه، وتحميل المسؤولية لنظام بن علي، الذي رحل منذ ما يقارب العشر السنوات!

حركة مجتمع السلم الإخوانية تربك المشهد السياسي

بنبرة ساخرة، تحدث عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، الذراع السياسي للإخوان المسلمين في الجزائر، عن الحالة الصحية للرئيس الجزائري، مطالباً بالشفافية والرد على الشائعات المتعلقة بتدهور حالته، في تصريحات أثارت قدراً من البلبلة، وكشفت عن نوايا، مقري، الخفية، والتي تجلّت كذلك في جملة من الانتقادات، وجهها إلى المنظومة الصحية في بلاده، ملوحاً بفشل الدولة في وضع استراتيجية لمواجهة جائحة كورونا، واستبق الأمر نحو المستقبل، ليؤكد أنّ عملية توزيع اللقاح المنتظر، سوف يشوبها الفساد!

 

واصلت الجماعة الرهان بشكل مكشوف على الرئيس الأمريكي القادم جو بايدن

كما واصل هجومه على لائحة البرلمان الأوروبي، مدفوعاً بحالة من الغضب الشديد، إثر قيام عدد من دول الاتحاد، وعلى رأسها فرنسا والنمسا، بملاحقة المراكز والجمعيات الإخوانية، مستدعياً مصطلحات الحرب الباردة، ليصف دول الاتحاد بالقوى الغربية الاستعمارية.

أزمات العدالة والتنمية المغربي

اعترفت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية (المصباح) الحاكم، الذراع السياسي للإخوان، في إقليم إغيل نومكون – آيت واسيف، بفشل برنامج محاربة الفوارق الاجتماعية، وفشل معالجة إشكالات التفاوت التي تعرفها العديد من مناطق البلاد، خصوصاً المرتبطة منها بالعزلة وضعف الخدمات الاجتماعية.

وحاولت الكتابة المحلية، في بيان لها، إلقاء المسؤولية على السلوكات غير المسؤولة لبعض منتخبي مجلس جهة درعة تافيلالت، واتهمتها بعرقلة الميزانيات الموجهة لتمويل الإصلاحات، وخصوصاً المبرمجة منها لفك العزلة الطرقية عن الساكنة، على الرغم من أنّ نائب الجهة، هو النائب البرلماني عن حزب المصباح، أحمد صدقي!

 

مع الحديث عن الانتخابات يسعى رئيس حزب العدالة والبناء الإخواني التنصل من خطايا حكومة الوفاق بليبيا

من جهة أخرى، ورغم التفاقم الحاد في حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19، أكّد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والبناء أنّ تلقيح كورونا لن يكون إلزامياً، واللقاح الذي قصده، هو لقاح صيني، زعم إنّه من بين اللقاحات التي حددتها الأمم المتحدة في إحدى اللوائح.

إخوان ليبيا ومحاولات التنصل من حكومة الوفاق

مع تواصل الحديث عن الانتخابات، يحاول محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي للإخوان في ليبيا، التنصل من خطايا حكومة الوفاق، ففي معرض انتقاداته لطريقة الحكم، قال إنّ "كل مؤسسة أصبحت امبراطورية بروحها، المركزي امبراطورية، وزارة المالية امبراطورية، الديوان امبراطورية"، مضيفاً: "اللوم ليس على من يدير هذه المؤسسات بالدرجة الأولى، ولكن عجز الحكومة جعل هناك فراغاً"، على الرغم من كون حزبه ضلعاً رئيسياً من أضلاع حكومة السراج، وعلى الرغم من تحالفه المعلن مع ميليشيات الوفاق، لكن يبدو أنها الضرورات الانتخابية، التي عجلت من موسم التنصل من الخطايا السياسية!


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية