الإخوان المسلمون: قلق في تركيا وتحذيرات أوروبية من استخدام الملف الحقوقي

الإخوان المسلمون: قلق في تركيا وتحذيرات أوروبية من استخدام الملف الحقوقي


06/01/2021

واصل الإخوان المسلمون خطاب التحريض والاستقواء بالمجتمع الدولي؛ من أجل التدخل في الشأن الداخلي المصري، وسط "قلق" من أن تشهد العلاقات المصرية التركية تقارباً، في سياق التغييرات السياسية التي تشهدها المنطقة، وفي أوروبا استمرت تحذيرات كبار الكتاب والمفكرين من تعاظم الخطر الإخواني الانفصالي، بينما تابعت أذرع الجماعة في آسيا اعتماد منهجية دعم خطاب العنف والتطرف.

محاولات التدليس المستمرة

واصلت منابر الإخوان في لندن، التي أصبحت مركز الثقل للتنظيم الدولي، حملات التدليس الممنهجة، باللعب على ورقة حقوق الإنسان؛ حيث أصدر مركز الشباب الحقوقي، التابع للإخوان المسلمين في لندن، تقريراً بعنوان: المشهد الحقوقي، زخر بشهادات زعم أنّها موثقة، وحفلت بالعديد من التناقضات المتكررة، والشهادات المجهولة، قبل أن ينتهي بالتوصية المعتادة، بإرسال لجنة تقصي حقائق دولية إلى مصر، وفق استراتيجية باتت الجماعة تعتمدها دوماً، غير عابئة بمفاهيم المواطنة واستقلالية الوطن؛ حيث أصبح الاستقواء بالخارج نهجاً إخوانياً ثابتاً.

وفي تركيا، مضت الأذرع الإعلامية الإخوانية، بتحريضها على التدخل الدولي في الشأن المصري، وفي هذا السياق استضافت قناة "مكملين"، الذراع الإعلامي للإخوان في تركيا، فيليب لوروث، الرئيس السابق للاتحاد الدولي للصحافيين، في لقاء شهد وصلة تحريض طويلة على مصر، واستدعاءً صريحاً للتدخل الأجنبي.

 

أصدر مركز الشباب الحقوقي في لندن التابع للإخوان تقريراً ضد الدولة المصرية زخر بشهادات زعم أنّها موثقة

وفي تركيا أيضاً، أفادت تقارير أنّ تصريحات مولود تشاووس أوغلو، وزير الخارجية التركي الأخيرة، والتي أكد فيها أنّ تركيا ومصر تسعيان إلى وضع خريطة طريق، بشأن علاقاتهما الثنائية، أربكت قيادات الإخوان في تركيا، خاصّة وأنّ أوغلو أكّد كذلك على أنّ "التواصل مع مصر على الصعيد الاستخباراتي مستمر لتعزيز العلاقات، والحوار قائم على مستوى وزارتي الخارجية"، لافتاً إلى أنّ "التواصل بين البلدين يتم أيضاً عبر ممثلتيهما في أنقرة والقاهرة"، كاشفاً عن لقائه نظيره المصري، سامح شكري، العام الماضي في أحد الاجتماعات الدولية، وذكر أنّهما شدّدا على ضرورة العمل على خريطة طريق بشأن علاقات البلدينواستطرد: "نسعى مع مصر للتحرك، وفق مبدأ عدم التضارب في المحافل الدولية".

خطر الإخوان في أوروبا.. يقظة متأخرة

من جهته، حذّر الخبير والكاتب البريطاني، ليزلي شو، عضو هيئة التدريس بكلية ترينيتي في دبلن، من عملية الخداع التي يمارسها الإخوان المسلمون، من خلال استخدام الملف الحقوقي وتوظيفه سياسياً، مؤكداً أنّ الاهتمام المفرط بهذا الملف في أوروبا، كان وراء دخول الإرهابيين إليها، كما أكّد أنّ طارق رمضان، ويوسف القرضاوي، خدعا أوروبا، بدعوى قيامهما بتجديد الخطاب الديني، كما واصل بعض نواب حزب المحافظين البريطاني، دعوة الحكومة إلى حظر جماعة الإخوان، "لما تمثله من خطر على الدولة والمجتمع".

 

تصريحات وزير الخارجية التركي بشأن التقارب مع مصر أربكت قيادات الإخوان في تركيا

من جهة أخرى، نقل موقع "دويتشه فيله" الألماني، عن "فوكوس أونلاين" تقريراً استند إلى تحذيرات صادرة عن جهاز الاستخبارات الألماني، تحدث عن تنامي تأثير الإخوان في ألمانيا على الجالية المسلمة، وأنّ الخطاب الانفصالي الذي تمارسه الجماعة، بات يمثل تهديداً للنموذج الديموقراطي الألماني، بحيث أصبح "خطر الإخوان على المدى المتوسط، يتجاوز خطر تنظيمي داعش والقاعدة" بحسب تقارير الجهات الأمنية، والتي لفتت كذلك إلى تزايد الإقبال على منظمات أو مساجد مقربة من الإخوان، في ولاية شمال الراين فيستفاليا، بسبب الخدمات الاجتماعية والمساعدات التي تقدمها الجماعة للاجئين.

وفي إيطاليا، قال جيوفاني جياكالون، الخبير المتخصص في شؤون التنظيمات المتطرفة والإسلام السياسي، وكبير المحللين في الفريق الإيطالي للأمن وإدارة الطوارئ، أنّ "هناك جمعيات ومنظمات وجهات داخل إيطاليا، لها علاقات مع جماعة الإخوان، وتنشر حالياً وجهات نظر مؤيدة للجماعة وللرئيس التركي"، مضيفاً "إذا ألقينا نظرة فاحصة على الأيديولوجية الكامنة وراء جماعة الإخوان، فسنرى أنّها هي نفسها التي تغذّي الجماعات الإرهابية، مثل القاعدة وداعش، فالقواسم المشتركة والأيديولوجية كلها متشابهة، وكلها نتيجة لأفكار سيد قطب، وحسن البنا مؤسس الجماعة"، وأكد في الوقت ذاته أنّ "اتحاد الجاليات والمنظمات الإسلامية فى إيطاليا (UCOII)، الذي يعتبر الممثل الرسمي للإخوان، أصبح يضم ما يقرب من ١٣٠ جمعية، ويتحكم بـ٨٠٪ تقريباً من المساجد في إيطاليا، كما يمتلك فرعاً ثقافياً وفرعاً نسائياً وآخر شبابياً".

 

خبير بريطاني يحذر من عملية الخداع التي يمارسها الإخوان باستخدام الملف الحقوقي وتوظيفه سياسياً

وفي باريس أعلن عميد مسجد باريس، شمس الدين حافظ، انسحابه من مشروع تشكيل مجلس وطني للأئمة، كانت الرئاسة الفرنسية دعت إليه، وكلّفت المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بتأليفه، مؤكداً أنّ اتحادات مثل "ميللي جوروش" التركية، و"مسلمو فرنسا"، المقربة من الإخوان المسلمين، نجحت في إفراغ الميثاق من القيم الجمهورية، المقترحة من قبل مسجد باريس، لافتاً إلى أنّ المكوّن الإسلامي داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، خصوصاً المرتبط بتركيا والإخوان، نجح في تعطيل المفاوضات بشكل خبيث، عبر طعنه شبه الممنهج في بعض الفقرات المهمة التي جاءت في الميثاق.

منهجية التطرف في آسيا

في ماليزيا، كثف الحزب الإسلامي الماليزي (باس)، من أعمال التنسيق الانتخابي مع الأحزاب الإسلامية الأخرى، من أجل الهيمنة على الانتخابات المقبلة، وتكريس ما وصفه الحزب بجوهر الجنسية الماليزية، ألا وهي الهوية الإسلامية، وذلك بتمكين الأجندة الإسلامية، في بلد متعدد الأعراق مثل المملكة الماليزية، وهو ما أكدت عليه قيادة الحزب الإسلامي في ولاية جوهور، بأنّه ينبغي تعزيز الانتماء والهوية الدينية، في الانتخابات المقبلة، لهزيمة من أسماهم الحزب بالأعداء!

ومع تصاعد حملة الانتقادات في مواجهة هذا الخطاب التمييزي، عاد الحزب ليناقض نفسه في بيان مقتضب، زعم فيه رغبته في بناء دولة متناغمة ومتقدمة، وموحدة بين أبناء مختلف الأجناس والأديان والعادات والثقافات!

وفي باكستان، اعتقلت السلطات الأمنية، زكي الرحمن لاكفي، القائد العملياتي لجماعة لشكر طيبة، المتورطة في هجمات مومباي الإرهابية، التي راح ضحيتها أكثر من 160 شخصاً، وسط تقارير أفادت بتورّط الجماعة الإسلامية، الذراع الإخواني في باكستان، في دعم، لاكفي، في سياق دعواتها للجهاد في كشمير.

 

عاد الحزب الإسلامي بماليزيا ليناقض نفسه في بيان مقتضب مع تصاعد حملة الانتقادات في مواجهة خطابه التمييزي

وفي بنغلاديش، صعّدت الجماعة الإسلامية الإخوانية من لهجة الحادة، للمطالبة بالإفراج غير المشروط عن زعيمها دلوار حسين سعيدي، الذي قضت محكمة جرائم الحرب البنغالية بإعدامه، بعد إدانته بارتكاب جرائم، خلال حرب الاستقلال العام 1971.

وكان سعيدي اعتقل في حزيران (يونيو) العام 2010، وأدانته المحكمة بارتكاب جرائم قتل جماعي واغتصاب، وجرائم أخرى خلال الصراع مع باكستان.

وفي الهند، حثّ الكاتب المتخصص في شؤون التنظيمات الإرهابية، صلاح الدين شعيب شودري، السلطات الهندية على التحقيق في الأموال والتبرعات، التي ترسلها "منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية" (IRW)، والمرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، إلى المنظمات الإسلامية في الهند، مؤكداً استخدامها في تمويل العمليات الإرهابية، ولفت، في مقال له على موقع "ويكلي بليتز" الآسيوي، إلى أنّ "منظمة الإغاثة الإسلامية تقوم بإرسال ملايين الدولارات، إلى المنظمات والجمعيات الإسلامية في الهند، خصوصاً في المنطقة الشمالية الشرقية للبلاد، حيث تتمركز الجماعات الإرهابية المتطرفة"، مناشداً الحكومة الهندية سرعة وقف تدفق تلك الأموال إلى البلاد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية