الإخوان المسلمون: هوامش جديدة للمناورة وانتهاكات في اليمن وتحايلات في أوروبا

الإخوان المسلمون: هوامش جديدة للمناورة وانتهاكات في اليمن وتحايلات في أوروبا


18/05/2021

في تركيا، يحاول التنظيم احتواء تغير السياسة التركية، وفتح هامش جديد للمناورة، تحاول الجماعة من خلاله إثبات وجودها، بينما تتواصل التحذيرات في الكويت من توجهات الجماعة وأنشطتها، في حين تتابع ميليشيات الإصلاح الإخوانية مسلسل انتهاكاتها في مأرب، وسط أنباء عن قرب سقوط أحد أهم معاقل التنظيم، بينما كشفت تقارير ودراسات، عن أساليب احتيالية إخوانية، للحصول على دعم الحكومات الأوروبية، بداعي مساعدة المتضررين من جائحة كوفيد – 19.

إخوان تركيا ومحاولات إثبات الوجود

في تركيا، أعلنت قناة مكملين، الذراع الإعلامي للإخوان المسلمين، عن عرض عمل سينمائي من إنتاجها، أول أيام عيد الفطر المبارك، والذي جاء تحت اسم "الغايب"، ولعب دور البطولة فيه الفنان الإخواني الهارب، وجدي العربي، والإخواني الهارب محمد شومان، ويحاول العمل الترويج للرواية الإخوانية، فيما يتعلق بتحولات المجتمع المصري، في أعقاب ثورة 25 كانون الثاني (يناير) العام 2011، في إطار درامي جاء مرتبكاً، في محاولة غير موفقة، للرد على النجاح الذي حققه مسلسل الاختيار 2.

 من جهة أخرى، سلطت تقارير صحفيّة، الضوء على شخصية همام على يوسف، القيادي الإخواني الذي ظهر في اجتماع قيادات التنظيم، برئيس حزب السعادة التركي، تمل كرم الله أوغلو، والدور الذي بدأ في ممارسته، باعتباره مقرباً من إبراهيم منير، نائب المرشد العام، والقائم بالأعمال.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: تخبط في تركيا وإرهاب في اليمن وضربة أمنية في بنغلاديش

همام، الذي تولى مسؤولية المكتب الإداري للإخوان، في سوهاج، في العام 2013، وكذلك عضوية مجلس شورى الجماعة، هرب إلى تركيا في أعقاب فض اعتصام رابعة، وأصبح مسؤولاً عن تشكيل اللجان الإلكترونية، وفق استراتيجبة "خراطيم الأباطيل"، قبل أن يتم تصعيده، ليتولى إدارة مكتب الجماعة في تركيا، ويصبح الرجل الثاني هناك، خلف محمود حسين، الذي تتميز علاقته بمجموعة إبراهيم منير، بالتوتر الشديد.

صعّدت ميليشيات الإصلاح الإخوانية من ممارساتها العدوانية تجاه قبائل الأشراف وقادة الوحدات الأمنية في مأرب

همام، الذي يدين بالولاء للحرس القديم في الجماعة، أصبح مسؤولاً عن البحث عن مسارات سياسية جديدة، في أعقاب التضييق التركي على التنظيم، ما دفعه إلى الاجتماع برئيس حزب السعادة المعارض، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم غضب النظام التركي، ما دفع الجماعة إلى إصدار بيان الولاء والإذعان لأنقرة.

من جهة أخرى، ذكر موقع المونيتور الأمريكي، في تقرير إخباري تحليلي، أنّ "مهمة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الرامية إلى إصلاح العلاقات مع مصر ودول الخليج، لن تكون سهلة، حيث يسعى لتغيير في العلاقات، لكن جهوده تُرى على أنّها نتيجة لفشل الاستراتيجية الإقليمية، والعلاقات السيئة مع إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن".

الموقع لفت كذلك إلى أنّ أردوغان "يريد دفن الأحقاد مع مصر والسعودية، ولكن تحقيق هذا الهدف لن يكون سهلاً، حيث لا تزال محاولات أردوغان للمصالحة مع قيادة البلدين، في مراحلها الأولى"، مضيفاً أنّ "أردوغان يعلم أنّ مصالح تركيا، تتطلب في نهاية المطاف، التعامل مباشرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".

تحذير من إخوان الكويت

مع تواصل استفزازات الإخوان في الكويت، والدعوات المريبة التي يروج لها القيادي، ناصر الدويلة، من منفاه الاختياري في تركيا، حذر الشاعر الكويتي عبد الله الجعيدي، من خطورة التصعيد الإخواني، الذي وصفه بالتمادي في الشر ضد أشقاء الكويت.

الجعيدي قال في تغريدة له، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: "الحقد الذي تحمله جماعة تنظيم الإخوان المسلمين، في الكويت، على الكويت، والمملكة السعودية، والإمارات، ومصر، بشكل خاص، والدول العربية والإسلامية بشكل عام، باستثناء قطر وتركيا وإيران، لا يعلم به سوى فاطر السموات والأرض"، مضيفاً: "نسأل الله أن يجنب أرضنا وعقيدتنا، شر إخوان الكويت، الذين تمادوا في غيّهم دون رادع".

إخوان اليمن ينتهكون منطقة القبائل بمأرب

على الصعيد الميداني، صعّدت ميليشيات الإصلاح الإخوانية، من ممارساتها العدوانية تجاه قبائل الأشراف، وقادة الوحدات الأمنية، في مأرب، وسط أنباء عن اقتراب سقوط المدينة، التي تعد أبرز معاقل الجماعة في شمال اليمن، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الطرفين، عند مدخل مدينة حريب، في ظل تزايد أعداد الحشود التابعة لمليشيات الإصلاح، التي تتأهب لاجتياح منطقة القبائل، كما دارت مواجهات عنيفة بين أحد فصائل الإصلاح، وقبل آل خاسع –الثابتي، في أعقاب تحرش القوات الإخوانية بمنازل القبيلة.

استغل الإخوان في بريطانيا الجائحة لمضاعفة موارد التنظيم وجمع التبرعات المالية الضخمة بداعي مساعدة المتضررين

وفي ظل الانتهاكات الإخوانية المتواصلة، طرح قائد ألوية حراس الجمهورية، العميد طارق صالح، ثلاثة مطالب في مقابل الانخراط في الدفاع عن ميليشيات حزب الإصلاح الإخوانية في مأرب، حيث رفض إعادة مدينة المخا، بمحافظة تعز، إلى سلطة الإصلاح، وطالب بتحريك الإصلاح لكافة الجبهات، مع إعلان الانسحاب من اتفاق السويد، كما اشترط التفاوض مع مكونات الشرعية، بما فيهم  الناصري، والإصلاح، والاشتراكي، وسائر المكونات.

من جهة أخرى، واصل طلاب يمنيون مبتعثون في الخارج، اعتصامهم الافتراضي المفتوح، وذلك اعتراضاً على تدهور أوضاعهم، وتأخر مستحقاتهم، بسبب السياسات التي يتبعها القيادي الإخواني، خالد الوصابي، منذ أصبح وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي، في كانون الأول (ديسمبر) العام 2020، مطالبين بسرعة موافاتهم بالمستحقات المالية المتأخرة.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: أحكام قضائية وانتهاكات وتصعيد ضد السلطات الوطنية

وعلى الصعيد السياسي، تحاول جماعة الإخوان تدشين مناورة جديدة في الجنوب، عبر خلق كيان سياسي جديد، تحاول به استباق مفاوضات التسوية، لمنافسة المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أجرى رجل الأعمال الإخواني، أحمد العيسى، عدة لقاءات، من أجل موضعة ما يسمى بـالائتلاف الوطني الجنوبي، الذي يقوده، في المشهد السياسي.

أموال الجماعة في أوروبا.. تحايل توظيف الجائحة

كشف المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب، عن امتلاك جماعة الإخوان المسلمين، أسطولاً من الشركات في بريطانيا، لافتاً إلى أنّ الأخيرة تمنح تسهيلات لحركة الأموال الإخوانية، خوفاً "من أن تتحول أنشطة الجماعة، إلى النشاط السري، ما يؤدي إلى ضرب المصالح البريطانية وتهديد أمنها"، وأكدت الدراسة أنّ"النتائج الرئيسية لمراجعة أنشطة جماعة الإخوان في بريطانيا، تدعم الاستنتاج القائل، بأنّ عضوية جماعة الإخوان المسلمين، يجب اعتبارها مؤشراً محتملاً على التطرف".

المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب، أكّد أنّ جماعة الإخوان تعتمد على التحويلات المالية؛ لتمويل أنشطتها، وأنّها تعتبر العملات المشفرة، مصدراً مهماً في تمويل أنشطة الجماعة، لافتاً إلى أنّه في أيلول (سبتمبر) العام 2020، جرى تفكيك شبكة تستخدم العملات المشفرة، في فرنسا لتمويل تنظيمات إسلامية.

الدراسة أوضحت كذلك، أنّ الأذرع الإخوانية المنتشرة في ألمانيا، اتبعت نهجاً أشبه بنهج العصابات، باستخدام كل الحيل الممكنة، من أجل الحصول على الدعم المالي الحكومي، أثناء جائحة كورونا، كما استطاع الإخوان المسلمون في بريطانيا، استغلال الجائحة لمضاعفة موارد التنظيم، وجمع التبرعات المالية الضخمة، بداعي مساعدة المتضررين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية