الإخوان مرة أخرى... قائمة أسماء المشاركين في حوار تونس تثير موجة غضب

الإخوان مرة أخرى... قائمة أسماء المشاركين في حوار تونس تثير موجة غضب


28/10/2020

تسببت الأسماء المشاركة في الاجتماعات التمهيدية لملتقى تونس، في موجة غضب عدة أطراف في ليبيا، بسبب إعطاء الإخوان مقاعد تتجاوز بكثير حجم حضورهم الحقيقي، وتتناقض كلياً مع هزيمتهم المدوية في آخر انتخابات برلمانية عرفتها البلاد في حزيران (يونيو) 2014.

 

الزادمة يعلن انسحابه من القائمة المقترحة لحوار تونس، بسبب وجود شخصيات جدلية وأخرى إخوانية داعمة للتطرف  

فمن جهته، أعلن رئيس لجنة المصالحة بالمجلس الأعلى لقبائل ليبيا زيدان معتوق الزادمة انسحابه من القائمة المقترحة، مبرراً قراره بوجود "شخصيات جدلية وأخرى إخوانية داعمة للإرهاب وغيرها ممّن كانت السبب في معاناة الليبيين طيلة الأعوام الـ9 الماضية"، وفق ما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية.

ويرى الزادمة أنّ رؤية البعثة الأممية غير واضحة في إنهاء المشاكل الليبية، وهناك من يحاول إعادة تدوير بعض الشخصيات غير المرحّب بها وإطالة أمد الأزمة.

رئيس لجنة المصالحة بالمجلس الأعلى لقبائل ليبيا زيدان معتوق الزادمة

ويأتي قرار الانسحاب انطلاقاً من المبادئ الراسخة بأنّ الحل السياسي في ليبيا يبدأ من خلال الالتزام بالثوابت التي خرج من أجلها الجيش، والمتمثلة في حربه ضد الإرهاب وطرد المرتزقة وإنهاء أيّ تواجد للقوات الأجنبية، وهذه المبادئ تشمل دعم الجيش ومساندته في بناء مؤسسة عسكرية قوية تحمي الحدود وتدافع عن الدولة المدنية الليبية المنشودة.

اقرأ أيضاً: ليبيا.. اتفاقية قطر تعكر أجواء التفاوض بين الفرقاء

ويشارك في الملتقى 13 من أعضاء البرلمان و13 من مجلس الدولة الاستشاري بالإضافة إلى 13 سيدة ليبية و39 شخصاً من المستقلين، وفق ما أكده زياد دغيم عضو مجلس النواب، الذي أشار إلى أنّ المشاركين ينحدرون من مرجعيات مختلفة، بينهم تكنوقراط ونواب وأعضاء من مجلس الدولة، وأغلبهم سياسيون ممثلون لأحزاب أو شخصيات مؤثرة.

 

التكبالي: البعثة الأممية اختارت عدداً كبيراً من الشخصيات التي تنتمي إلى الإخوان والمتحالفين معهم في المشهد

 

وقد تمّ تسريب قائمة المشاركين منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، لكنّ البعثة الأممية أنكرتها آنذاك، إلى أن تأكد ثبوت صحتها بعد الإعلان الرسمي عنها الأحد الماضي.

وتضمّ قائمة المشاركين عدداً من الأسماء المثيرة للجدل، والتي تدور في فلك الإسلام السياسي والمحور التركي - القطري، من بينها: محمد الرعيض، ونزار كعوان، ومحمد آدم الفايد، وتاج الدين محمد الرزفلي، وعبدالقادر عمر حويلي، وعبدالمجيد مليقطة، وفوزي رجب العقاب، وفاطمة الزهراء، وأحمد محمد علي لنقي، وماجدة محمد الفلاح، وإبراهيم صهد.

اقرأ أيضاً: ليبيا: هل إخراج مرتزقة أردوغان مرهون بنتائج الانتخابات الأمريكية؟

وقد يؤدي هذا الانسحاب إلى فشل ملتقى الحوار السياسي الليبي – الليبي في تونس قبل أن يبدأ، ما يجعل الجميع أمام العودة إلى المربّع الأول من هذه الأزمة التي تقترب مع عامها العاشر دون أيّ حلول سلمية في الأفق قد تنزع فتيل الأزمة وتنهي الصراع بين شقين: أحدهما في الشرق يدير شؤونه من بنغازي، وآخر في الغرب يدير شؤونه من العاصمة طرابلس.

اقرأ أيضاً: قطر تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا بهذه الطريقة

وعزّز ذلك الموقف ما أكده عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب علي التكبالي الذي أقرّ بأنّ البعثة الأممية اختارت عدداً كبيراً من الشخصيات التي تنتمي إلى الإخوان والمتحالفين معهم في المشهد. وقال: إنّ "البعثة الأممية أخرجت لنا قائمة تحمل الأسماء نفسها التي رفضناها، وأتحدى أن يدّعي أيّ منهم أنه يتبع التيار الوطني الحر وأنّه لا خيوط تشدّه إلى الإسلام السياسي".

قد يؤدي هذا الانسحاب إلى فشل ملتقى الحوار السياسي الليبي – الليبي في تونس قبل أن يبدأ

وقد انتقد محمد العباني، عضو مجلس النواب، قائمة المشاركين، وقال عبر حسابه على فيسبوك: "شكراً سيدة ستيفاني، أبدعت في اختيار من يمثلون الإخوان والمال الفاسد، ليستمرّ الفساد وتغلغل الإخوان في مفاصل الدولة". وقد رفضت الحركة الوطنية الشعبية الليبية، المعارضة، قائمة المشاركين في الحوار السياسي واعتبرتها عودة إلى الوراء وتعقيداً للمشهد.

اقرأ أيضاً: وقف النار في ليبيا بين الترحيب والتشكيك

واعتبرت الحركة الشعبية في بيان أنّ "الأمر ينبئ باستمرار الأزمة، وربما تعقيدها في الفترة القادمة، ولن تكون بأحسن حال ممّا جلبه حوار الصخيرات من تهميش وخراب وتدمير للبلاد وتهجير وإفقار للشعب، وننتظر مزيداً من الانهيارات السياسية والأمنية والاقتصادية كنتائج متوقعة لهذا الحوار وهكذا محاورين".

 

النائب العباني: شكراً سيدة ستيفاني، أبدعت في اختيار من يمثلون الإخوان والمال الفاسد

 

وأمام هذا الوضع المعقد، يعتقد سعد أمغيب، عضو مجلس النواب، أنه بعد الاطلاع على كشف الأسماء، التي أعلنت عنها البعثة الأممية للمشاركين في حوار تونس، يمكن القول إنّ الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما.

ويتمثل الاحتمال الأول في أنّ مخرجات هذا الحوار جاهزة وقد تمّ الاتفاق عليها مسبقاً، وبضمانات دولية تضمن بقاء القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في المشهد مع مشاركة حقيقية للتيار الوطني في السلطة وصنع القرار دون إقصاء، في ظلّ تقاسم عادل للثروة بين الليبيين، وبالتالي فإنّ حضور هؤلاء الأشخاص مجرّد إجراء شكلي.

اقرأ أيضاً: استقالات إخوان ليبيا... كيف اختلف مشهد مصراتة عن الزاوية؟

أمّا الاحتمال الثاني، فهو أن تتحاور هذه الشخصيات وهذا الحضور غير المتكافئ فعلاً مع منح هامش من الحرية يُحْتكم فيه بعد نقاش طويل للتصويت والمغالبة، وبالتالي سيكون المنتج أسوأ من منتج اتفاق الصخيرات، فقد ينهي وجود الجيش بل الوطن بالكامل.

 

قوة حماية طرابلس: قائمة الأسماء تحمل عدداً من الشخصيات الجدلية التي كانت يوماً ما سبباً في خراب هذه البلاد وإشعال نار الفتنة فيها

 

ويرى أمغيب أنه في كلا الاحتمالين ليس هنالك أي وجود للإرادة الوطنية الحقيقية، ولا مؤشرات أو معطيات لعودة السيادة الليبية قريباً، والخاسر الوحيد هو المواطن.

وحتى قوة حماية طرابلس الموالية لحكومة الوفاق استغربت من هذه القائمة، التي تضمّ 75 شخصية من مختلف المكونات الليبية، حيث "تحمل العديد من الأسماء الجدلية التي كانت يوماً ما سبباً في خراب هذه البلاد وإشعال نار الفتنة فيها"، متسائلة عن ماهية المعايير التي تمّ من خلالها انتقاء هذه الأسماء المتكررة خلال هذه السنوات العجاف على الشعب الليبي.

واستندت قوة حماية طرابلس في موقفها الرافض للقائمة على أنّ بعض من وردت أسماؤهم فيها "لا يملكون ثقلاً سياسياً أو عسكرياً، والبعض الآخر لا يمثل إلّا نفسه ومصالح دول بعينها، والكثير منهم لا يملكون أمر أنفسهم أساساً".

بدوره أكد عضو مجلس النواب عبد السلام نصية أنه ليس المهم من يحضر الحوار السياسي، لكن المهم أن يتمّ الاتفاق على مسار دستوري واضح يفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.

 

نصية: ليس المهم من يحضر الحوار السياسي، لكن المهم أن يتمّ الاتفاق على مسار دستوري واضح يفضي لانتخابات رئاسية وبرلمانية

 

وقال نصية في تغريدة له بموقع تويتر: "ليس المهم من يحضر الحوار السياسي، ولكن المهم أن يتمّ الاتفاق على مسار دستوري واضح ومحدد بزمن يفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية، وإلى تحديد واضح لشرعية السلاح واستكمال المرحلة الانتقالية ببرنامج محدد مالياً وإدارياً وزمنياً، ما عدا ذلك هو تكرار لتجارب فاشلة"، وفق ما أوردت "مرصد مينا".

وفي السياق نفسه، توقعت ستيفاني وليامز، مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة، أن يتمّ تحديد موعد الانتخابات العامة في ليبيا خلال محادثات السلام في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وذلك بعد اتفاق الطرفين المتحاربين على وقف دائم لإطلاق النار الأسبوع الماضي.

وقالت ستيفاني: ثمّة رغبة واضحة ومباشرة في إجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية