الإخوان وكورونا: تديين للفيروس وجمع الزكاة لصالح الجماعة

كورونا

الإخوان وكورونا: تديين للفيروس وجمع الزكاة لصالح الجماعة


25/03/2020

تلقّت منابر الإخوان الإعلامية، بنوع من الاحتفاء، مقطع الفيديو الذي نشره الإخواني الهارب عبد الله الشريف، والذي يظهر لقطات، زعم أنّها لضابط مصري في الكتيبة 103 صاعقة، وهو يقوم بقطع أجزاء من جسد أحد الذين تم قتلهم على يد الجيش، قبل حرقه ودفنه في الصحراء.

لأنها غير قادرة على تجاوز أيديولوجيتها خرج المركز الإعلامي للإخوان في لندن ببيان يعتبر الوباء رسالة من الله

ولفت الشريف إلى أنّ هذا المقطع شديد القسوة، إنّما هو غيض من فيض مما يحدث في سيناء من انتهاكات، وعلى الفور عملت الآلة الإعلامية للإخوان المسلمين على الترويج لمقطع الفيديو المزعوم، فتحت عنوان: سيد توكل يسأل السيسي الحكيم: هل هكذا يتم محاربة الإرهاب! أهكذا هي عقيدة الجيش؟ شنّت قناة "مكملين" هجوماً شرساً على الجيش المصري، ووحداته العاملة في سيناء، مؤكدة أنّ الجيش المصري "لديه تاريخ حافل من الانتهاكات".
يذكر أنّ تقارير إعلاميّة متخصصة كشفت استخدام الشريف لتقنية متقدمة تسمى deepfake، وتعني التزييف العميق، تعتمد على تركيب مشاهد من الصعب اكتشافها لغير المختصين، وأنّ هذه التقنية تظهر بشكل فج في المقطع المنشور.

اقرأ أيضاً: التطرف في زمن كورونا: هل حرّض إسلاميون مغاربة ضدّ الحجر الصحي؟
من جهة أخرى، أعلن المكتب الإعلامى للاخوان المسلمين في لندن تضامنه مع مطالب الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، بالإفراج الفوري غير المشروط عن مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية، أبو تراب محمد أظهر الإسلام، الذي يقبع حالياً في السجن منذ تسعة أعوام بعد ما اعتقلته الحكومة في أيلول (سبتمبر) 2011، وكانت هيئة التحقيق والادعاء العام، وجهت لائحة الاتهام الرسمية إلى مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية، في القضية المرفوعة ضده بدعوى ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، أثناء حرب الاستقلال في العام 1971، وتضمنت لائحة الاتهام ست تهم وهي: القتل والاغتصاب والاختطاف والتآمر والتعذيب وتهمة المسؤولية العظمى، وذلك بالمشاركة مع الجيش الباكستاني، عندما كان قائداً لميليشات البدر بمدينة رنغبور.

الإخوان المسلمون وتديين أزمة كورونا
لأنها غير قادرة على تجاوز أيديولوجيتها القائمة على امتلاك اليقين المطلق، ورد الحقيقة إلى رؤيتها الدينية القاصرة، خرج المركز الإعلامي للإخوان المسلمين في لندن ببيان تحت عنوان: "كورونا" .. رسالة للبشرية بالعودة إلى الله"، مؤكداً أنّ الوباء ما هو "سوى رسالة من الله للعودة إليه، وتجديد عرى الإيمان، والكف عن الظلم"، وبالطبع لم تنس الجماعة الربانية أن تؤكد أنّ أولى خطوات رفع البلاء هي "عدم تأييد الحكومات المستبدة، والضغط للإفراج عن السجناء"، في إشارة إلى المحبوسين من الإخوان بالسجون المصرية.

انتشرت الجماعة في أوروبا ودعمت مواقعها من خلال المراكز الدينية الإسلامية، والتي أصبحت بعد وقت قصير، الداعم الأكبر للتنظيم الدولي

عملية تديين فيروس كورونا باعتباره ابتلاء من الله تعالى روّج لها المراقب العام للإخوان المسلمين في السودان، عوض الله حسن، الذي أكد أنّ الوباء هو ابتلاء مقصود من الله للعباد، "رغم ما تقدموا فيه من العلم، ورغم ما وصلوا إليه من الطب، ورغم ما عندهم من المال، فإنّ ذلك كله يبقى حائلاً دون كشف الكربات وقضاء الحاجات، فلا يكشف الضر إلا الله، ولا يدفع البلاء إلا الله، ولا يشفي من المرض إلا الله".
وقال إنّ العلاج يبدأ بالتوبة والاستغفار، مع العمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوجيه الناس إلى الله، وبيان عواقب الذنوب ونتائج الظلم والجور، في محاولة انتهازية لنشر منهج الجماعة وأيديولوجيتها.
ولم تنسَ منابر الإخوان في تركيا توجيه الشكر إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسط دعاية كبيرة تبجل جهوده في مكافحة كورونا، مع التعريض في المقابل بجهود الحكومة المصرية والتقليل منها، وسط سيل من التقارير المزعومة حول "تفشي" الوباء في مصر.

اقرأ أيضاً: الكورونا وأوهام المعجزة الدينية
يذكر أنّ حالات كورونا المكتشفة في تركيا حتى الأمس، وصل إلى 1872، وهو يتجاوز العدد المكتشف في مصر بأضعاف.
وبأسلوب دعائي فج، خرج الإعلامي الإخوانى بتركيا حمزة زوبع بنظرية متضاربة، تفضح الجهل والاستخفاف بعقل المشاهد، حيث قال إنّ "الجيش المصري يُصادر الدواء المحتمل لفيروس كورونا، للاتجار فيه"، كما زعم أنّ الجيش قام بالسيطرة على مصانع قصب السكر، لاحتكار الكحول وقت الأزمة، وأنّه جمع كل المطهرات للاتجار فيها!!، وادعى زوبع أنّ الكلية الحربية أصبحت تحت الحجر الصحي بسبب تفشي كورونا.

الإخوان في السلطة
على العكس من ممارسات إخوان مصر، حرصت حركة النهضة في تونس على إدانة وملاحقة ما وصفته بالأكاذيب المتعلقة بانتشار كورونا، وأبرزت جهود وزير الصحة المنتهمي للحركة، وتحركات رئيسها راشد الغنوشي.
ولأنّه في موقع السلطة، طالب حزب العدالة والتنمية في المغرب، بمواصلة الاجراءات الصارمة، لملاحقة مروجي الأخبار الزائفة المتعلقة بفيروس كورونا، بالنظر إلى خطورتها في التأثير على الروح المعنوية والإسهام في نشر حالة من الهلع والخوف، على حد تعبير الموقع الرسمي للحزب.

اقرأ أيضاً: فيروس كورونا والحالة التركية
وفي موريتانيا حرص حزب تواصل على إبراز دور البلديات التي يسيطر عليها في توجنين وعرفات، من أجل مكافحة كورونا، كما أشادت منابر الإخوان في موريتانيا، بنائب تواصل عن الطينطان، محمد المختار ولد الطالب النافع، الذي تبرع بمنزل ووضعه تحت تصرف السلطات الصحية في نواكشط.

الإخوان في المغرب يتوعدون المعارضة
لأنّهم يرفضون النقد، وتكتنفهم حالة من التعالي الأيديولوجي، شنّ الإخوان المسلمون في المغرب، من خلال ذراعهم السياسي، حزب العدالة والتنمية، هجوما شرساً على المعارضة، واصفاً إياها بالأصوات النشاز، وذلك رداً على الحملة التي شنتها مواقع معارضة، رصدت قيام الوزير المصطفى الرميد بالتدخل لإطلاق سراح الشيخ السلفي أبو النعيم، الذي وضعته السلطات الأمنية رهن الحراسة النظرية، بشبهة التحريض على العنف والكراهية، وذلك لأنّه يدعمه في الانتخابات في دائرته، وهو ما حاول العدالة والتنمية نفيه، ووصفه بالوشاية والكذب والتلفيق، مع توعد المعارضة بالملاحقة، وبنوع من الكيد السياسي، قال الحزب: "إنّه من الواضح انزعاج هذه الأصوات، من أن يكون حزب العدالة والتنمية في قلب التعبئة الوطنية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة أمير المؤمنين".
مراكز الإخوان في أوروبا وأموال الزكاة
انتشرت جماعة الإخوان في أوروبا، ودعمت مواقعها من خلال المراكز الدينية الإسلامية، والتي أصبحت بعد وقت قصير، الداعم الأكبر للتنظيم الدولي، وتقوم هذه المراكز في الأساس على تبرعات المصليّن والمترددين على المساجد، ومع تعليق شعائر صلاة الجماعة، وإغلاق المساجد في أعقاب تفشي كورونا، فقدت هذه المراكز الدعم المالي الذي كان يمنحها قبلة الحياة، وباتت تواجه أزمة ماليةً كبرى في تسديد نفقاتها الشهرية ورواتب موظفيها. وعليه، توجه خالد حنفي، رئيس لجنة الفتوى بألمانيا، والأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، بنداء إلى مسلمي أوروبا بالمسارعة إلى تعجيل إخراج زكاة مالهم لعامين أو أكثر، لصالح المراكز الإسلامية في أوروبا، ما بلغ المال نصاباً، وإن لم يحل عليه الحول، ونشر المركز الأوروبي للإفتاء والبحوث هذه الفتوى، التي تجيز بجواز تعجيل إخراج الزكاة قبل وقتها، لصالح المراكز الإسلامية في أوروبا.
ويطرح السؤال نفسه: ألم يكن ضحايا الوباء أولى بتعجيل إخراج الزكاة، أم أنّ للجماعة وحدها الحق الحصري في أموال المسلمين!؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية