الإمارات تستقبل رمضان بتزيين الشوارع وتعميق قيم الخير

الإمارات تستقبل رمضان بتزيين الشوارع وتعميق قيم الخير


11/04/2021

القاطنون في أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة،  يتذكرون شهر رمضان وينتظرونه على أحرّ من الجمر، سواء أكانوا مسلمين، أم غير ذلك، لأنه شهر الطقوسية بامتياز، فضلاً عن كونه بالأساس شهر عبادة ينخرط فيه المسلمون في سائر بقاع الأرض بأداء هذه الشعيرة التي تعد أحد أبرز أركان الإسلام الخمسة.

ودأبت بلدية مدينة أبوظبي على تزيين الشوارع والجسور والدوّارات في جزيرة أبوظبي والمدن الخارجية بمئات المجسمات والتشكيلات الهندسية المضيئة؛ احتفاءً بالشهر الفضيل، ولإضفاء لمسة جمالية على الشوارع تحاكي روحانيات شهر رمضان، وتدخل السعادة على قلوب أفراد المجتمع، كما أفادت صحيفة "الاتحاد".

دأبت بلدية مدينة أبوظبي على تزيين الشوارع والجسور والدوّارات في جزيرة أبوظبي والمدن الخارجية بمئات المجسمات والتشكيلات الهندسية المضيئة؛ احتفاءً بالشهر الفضيل

وأنجزت البلدية تزيين الكثير من المناطق في جزيرة أبوظبي وخارجها بنحو 3500 تشكيل ومجسم ضوئي مستوحى من النجوم، والأهلّة، وفوانيس رمضان، والمسبحة، والنخيل؛ حيث تم تركيب الزينة في مناطق متفرقة بجزيرة أبوظبي، أبرزها كورنيش أبوظبي، والطرق الرئيسية مثل شارع الخليج العربي، وشارع الشيخ زايد، وشارع الشيخ راشد بن سعيد، وشارع الملك عبدالله بن عبد العزيز.

تم تركيب الزينة في عدد من الطرق الداخلية والدوّارات والجسور

كذلك تم تركيب الزينة في عدد من الطرق الداخلية والدوّارات والجسور، حيث تميز جسر المقطع بتركيب زينة علوية وعلى الأطراف باللون الأخضر، وإضافة حبال ضوئية معلقة تربط أعالي جانبي الجسر بمجسمات للنجوم والأهلّة مع الإنارة الأساسية، بالإضافة إلى تركيب الزينة في عدد من الجزر التابعة لمدينة أبوظبي.

كما تم تركيب زينة رمضان في العديد من المدن الخارجية الواقعة ضمن النطاق الجغرافي لبلدية مدينة أبوظبي، مثل مدينة بني ياس، ومدينة محمد بن زايد، ومدينة الشهامة، والرحبة، والمفرق، والشامخة، ومدينة الرياض، ومدينة شخبوط، والسمحة، وعدد من الدوّارات والجسور والمواقع الأخرى.

مجسمات العبارات المضيئة

وتنتشر على جانبي الطرق والجزر الوسطية والدوّارات والجسور الكثير من مجسمات العبارات المضيئة التي تحاكي الشهر الفضيل والعادات الإماراتية المتعلقة به، من بينها عبارات: "مبارك عليكم الشهر"، "رمضان كريم"، "شهر الرحمة"، "شهر الخير"، "شهر المغفرة" وغيرها، فضلاً عن مئات التشكيلات الهندسية المضيئة المستوحاة من زخارف العمارة الإسلامية الأنيقة.

اقرأ أيضاً: الفوانيس تستعيد مجدها في غزة مع اقتراب رمضان

وقد جاءت ألوان إضاءة المجسمات والتشكيلات متناسقة بشكل إبداعي يتماشى مع طبيعة المناسبة وروحانيات الشهر الفضيل، حيث حرصت البلدية على التحديث في الإضاءة بإدخال ألوان جديدة، مثل اللون الأخضر الفاتح المائل إلى لون الفستق، والذي تم دمجه مع اللون الأزرق المائل إلى التركواز، الذي تزينت به الكثير من القطع المضيئة على كورنيش أبوظبي.

وكان جامع الشيخ زايد قِبلة للصائمين في أشهر رمضان التي سبقت جائحة كورونا، لما كان يتضمنه من أمسيات رمضانية وأنشطة تجعل الشهر الفضيل موسماً استثنائياً بكل المعاني. فهذا البناء المعماري الفاتن، الذي أضحى ثالث أكبر مسجد في العالم بعد مسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، تمّ بناؤه كمعلم يحتفي بالحضارة الإسلامية ومركز بارز لعلوم الدين الإسلامي.

زينة مضيئة تحاكي الشهر الفضيل

وخلال شهر مضان الذي سبق الجائحة، حشدت إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير جهودها لتوفير أجواء السكينة والطمأنينة والراحة لضيوف الجامع من مصلين ومفطرين وزوار، ضمن استعدادات استثنائية تليق بقدسية شهر الصيام، حيث تم إطلاق مبادرة "جسور" لدعوة الجمهور من الثقافات المختلفة لقضاء يوم رمضاني يعيشون تفاصيله في الجامع.

وحينها قال الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام الجامع، في تصريحات صحفية إنّ مركز جامع الشيخ زايد "سخرت الجهود والطاقات؛ لتنظيم عدد من المبادرات الداعمة لمشروع رمضان، والتي تترجم رسالته الداعية لتخليد مآثر الوالد المؤسس وقيمه الإنسانية الداعية للتسامح".

حددت الإمارات مجموعة من الإجراءات والتدابير الاحترازية الاستباقية التي تهدف إلى المحافظة على الصحة العامة وتعزيز الوقاية من الفيروس خلال شهر رمضان

ونوه العبيدلي إلى أنّ جامع الشيخ زايد استقبل 1251619 شخصاً، بينهم 854090 مفطراً، و289921 مصلياً، و107608 من الزوار خلال رمضان الذي سبق الجائحة، وحرص المركز على إعداد خطة إستراتيجية "تضمنت محاورها ترسيخ دور الجامع الديني، وإعلاء قيمة العمل التطوعي، ودعم قيم التواصل الحضاري، والإنساني، وترجمة القيم الأصيلة التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس أبناء الإمارات".

"ضيوفنا الصائمون"

ويجسد مشروع "ضيوفنا الصائمون"، الذي الذي كان يقام سنوياً عن روح المغفور الشيخ زايد طوال الشهر الفضيل ، لوحة إنسانية متعددة الثقافات.

وعلى مدى أعوام متتالية حرص نادي ضباط القوات؛ الشريك الاستراتيجي للمركز، على دعم جهوده طوال الشهر الفضيل، خلال إعداد 600 ألف وجبة إفطار، من خلال فريق يضم 500 موظف وعامل يقومون بإعداد الوجبات يومياً.

ستنحسر جائحة كورونا، بلا ريب، وسيعود لجامع الشيخ زايد بهاؤه، وسيرفل الصائمون بخيرات رجال الخير في الإمارات التي تنتشر المساجد فيها على مدّ البصر، وتؤذن بالناس الذين تكتظ بهم دور العبادة، وبخاصة خلال الشهر الفضيل.

اقرأ أيضاً: مصر.. حتى فانوس رمضان لم يسلم من جائحة كورونا!

وتبدأ العادات والتقاليد الرمضانيّة في دولة الإمارات، قبل قدوم شهر الصيام، أي خلال شهر شعبان. في عشية اليوم الخامس عشر من شهر شعبان، والذي يُطلق عليها "حق الليلة"؛ حيث يرتدي الطفل الإماراتي أفضل ما لديه من الملابس وينتقل من بيت إلى آخر، ويقوم بالغناء وإلقاء القصائد. ويكون في انتظارهم الجيران ومعهم الحلويات والمكسّرات، حيث يقوم الأطفال بجمعها في حقيبة مصنوعة من قماش خاص مطرز بأشكال تقليدية.

تقاليد رمضانية عريقة

في أول أيام رمضان، قبل كورونا، كانت تجتمع الأسرة في بيت العائلة لتناول الإفطار، وعادة ما يكون بيت الجد. وفي دولة الإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً يعتبر التمر خبز الصحراء وأشهر العناصر الغذائية التي تدخل في تحضير أصناف مختلفة من الحلويات والمعجنات الإماراتية في شهر رمضان، مثل القرص وهي عبارة عن قطع صغيرة من الخبز مخلوطة مع التمر والهيل. ولا تخلو موائد الأسر الإماراتية في الشهر الفضيل من أطباق أخرى معروفة مثل: الهريس والثريد، حسبما تشير إلى ذلك البوابة الرسمية لحكومة الإمارات.

يعتبر مدفع رمضان في دولة الإمارات من أبرز التقاليد المميزة للشهر الفضيل

ويعتبر مدفع رمضان في دولة الإمارات من أبرز التقاليد المميزة للشهر الفضيل. ويمكن أن يُسمع صوت المدفع إلى حوالي 8-10 كيلومترات. يقوم المدفع بدور التنبيه لمواقيت الإفطار اليومية والإمساك ويباشر في مناطق متنوعة عبر الدولة. ويتكرر هذا التقليد منذ القرن التاسع عشر خلال فترة الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ويشكل هذا التقليد أهمية خاصة للأطفال في دولة الإمارات، فصوت "الانفجار الكبير" يعني لهم المتعة والإثارة، بصرف النظر عن الحلويات وغيرها من وجبات الطعام، والأنشطة الخاصة المجهزة لهم. يقوم أحد أفراد الجيش بتنفيذ هذا التقليد مع الأخذ باحتياطات السلامة.

دبي تمدد مواعيد عمل المطاعم والمقاهي في رمضان

وفي سياق الإجراءات المتخذة في دبي بخصوص "رمضان" في ظل كورونا، أدخلت بلدية دبي تعديلات على مواعيد عمل المطاعم والمقاهي خلال شهر رمضان المبارك، لثلاث ساعات إضافية، لتغلق المؤسسة في تمام الساعة الرابعة صباحاً، بدلاً من الواحدة.

وحسب التعميم الذي وجهته البلدية، في التاسع من الشهر الجاري، لكافة لمقاهي والمطاعم في الإمارة، فإنّ آخر موعد لاستلام طلبات الطعام في الساعة الثالثة صباحاً.

اقرأ أيضاً: فلكياً.. هذا موعد أول أيام رمضان

 ودعت البلدية كافة المطاعم والمقاهي، ومقاهي الشيشة ومرافق الفنادق إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية الصادرة عن اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، بالنسبة لمواعيد إغلاق المؤسسة واستلام الطلبات خلال الشهر الفضيل، على أن تراقب البلدية ضمان التزام المؤسسات بهذه الإجراءات.

 

ومع اقتراب الشهر الفضيل، يشهد مؤشر الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الإمارات انخفاضاً ملحوظاً. وفي إطار المحافظة على المكتسبات التي أفرزتها إجراءات وجهود احتواء الفيروس، حددت دولة الإمارات مجموعة من الإجراءات والتدابير الاحترازية الاستباقية التي تهدف إلى المحافظة على الصحة العامة وتعزيز الوقاية من الفيروس خلال الشهر، مؤكدة أنّ المحافظة على سلامة وصحة أفراد المجتمع تعد مسؤولية مشتركة.

تكييف أداء العبادات في رمضان

وتهدف الإجراءات إلى تكييف أداء العبادات كالصلاة وحملات الإفطار الجماعية وإخراج الزكاة، إضافة للعادات الاجتماعية والزيارات والتجمعات التي يتميز بها الشهر الفضيل مع الأوضاع الصحية المستجدة.

وتقرر عدم السماح بإنشاء خيم الإفطار العائلي أو المؤسسي أو في مكان عام لتناول وجبات جماعية، أو تقديم وتوزيع وجبات الإفطار أمام المنازل والمساجد، وعلى الراغبين التنسيق مع الجهات الخيرية، والتبرع وإخراج الصدقة والزكاة إلكترونياً.

اقرأ أيضاً: "كورونا" ورمضان

ونصت الإجراءات الاحترازية على منع المطاعم من توزيع وجبات إفطار الصائمين داخل أو أمام واجهة المطاعم، ويقتصر توزيعها على مجمعات العمال السكنية، عبر التنسيق المباشر بين المطاعم وإدارة السكن العمالي في كل منطقة، مع مراعاة قواعد التباعد الجسدي، كما نصحت الهيئة الجميع بتجنب تجمعات المجالس في ليالي رمضان، والابتعاد عن الزيارات العائلية، وتجنب توزيع وتبادل الوجبات بين المنازل والأسر، ويمكن لأفراد العائلة الواحدة فقط والتي تسكن في نفس المنزل تناول الوجبات الجماعية.

وفي سياق متصل سُمح بإقامة صلاة التراويح وفق الضوابط الاحترازية ضد فيروس كورونا المستجد، إضافة إلى استمرار العمل بجميع الإجراءات والتدابير الوقائية لأداء الصلوات، وعدم السماح بأي موائد إفطار في المساجد، مع تحديد مدة صلاة العشاء وصلاة التراويح بما لا يزيد على 30 دقيقة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية