الإمارات... خمسون عاماً من التقدم والتطلع نحو المستقبل

الإمارات... خمسون عاماً من التقدم والتطلع نحو المستقبل


08/12/2021

نضال شقير

50 عاماً فقط كانت دولة الإمارات العربية المتحدة بحاجة إليها، لتصبح ما هي عليه اليوم… أي دولة حديثة متقدمة وعصرية تقدم لأهلها وزوارها وساكنيها أفضل أساليب العيش وأرقاها… التحولات التي شهدتها البلاد كانت سريعة وجذرية وقد أدهشت الإماراتيين قبل أن تدهش العالم. فمع الإعلان عن الاتحاد في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) 1971 بدأت ورشة بناء البلاد من الصفر، لتشق سريعاً الطرق وتشيّد المستشفيات والمدارس والجامعات وغيرها الكثير، ولتبنىي أجمل المدن في سرعة قصوى.

صحيح أن اكتشاف النفط في الإمارات عام 1966 كان عاملاً مهماً لإعمار البلاد وتقدمها، لكن الأهم كان حكمة قادة البلاد وحرصهم الشديد على إدارة وتوظيف عوائد النفط لتطوير الإمارات ونهضتها وتحضيرها للمستقبل ولما أصبحت عليه اليوم. لذا يجب التشديد على دور القادة المؤسسين كالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ومن بعدهم الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد في تطور دولة الإمارات وتطلعها الدائم نحو المستقبل، بخاصة أنهم نجحوا في نقل هذه الثقافة إلى شعبهم وكل مقيم في دولة الإمارات.

يقول نابليون بونابرت، "إن قلب رجل الدولة يجب أن يكون في رأسه، وهذا ما ينطبق بالضبط على قادة الإمارات. فهم نجحوا بذكاء في إرساء نظام حكم فدرالي متكامل وفاعل أغنى طموحات الدولة، إضافة إلى صياغة عقد اجتماعي فريد في هذا البلد أساسه الأمن والمشاركة والعيش الكريم. وعلى هذا الأساس استثمرت أموال النفط في البنى التحتية، فشيدت أفضل المطارات والموانئ والطرق وشبكات الاتصالات والطاقة، لتصبح الإمارات اليوم في طليعة الدول العالمية من حيث جودة البنى التحتية. وفي الوقت نفسه كان للاستثمار في المواطن الإماراتي الحصة الأكبر من جهود الدولة التي نجحت خلال سنوات قليلة بتحضير أجيال جديدة متحصنة بأفضل أنواع التعليم وجاهزة للنهوض بهذا البلد إلى أعلى المراتب.

ولتصل الإمارات الى مكانتها الحالية اعتمد قادتها على مبدأ الشراكة المجتمعية الواسعة… فأعطوا الثقة والدعم المطلق للشباب الذين كانوا شركاء أساسيين في تقدم البلاد بثبات نحو المستقبل، واعتمدوا على المرأة ودعموها دعماً كاملاً في كل المجالات والقطاعات، فتميزت وكانت خير معين في نهوض الدولة. كما فتحوا أذرعتهم للطاقات الخارجية ووفروا لهم بيئة مميزة للإبداع وإثبات الذات فكانوا عامل استثناء في بناء الإمارات التي نعرفها اليوم.

أما مركزها المرموق إقليمياً وعالمياً، فوصلت اليه سريعاً من خلال دورها الإيجابي والبناء في التعاطي مع معظم الأزمات والقضايا بعيداً من المصالح الضيقة. فكانت الإمارات محور الاعتدال الديني والسياسي وشوكة في وجه التطرف على انواعه. تمسكت بثقافة التسامح والسلام التي هي جزء أصيل من الهوية الإماراتية، وجعلتها عالمية من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا فرنسيس في أبو ظبي في 4 شباط (فبراير) 2019. كما كانت صوت السلام في منطقة تعيش على صوت طبول الحروب، فمضت في عملية السلام مع إسرائيل، وكانت وراء الاتفاق الإبراهيمي الذي كسر عقوداً من الجمود في عملية السلام بين العرب والإسرائيليين. وبالتوازي فإن البعد الإنساني كان حاضراً وبقوة، حيث كانت أبو ظبي في السنوات الماضية في طليعة الدول المقدمة للمساعدات الإنسانية الخارجية قياساً لدخلها القومي من دون أي تمييز وبعيداً من التسييس.

باختصار، لائحة إنجازات الإمارات خلال السنوات الخمسين الماضية طويلة جداً بالنسبة إلى دولة يافعة وحديثة مثلها، إذ لامست الفضاء ووصلت الى المريخ، واستضافت العديد من الفعاليات كالنسخة الاستثنائية الحالية من "إكسبو 2020 دبي". وعلى الرغم من هذا، فإن الإمارات في عيدها الخمسين تنظر خمسين عاماً إلى الأمام وفي هذا الإطار وضع قادتها خطة طموحة تهدف إلى الوصول للمزيد من الأهداف والإنجازات الأساسية في السنوات المقبلة، ولتكون جسراً متيناً يربط ما بين إنجازات الماضي وطموحات الحاضر وأحلام المستقبل.

يقول الشيخ محمد بن زايد إن الوطن غاية والمواطن هدف، وبالفعل فقد نجحت جهود قادة الإمارات في إصابة أهدافها والوصول الى غاياتها. فهذه الدولة التي كانت مشيخات وإمارات أصبحت اليوم وطناً جميلاً له هوية متميزة، وهي في طريقها لأن تكون غداً حضارة متقدمة تحكمها قاعدة ذهبية تعتمد على مبدأ "لا شيء مستحيل" الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد ومبدأ "لا تشلون هم" الذي أرساه الشيخ محمد بن زايد خلال أزمة "كوفيد-19".

عن "النهار" العربي


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية