الإمارات وأوروبا.. تعاون لترسيخ روح التعايش والتسامح

الإمارات وأوروبا.. تعاون لترسيخ روح التعايش والتسامح


03/11/2019

مريم بومديان

يتجلى مجال العلم والثقافة بوصفه أبرز الجسور المهمة التي أرساها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ قيام الاتحاد للتواصل مع أوروبا والانفتاح على العالم، وتبادل العلوم والخبرات في مجالات الإبداع والابتكار والثقافة والمتاحف والآثار والتربية، باعتباره مكوناً للحضارات ودافعاً إلى التقدم والتحضر، ونتيجة هذه السياسة أصبحت الإمارات منذ أربعة عقود حاضرة في مختلف الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وألمانيا، بوصفها أبرز فاعل عربي وشرقي، لا سيما في مجالات الفن والذكاء الاصطناعي وحماية التراث المُعرَّض للخطر في العالم، كما أقامت الإمارات مشاريع ثقافية وعلمية استثنائية تحمل بصمات عالمية وملامح من الحضارات السابقة حول العالم على الأراضي الإماراتية، في وصل متعمد بين الحضارات، وإعلان واضح لانطلاق حضارة جديدة من الشرق عنوانها ترسيخ روح التسامح والتعايش بين الحضارات، ومد جسور الحوار بين الثقافات والشعوب، ما يفتح طريق الإبداع أمام الشباب من خلال المشروعات الثقافية المشتركة التي تجمع الشعوب مع اختلاف ألسنتهم وثقافاتهم وتاريخهم وألوانهم ودياناتهم، تحت راية الإنسانية، وبهدف خلق جيل من الشباب الإماراتي «سفراء العلم والثقافة» مهمتهم المشاركة في حضارة الإمارات والتواصل بين شعوب العالم ومختلف الحضارات الإنسانية.

جسر متين

بلغ التواصل الثقافي والعلمي والانفتاح المتبادل بين باريس وأبوظبي مرتبة غير مسبوقة في تاريخ البلدين، منذ بداية العلاقات الثنائية منتصف سبعينيات القرن الماضي، عندما حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على إيفاد البعثات العملية والثقافية من أبناء الإمارات إلى باريس، وأثمرت هذه السياسة عن خلق جسر ثقافي وعلمي متين بين البلدين، وأعطت هذه السياسة ثمارها على مر أكثر من أربعة عقود، وأصبحت اللغة العربية تدرس في الكثير من المدارس الفرنسية بفضل البعثات الدبلوماسية والثقافية والعلمية الإماراتية المقيمة في باريس، وتقام احتفالية مهيبة في اليوم العالمي للغة العربية في فرنسا بمشاركة ودعم إماراتي يجسد واقعاً عملياً لحجم العلاقات ومدى تطورها، لا سيما في مجال الثقافة والفنون والعلوم، كما يقام في الإمارات عشرات المعارض، بالتعاون مع باريس، منها نحو 75 صالة ومعرضاً في دبي، إلى جانب بعثات التنقيب والبحث عن الآثار ورعايتها في الإمارات، وافتتاح متحف لوفر أبوظبي، الصرح الثقافي العملاق الذي يمثل تعانق الحضارتين الغربية والشرقية في مبنى واحد، وهو أول متحف عالمي في المنطقة والعالم العربي، كما تحتضن الإمارات فرعاً من جامعة «سوربون» العريقة، خدمة لشعوب المنطقة العربية بالكامل، لتمثل «منارة علمية وحضارية على أرض الشرق»، كما امتد الحرص الإماراتي الفرنسي في مجال حماية التراث والتاريخ والآثار لتأسيس صندوق دعم مشاريع حماية التراث (التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع) عام 2016، كما انضمت الإمارات بوصفها عضواً مراقباً للمنظمة الدولي للفرانكوفونية.

وفي عام 2018، قررت الحكومة الإماراتية إدراج تعليم اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية اعتباراً من العام الدراسي، وهو مقياس على تطور العلاقات الثنائية في المجال الثقافي، وحرص الإمارات وفرنسا على تعميق التبادل الثقافي والتواصل العلمي والحضاري، ونشر روح التسامح والتعايش بين الشعوب.

محطة مهمة

على صعيد متصل، حرصت الإمارات على مد جسور الثقافة والعلوم مع القوى الدولية المختلفة، وخاصة في أوروبا، وكانت برلين محطة مهمة لتمد الإمارات جسور التبادل الثقافي والعلمي معها، فتوافدت البعثات العلمية للطلاب الإماراتيين إلى برلين منذ السبعينيات، وتكلل مشوار توافد سفراء العلوم والثقافة الإماراتيين -الطلاب والمبتعثين- بخلق حالة تنوع علمي وثقافي داخل الإمارات، بدأت بمحطة مهمة في مايو عام 2006 بإنشاء معهد جوته في أبوظبي، وفي عام 2007 افتّتح مركز تعليم اللغات وخاصة الألمانية في دبي، ومنذ عام 2007 حتى اليوم أبرمت الجامعات الإماراتية والألمانية العديد من الاتفاقيات وبرامج التعاون المشترك، أهمها برنامج للمنح الدراسية الحكومية بين وزارة التربية والتعليم الإماراتية ونظيرتها في ألمانيا على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا.

كما يوجد في الإمارات ثلاث مدارس ألمانية دولية في أبوظبي ودبي والشارقة، وفي عام 2013 أبرمت اتفاقية بين مؤسسة التراث الثقافي الألمانية وإدارة متاحف الشارقة -تضم 16 متحفاً- ومعهد جوته للتعاون في مجال التراث والآثار، كما أبرمت هيئة السياحة والآثار بالفجيرة اتفاقية تعاون عام 2015 مع المعهد الألماني للآثار، وفي مارس الماضي بدأ التعاون الإماراتي الألماني في قطاع السينما بين المؤسسة الثقافية الإماراتية وأكاديمية السينما لودفيفسبورغ، وتعمل حكومتا الإمارات وألمانيا على التنسيق من أجل حضور ألمانيا ضيفاً في المعرض الدولي الـ31 للكتاب في أبوظبي في ربيع عام 2021، بعد سنوات عديدة من التعاون بين هيئة الثقافة والسياحة الإماراتية ومعرض فرانكفورت للكتاب.

عن "البيان" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية