الاضطهاد التركي للأكراد يمتد إلى المساجد... ما القصة؟

الاضطهاد التركي للأكراد يمتد إلى المساجد... ما القصة؟


17/08/2021

أعلنت وزارة السياحة التركية تغيير اسم مسجد يعود تاريخه إلى القرن الـ19 في جنوب وسط تركيا من "مسجد الأكراد" إلى "مسجد الأتراك" بحجة وجود مشروع لترميمه.

ويشهد الأكراد حالات عدة من الاضطهاد سواء داخل تركيا أو خارجها، وفي الداخل ممنوعون من استخدام لغتهم فضلاً عن حملات الاعتقالات.

وأفاد موقع "دوفار" الإخباري، بحسب ما أورده موقع "أحوال تركية"، أنّ "مسجد الأكراد"، الواقع في وسط إقليم كيليس، شيد في القرن الـ19 على يد مالك كردي محلي، وخضع المسجد للترميم في عام 2018 بناءً على أوامر المديرية العامة للمؤسسات التركية، مع ملصق اسم مُلحق بالهيكل المكتوب عليه "مسجد الأتراك" جنباً إلى جنب مع علامته الأصلية.

في نهاية المطاف، تم إسقاط التسمية الأصلية، وتحوّل المسجد إلى "مسجد الأتراك"، في خطوة قوبلت بالنقد في المنطقة، حيث يشكل الأكراد مجتمعاً كبيراً.

مكتب حاكم مقاطعة هاتاي - الذي كان كيليس جزءاً منه - سجل سابقاً أنّ الهيكل قد خضع لتغيير اسمه بعد أن فقد "شكله الأصلي" وخضع لـ "قدر كبير من الإصلاح".

 "مسجد الأكراد" الواقع في وسط إقليم كيليس، شيد في القرن الـ19 على يد مالك كردي محلي

ويرى النقاد أنّ إزالة الحكومة التركية الأسماء الكردية من الحدائق العامة والشوارع جزء من محاولة لتدمير هوية الأقلية العرقية.

وقد تمّت إزالة لافتات الشوارع ثنائية اللغة الكردية التركية في مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا واستبدالها بلافتات أحادية اللغة باللغة التركية من قبل الإدارات المحلية المعينة من قبل الحكومة قبل الانتخابات المحلية لعام 2019.

وتقول الكاتبة الكردية التركية نورجان بايسال في موقع "أحوال تركية": "بعد الفوز بمعظم البلديات في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية في الانتخابات المحلية لعام 2009، حفز حزب المجتمع الديمقراطي الموالي للأكراد ما أطلق عليه مفهوم "الحكم متعدد اللغات ومتعدد الثقافات" في المدن الكردية".

بالمقابل، تسعى حكومة الرئيس أردوغان لتدمير المجتمع القائم على تعدد الثقافات والأعراق، وتضيف بايسال: "في تموز (يوليو) 2015، بعد انهيار عملية السلام بين الدولة وحزب العمال الكردستاني، اندلعت الاشتباكات في المدن الكردية. وقد أعلنت الدولة حظر التجول العسكري في المدن الكردية، وتمّ تدمير ونهب كنيسة القديس كيراكوس الرسولية الأرمنية وبعض الكنائس الأخرى، والعديد من الأماكن التاريخية المهمة للأكراد والأرمن والآشوريين والكلدانيين خلال حظر التجول".

وفي 2016، أزيلت لافتات الشوارع الأرمنية في مدن مثل؛ إدرميت وفان وأكدامار حيث عاش الأرمن لمئات السنين، وتضيف الكاتبة: "كان الأمر ذاته في مسقط رأسي ديار بكر".

وقام المسؤولون بإزالة اللافتات الأرمنية والآشورية واستبدلوها بأعلام تركية، وقد تم فتح دعاوى قضائية ضد رئيس بلدية صور السابق عبد الله دميرباش بسبب استخدام لافتات الشوارع الأرمنية والآشورية".

وتمّ إغلاق جميع دورات اللغة الكردية والأرمنية، وإغلاق دور رعاية الأطفال متعددة اللغات التي فتحتها البلديات الكردية، وأغلقت وسائل الإعلام الكردية، وتمّت إزالة اللوحات الإعلانية والإشارات وأسماء الشوارع والآثار الكردية والأرمينية والآشورية.

وتقول الكاتبة: لقد فقدنا التعددية الثقافية، لقد فقدنا الأرمن والكلدانيين والآشوريين، لقد فقدنا إخواننا وأخواتنا مرة أخرى، أصبحنا فقراء مرة أخرى.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية