الانتخابات المقبلة تحدٍّ وجوديّ لأردوغان وحزبه

الانتخابات المقبلة تحدٍّ وجوديّ لأردوغان وحزبه


06/01/2022

أكّد الكاتب والمحلل التركي تونجاي مولويش أوغلو في مقال له في صحيفة جمهورييت أنّ الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية المقبلة تعدّ أهم انتخابات في تاريخ تركيا، حتى لو تم إعداد الصناديق في الوقت المحدد، فهناك 17 شهرًا فقط..

وأشار إلى أنّ القصر الرئاسي ينظر إلى هذه الانتخابات على أساس الوجود والعدم، والإدارة العليا لحزب العدالة والتنمية والكوادر التي عينتها في الدولة والمؤسسات وعالم الأعمال ووسائل الإعلام معنية أيضًا.

وقال إنّه بعبارة أخرى، فإن مجموعة صغيرة، تأكل ريع البقاء في السلطة لما يقرب من 20 عامًا، تبحث في الانتخابات القادمة من نقطة ما إذا كانت مصادر سلطتها وشهرتها وثروتها ستستمر، لأنّه عناصرها مدينون بثروتهم ومكانتهم ليس لمواهبهم ومعرفتهم، ولكن لوجود القصر، الذي يبايعون له دون قيد أو شرط. كما أن الحكومة تثق في ما يمكن أن يفعله هذا الفريق الصغير من أجل حماية مصالحه الفردية!

ولفت إلى أنّه مع اقتراب الانتخابات، حان الوقت للاستيقاظ من الجنة التي خلقت من خلال أن تكون في قلب الريع، وتوزيع الريع، والإثراء غير المشروع، والتطرف المستعر.. لهذا السبب، هناك جهد لتضليل قطاعات فقيرة كبيرة من ثرواتهم الشخصية باعتبارها المصالح العليا للبلاد.

وشدّد تونجاي مولويش أوغلو على أنّ من في السلطة يستخدمون البنى الطائفيّة المجتمعيّة التي انتشرت في شعيرات المؤيدين للصحافة والمجتمع، ومحادثاتهم المنزلية والعلاقات التي أقاموها من خلال المساعدة الاجتماعية كآلية تواصل بديلة ومباشرة..

كما شدّد على أنّه توثق الفساد بقدر ما تريد، وتلفت الانتباه إلى المظالم، وتشرح الجوع والبؤس الناجم عن سوء الإدارة.. ويمكنك أن تكتب وتقول ما تريد.. هذه الحقائق لا تصل إلى جزء من المجتمع.. شكل من أشكال الاتصال يتم إنشاؤه من خلال شبكات الدعم الاجتماعي، والاتصال المباشر، وهم ينحون بالحقيقة وينقلونها للناخبين الفقراء.

وقال إنّه لهذا السبب الناس متفاجئون. حزب العدالة والتنمية هو حزب ريعي. إنه ليس إلى جانب الفقراء، بل إلى جانب التطرف الهائج.. حسنًا، كيف حالهم في موقف حزب يضطهد الفقراء وينال أصواتهم..

وذكر بأنّ السر هو القوة التي تخلق الفقر، تديره بشبكات المساعدة الاجتماعية.. يؤدي الفقر المدقع إلى العوز الشديد.

وأشار إلى أنّ الكهرباء شهدت أكبر ارتفاع في التاريخ، وقال إنّه لن تتمكن من العثور على حكومة يمكنها القيام بهذا الارتفاع في أي بلد في العالم.

كما ذكر أنّ الغاز الطبيعي والبنزين وجميع المنتجات الاستهلاكية آخذة في الارتفاع.. وأثناء انتظار الشرائح الكبيرة الفقيرة للبحث عن بدائل والتخلص من الطاقة، يقول بعض الأشخاص الذين ما زالوا بحاجة إلى لقمة من السعادة والسلام في طابور خبز الناس، "لن نتنازل عن أردوغان"...

وعلل بأنّ السبب في استمرارهم في التصويت للحكومة، وهو سبب فقرهم وتعاستهم، هو الرغبة في البقاء على قيد الحياة، ويسميها العلماء بالعجز المكتسب.

ونوّه إلى أنّه نظرًا لأن السلطة السياسية لا تؤمن بالمساواة في الفرص والحرية والديمقراطية والقانون وحق جميع الناس في العيش بشكل إنساني، فإنهم لا يهتمون على الإطلاق بفرض الفقر على الغالبية العظمى والعيش في أبهة.

وأكّد تونجاي مولويش أوغلو في مقاله إلى أنّه يسعى المسؤولون الذين يتسمون بالضمير إلى بلد لا يحتاج فيه أحد إلى مساعدة اجتماعية.. إن الزيادة في عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الاجتماعية في بلد ما هي علامة على أن هذا البلد ينهار تدريجياً.

وقال إنّه على الرغم من الوباء، سارعت الحكومات المحلية التابعة لحزب الشعب الجمهوري إلى مساعدة الفقراء في أصعب الظروف. لقد أنقذ الخشب أو الفحم أو الغذاء أو المساعدات النقدية من احتكار حزب العدالة والتنمية. ومع ذلك، هناك نقص في المرحلة الثانية من الوصول إلى الفقراء. حزب العدالة والتنمية لا يغادر البيوت التي وصل إليها بـ "نموذج التنظيم الإخواني" الذي طبقه أربكان لفترة، بل يغيره سياسياً ويؤثر عليه و"يضمن" أصواته..

وانتقد الكاتب المعارضة التي لم تتمكن حتى الآن من تكوين لغة وعلاقة مع هذه الشرائح، بخلاف تقديم المساعدة. وقال إنّ الأزمة الاقتصادية عميقة لدرجة أن حزب العدالة والتنمية يذوب مثل الثلج في الشمس.. ومن المؤكد أن أردوغان سيخسر في الانتخابات الأولى. لذلك فإن العملية الانتخابية تهمني أكثر من الانتخابات.

وأضاف إنّ تركيا ستذهب إلى الانتخابات، في نهاية أي عملية، ويزداد القصر صرامة مع كل "كارثة" في صناديق الاقتراع.. من العمليات ضد بلديات حزب الشعب الجمهوري إلى غرامات حفنة من وسائل الإعلام الحرة.. الاستمرار في ترهيب القوى الديمقراطية من خلال إلقاء اللوم على المعارضين السياسيين للإرهاب..

وفي ختام مقاله قال تونجاي مولويش أوغلو إنّه لا يستطيع حتى ذكر البيان الذي أدلى به أردوغان مؤخراً. وقال إن كلماته القاسية ضد كمال كليجدار أوغلو تعيد إلى الأذهان السؤال "ماذا يمكنه أن يقول أكثر من ذلك؟" ومع ذلك، فإن الذعر في الحكومة الذي أراه سيكون مبررًا لأقوال واتهامات وعمليات غير قانونية واستخدام سلطة الدولة على المعارضة. وأضاف إنّ نتائج الانتخابات واضحة... القضية الأساسية ستكون حماية السلام الداخلي والطمأنينة في تركيا خلال عملية الانتخابات..

عن "أحوال" تركية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية