التحقيق مع "مفتي" أردوغان.. ما السبب؟

التحقيق مع "مفتي" أردوغان.. ما السبب؟


20/12/2018

أعلن وزير التعليم الهولندي، إنغريد فان إنجلسهوفن، أمس، بدء التحقيقات مع عميد الجامعة الإسلامية في روتردام بهولندا، أحمد أق كوندوز، الملقب بـ"مفتي أردوغان"، الذي أفتى بجواز قتل معارض أردوغان، وقال عبر قناة "عقد تي في" (Akit TV) التركية: "إن أعداء الدولة التركية (المعارضين من المتعاطفين مع الداعية فتح الله غولن وحركة الخدمة) يجب أن يحكم عليهم بالإعدام، حتى لو كانوا أصحاب التقوى وأولياء الله".

وزير التعليم الهولندي يعلن بدء التحقيق مع أحمد أق كوندوز بعدما أفتى بقتل معارضي أردوغان

 وهدد الوزير الهولندي، بسحب اعتماد الجامعة، التي يتولى رآستها أق كوندوز، إذا استدعى الأمر هذا، بحسب ما أوردت صحيفة "زمان" التركية في تقرير صحفي لها.

من جهتها، انتقدت رئيسة حزب الاشتراكيين الهولندي، ليليان ماريجنسن، التصريحات الباعثة على الدهشة والقلق، قائلة: "هذه التصريحات لا يمكن أن تصدر من شخص أكاديمي ولا هي حكم القرآن الكريم. فالشخص الذي يدافع عن قتل أناس أبرياء على شاشات التلفاز لا يمكن أن يكون مسؤولاً عن تطوير الفكر الانتقادي للطلبة".

بينما نوّه وزير التعليم السابق، جيت بوسميكر، بأن أق كوندوز شخصية مثيرة للمشاكل، واعتبر تصريحاته منافية للقيم والمبادئ الإنسانية المشتركة التي هي قيم هولندا أيضاً، وأضاف: "يتمتع عميد الجامعة بحرية أكاديمية كبيرة غير أنه تقع على عاتقه في الوقت ذاته مسؤولية كبيرة".

ماريجنسن: الشخص الذي يدافع عن قتل أبرياء لا يمكن أن يكون مسؤولاً عن تطوير الفكر للطلبة

واللافت أن أحمد أق كوندوز، الموالي للحكومة التركية والرئيس أردوغان، لا ينبس ببنت شفة حول الاعتقالات وعمليات الفصل والتشريد والنقل العشوائية التي طالت أكثر من 60 ألف شخص، وضمتّ حوالي 18 ألف امرأة، بينهن حوامل وحديثات الولادة، ونحو 713 طفلاً، بالإضافة إلى مصادرة ممتلكات أشخاص وشركات وإغلاق مؤسسات إعلامية، كل ذلك بشبهة المشاركة فيما يسمى الانقلاب الفاشل، "شرعاً أو قانوناً".

وليس هذا فحسب، بل سبق أن أدلى أق كوندوز بتصريحات مثيرة زعم فيها أنّ حجم أعمال الفساد ونهب المال العام التي تورط فيها أردوغان ورجاله لم يتجاوز 20%، ولم ير هذا الحجم من الفساد والسرقة مخالفاً للشريعة الإسلامية، نظراً لأن الحكومات السابقة كانت تسرق 80% من أموال الدولة –وفق تعبيره-، وذلك في محاولة للتستر على فضائح الفساد والرشوة التي طفت إلى السطح عام 2013 وتورط فيها أبناء وزراء الحكومة ونجل أردوغان، وفق صحيفة "زمان".

ويشير مراقبون إلى أن أحمد أق كوندوز كان قد تقدم مراراً لحركة الخدمة بطلبات مساعدة للإسهام معه في تأسيس جامعة روتردام الإسلامية في هولندا التي يرأسها، لكنه انقلب إلى أكبر عدو لها بعدما تعثرت إجراءات هذه المساعدات.

من الجدير بالذكر أنّ فتح الله غولن صرح مراراً وتكراراً بأنه لا صلة له بهذا الانقلاب، وطالب بلجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في ملابسات هذا الانقلاب، وأعلن عن استعداده لتسليم نفسه إلى العدالة إذا ثبت أنه ضالع في هذا الانقلاب بأي دور، إلا أن كل هذه الاقتراحات رفضتها حكومة أردوغان.

 

 

الصفحة الرئيسية