التطرف يخترق صفوف الجيش الفرنسي.. تقرير

التطرف يخترق صفوف الجيش الفرنسي.. تقرير


19/12/2019

قال مركز تحليل الإرهاب: إنّ عشرات العسكريين الفرنسيين بعضهم عناصر في قوات النخبة في الجيش، التحقوا عام 2012 بصفوف منظمات جهادية، واضعين تحت تصرفها خبراتهم القتالية وما يتقنونه من تكتيكات حربية.

ويوثّق المركز في تقريره المسار الذي اتّبعه ثلاثة وعشرون من هؤلاء العسكريين الذين قرروا بغالبيتهم التوجّه إلى المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، وأيضاً إلى أفغانستان.

وبحسب التقرير، الذي سيُنشر نهاية الأسبوع؛ فإنّ الجيش يشكّل بالنسبة إلى هذه الجماعات الإرهابية "هدفاً إستراتيجياً للتجنيد"، وفق ما نقلت "فرانس 24".

إلا أنّ التقرير يؤكّد أنّ "التطرف الإسلامي يبقى هامشياً في الجيوش"، مشيراً إلى أنّ السلطات تراقب العسكريين المتطرفين، أو الذين يمكن أن يكون لديهم ميل للتطرف، وأنّه تمّ تشديد القوانين الفرنسية للسماح بإجراء تحقيقات إدارية بحقّ العسكريين.

ولم يصدر عن وزارة الجيوش الفرنسية تعليق على تقرير مركز تحليل الإرهاب الذي نشرت صحيفة "لوفيغارو" مضمونه.

وهناك جنود كانوا قد حسموا أمرهم حتى قبل الالتحاق بالجيش، على غرار بوريس. ف، المتحدّر من منطقة شارانت في غرب فرنسا، والمعروف بـ "يونس الفارّ"، أو "أبو وليد الفرنسي"، وكان قد التحق بالجيش بعمر 18 عاماً "بهدف اكتساب معلومات في المجال العسكري" والالتحاق بالجهاديين في وقت لاحق.

معرفتهم وشغفهم بالأسلحة ودرايتهم العسكرية أمور سهّلت صعودهم داخل الجماعات الإرهابية مختلفة

وبعد أن انضمّ إلى مغاوير المظليين "لم يحتمل الأجواء السائدة"، ليلتحق بعدها بتنظيم داعش. وقد قتل عام 2006، قرب حلب في شمال سوريا، أما مهدي فقد اتّبع مساراً مختلفاً، وقد زادت ميوله للتطرف، وهو في صفوف الجيش، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء.

ويشير التقرير إلى أنّه "تساءل عن مدى الانسجام الديني والأخلاقي مع مهمة عسكرية في أفغانستان" رفض المشاركة فيها بعدما تمّ استدعاؤه، عام 2008، وذلك كي لا يضطر لقتل "إخوة" له في الدين.

وقد أطلق عليه رفاقه تسمية "الإرهابي"، وبعد تسريحه من الجيش انتهى به الأمر بالتوجّه إلى أفغانستان، وبعد توقيفه في باكستان تمّ ترحيله إلى فرنسا، وحكم عليه بالحبس خمسة أعوام.

ويؤكّد التقرير؛ أنّ "معرفتهم وشغفهم بالأسلحة ودرايتهم العسكرية أمور سهّلت صعودهم داخل جماعات إرهابية مختلفة".

وأضاف: "تمكّن عدد من العسكريين السابقين مستفيدين من تدريبهم العسكري في الجيش الفرنسي ومعرفتهم بالمواقع وخبرتهم الميدانية في قلب منظمات جهادية، من التخطيط لاعتداءات في فرنسا".

وبين هؤلاء؛ عبد الإله حمش، وهو فرنسي من أصول مغربية متحدّر من مدينة لونيل في جنوب فرنسا، وقد أمضى عامين في الفيلق الأجنبي، وشارك في عدد من العمليات العسكرية في الخارج، نال إثرها وسامين، وبعدما تحوّل إلى الاتجار بالمخدرات وتوجّه إلى سوريا.

ويشير التقرير؛ إلى أنّه "بعدما التحق بمسرح العمليات، عام 2014، شكّل لواء خاصاً به، ومعسكره التدريبي الخاص قرب دير الزور في سوريا".

وقد ضمّ اللواء فرنسيين، بينهم ثلاثة من أعضاء خلية، نفّذت اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 في باريس، وتولّى "دوراً مهماً في قنوات استقدام جهاديين أوروبيين"، وقد أتاح له ذلك "الاضطلاع بعدد من المهام الرئيسة".

وهناك عدد آخر ممن لم يغادروا البلاد، وسعوا للتحرّك على أراضيها، على غرار ألان فويورا، وهو عسكري سابق، يبلغ من العمر 34 عاماً، لم يتمكّن من التوجّه إلى المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، فخطط لاعتداء على منشأة عسكرية في إيفرو، غرب فرنسا، لكنّه اعتقل قبل تنفيذ مخطّطه، ولدى توقيفه كان يرتدي زياً عسكرياً يحمل شعارات تنظيم داعش الإرهابي.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية