الحداد يعمّ الأراضي الفلسطينية وغزة

الحداد يعمّ الأراضي الفلسطينية وغزة


15/05/2018

عمّ إضراب شامل، اليوم الثلاثاء، المحافظات والمدن الفلسطينية، حداداً على أرواح شهداء قطاع غزة، الذين ارتقوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرات العودة السلمية، التي انطلقت أمس، في الذكرى الـ 70 للنكبة، ورفضاً لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

عمّ الإضراب الشامل المحافظات والمدن الفلسطينية حداداً على أرواح شهداء قطاع غزة الذين استشهدوا خلال مسيرات العودة السلمية

وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة التجارية والتعليمية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها، وكذلك المصارف، التزاماً بالحداد الوطني، الذي أعلنته الحكومة الفلسطينية في رام الله، لمدة ثلاثة أيام.
إلى ذلك قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي تظاهرات خرجت في مدينة القدس، وفي الخليل، وفي عدد من المدن الفلسطينية تضامناً مع ضحايا مجزرة غزة، وشنّت فجر اليوم، حملة اعتقالات واسعة طالت 19 مواطناً من أنحاء الضفة الغربية.
ففي نابلس اعتقل جيش الاحتلال الأسير المحرر علاء الشولي، والأسير المحرر أحمد حمادنة، والأسير المحرر محمود عصيدة "أبو السكر"، والأسير المحرر محمد نصوح اشتية، والأسير المحرر أبي حمادنة.
وداهمت قوات الاحتلال مناطق مختلفة من بيت لحم، واعتقلت كلّاً من: الأسير المحرر علاء محمد طقاطقة، رامي ثوابتة، علي أبو سرور، ومعتصم أبو سرور، المُسعف صقر سميح جبريل.
وفي الخليل اعتقل الجنود الشاب يزيد يوسف عوض.

لم تبقَ مواقع التواصل الاجتماعي بمنأى عن الحدث، لتسجل هاشتاغات: "القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، و"القدس"، و"Gaza"، و"Palestinians"، و"Israel"، ترندات عالمية بمئات الملايين من التعليقات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني في غزة، وفي الضفة الغربية.

ردود الأفعال العالمية حول مجزرة غزة
دان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعمال العنف التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحقّ المتظاهرين الفلسطينيين في غزة، وذلك خلال محادثتين عبر الهاتف أجراهما، مساء الإثنين، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بحسب بيان أصدره الإليزيه.

قوات الاحتلال قمعت تظاهرات خرجت تضامناً مع ضحايا مجزرة غزة وشنّت حملات اعتقالات واسعة طالت 19 مواطناً في فلسطين

وأكّد ماكرون رفض فرنسا قرار الولايات المتحدة فتح سفارة في القدس، مشدّداً على أنّ وضع المدينة "لا يمكن تحديده إلّا بين طرفَي (النزاع)، ضمن إطار يتم التفاوض بشأنه تحت رعاية المجتمع الدولي".
ودعت بدورها بريطانيا إسرائيل إلى ضبط النفس، بعدما قتلت القوات الإسرائيلية عشرات المحتجين الفلسطينيين على الحدود مع قطاع غزة، أمس الإثنين.
وقال وزير شؤون الشرق الأوسط "أليستر بيرت": "إنّ إطلاق (إسرائيل) الذخيرة الحية بكثافة على المحتجين الفلسطينيين مقلق للغاية، وما نزال ندعو إسرائيل إلى التحلي بضبط النفس".

وقررت جنوب إفريقيا أمس استدعاء سفيرها لدى إسرائيل، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية في بيان.

وقالت الوزارة: "بسبب الطابع الخطير والأعمى للهجوم الإسرائيلي الأخير، قررت حكومة جنوب إفريقيا استدعاء سفيرها، سيسا غومباني، في شكل فوري".
وفي نيويورك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الحاد في أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وارتفاع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا أو جرحوا في احتجاجات غزة.

ودعا غوتيريش إلى ضرورة احتواء الأوضاع، مطالباً قوات الاحتلال الإسرائيلية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام الذخيرة الحية.
وفي السياق نفسه، حثّت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إسرائيل، على وضع حدّ فوري للاستخدام غير المتناسب للقوة ضدّ المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومن جهته، دان المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، القتل الصادم للعشرات وجرح المئات بنيران إسرائيلية.

عربياً؛ دانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدّة التصعيد الإسرائيلي الذي يشهده قطاع غزة، والذي أدّى إلى سقوط العشرات.

وعبّرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان أصدرته اليوم، إدانتها واستنكارها الشديدين لاستخدام الاحتلال القوة المفرطة ضدّ الفلسطينيين العزل، الذين يمارسون حقّهم في التظاهر والمطالبة بحقوق مشروعة، محذراً من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير.
وشدّد البيان على رفض الإمارات القاطع لاستخدام القوة في مواجهة المسيرات السلمية، التي انطلقت في الذكرى الـ 70 للنكبة مطالبة بحقوق عادلة.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق.
وفي الرياض، دانت المملكة السعودية بشدة إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على "المدنيين" في قطاع غزة.
وعبّر مصدر مسؤول في الخارجية السعودية، عن "إدانة المملكة العربية السعودية الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى".
إلى ذلك، أعلنت البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة، أمس، أنها دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن صباح الثلاثاء حول الوضع في الشرق الأوسط، بعد مقتل عشرات الفلسطينيين بأيدي جنود إسرائيليين.

هاشتاغات "القدس عاصمه فلسطين الأبدية" و"القدس" و "Gaza" و "Palestinians" و"Israel" تحقق ترندات عالمية بمئات الملايين من التعليقات المتضامنة مع فلسطين

وفي الأردن؛ أكّد الملك عبد الله الثاني إدانته للاعتداءات السافرة والعنف الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .
وطالب الملك الأردني، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته، الأخلاقية والقانونية، لحماية الشعب الفلسطيني، محذراً من تداعيات نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وأعلن وزير الصحة والسكان المصري، أحمد عماد الدين راضي، رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء إلى الدرجة القصوى، وذلك تمهيداً لاستقبال الحالات الخطرة والحرجة من المصابين، الذين وقعوا في المظاهرات السلمية في قطاع غزة، وذلك بناء على توجيهات من القيادة السياسية.
وأضاف راضي في بيان صحافي له، أمس، أنه تمّ التأكد من توافر كافة الأطقم الطبية في كافة التخصصات الطبية اللازمة للتدخلات الجراحية للمصابين الفلسطينيين في مستشفيات سيناء، مشيراً إلى انعقاد غرفة الأزمات والطوارئ بمقر وزارة الصحة لمتابعة استقبال حالات المصابين، وتذليل أية عقبات قد تواجه علاجهم بالشكل الأمثل.

أما في إسرائيل؛ فقد شهد الكنيست معارضة كبيرة لممارسات قوات الاحتلال في غزة والضفة الغربية؛ حيث طرد أمن الكنيست الإسرائيلي، نواب القائمة العربية المشتركة في الكنيست، بعد رفعهم صوراً كتب عليها "القدس عاصمة فلسطين".

وتزامن ذلك مع كلمة لنائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، أمام الكنيست الإسرائيلي.
وأعلنت الولايات المتحدة، أمس، منعها تبنّي بيان لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في الأحداث الدموية في قطاع غزة، وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية.
ويُندّد مشروع البيان، بحسب وكالة فرانس برس، أيضاً بإطلاق النار الذي تسبّب بمقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين.

وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، إلى 59 شهيداً، فيما أصيب 2800 مواطن على الأقل، إثر الهجوم الإسرائيلي بالرصاص الحي على المتظاهرين السلميين الذي خرجوا للمطالبة بعودتهم إلى ديار أجدادهم الذين هجروا منها قسراً قبل 70 عاماً، ومن المحتمل أن يرتفع أعداد الشهداء.

ولا يعترف المجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلية على القدس، ومن المفترض أن يتم بحث الوضع النهائي للقدس في المراحل الأخيرة من محادثات السلام، وفق اتفاقية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية، عام 1993.
وتحتل إسرائيل القدس الشرقية، منذ حرب عام 1967، وقد استولت عليها تماماً على الرغم من عدم وجود أيّ اعتراف دولي بذلك.

وأقامت إسرائيل، منذ ذلك الحين، عشرات المستوطنات فيها، إذ سكنها نحو 20 ألف يهودي، وتعد هذه المستوطنات غير شرعية، وفق القانون الدولي، رغم أنّ إسرائيل تعارض ذلك.

وقد جاء إعلان ترامب، العام الماضي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لينهي عقوداً من الحياد الأمريكي بشأن هذه القضية، واضعاً الولايات المتحدة في خلاف مع معظم المجتمع الدولي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية