"الدولفين الجاسوس": سلاح إسرائيلي جديد لاختراق سواحل غزة

"الدولفين الجاسوس": سلاح إسرائيلي جديد لاختراق سواحل غزة


كاتب ومترجم فلسطيني‎
17/02/2022

تعمل إسرائيل وفق منظومة أمنية إلكترونية على مراقبة قطاع غزة تستخدم فيها العديد من الوسائل الحديثة، حيث تنشر على حدود القطاع مناطيد مراقبة مزودة بأحدث أجهزة المراقبة، وتزرع على طول الحدود أجهزة استشعار لمنع أيّة محاولة تهريب عبر السياج الإلكتروني، كما تقوم بمراقبة قطاع غزة عبر طائرات "درون" المزودة بأجهزة مراقبة، إلى جانب استخدام عدة أساليب لمنع محاولات التهريب البحري قبالة سواحل قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: لماذا تخشى إسرائيل من تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية؟

ونشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، شريطاً مصوراً سجلته وحدة الضفادع البحرية التابعة لها، زعمت من خلاله أنّ إسرائيل تستخدم الدلافين البحرية للقيام بمهام تجسس قتالية قبالة شواطئ قطاع غزة، ومراقبة واستهداف عناصرها أثناء التدريب البحري.

دولفين قاتل

وقالت الكتائب إنّ عناصرها تمكنوا من الإمساك بدولفين استخدمته إسرائيل في مطاردة عناصر البحرية داخل أعماق البحر، مشيرةً إلى أنّه تم استخراج أجهزة كانت مثبتة على الدولفين، أعدت للاستخدام في اغتيال عناصر البحرية من الكتائب، ووفق بيان القسام فإنّ الدولفين الذي استخدمته إسرائيل، وجِدت عليه أسياخ وسهام صغيرة كان يحملها، وتستطيع قتل أيّ إنسان يبحر إلى عمق معين تحت الماء أو إصابته بجروح خطيرة.

الخبير العسكري والأمني د. محمود العجرمي: كتائب القسام تخوض حرباً صامتة مع إسرائيل

ووجهت دول إقليمية سابقاً اتهامات لإسرائيل بإرسال كائنات بحرية لأغراض تجسّسية، حيث اتهمت مصر إسرائيل بإرسال قرش قاتل عام 2010 إلى سواحل شرم الشيخ لتقويض السياحة المصرية، كما اتهمت إسرائيل بإرسال أسماك قرش معدلة وراثياً إلى المياه المصرية لمهاجمة السبّاحين، إضافة إلى اتهامات وجهتها إيران لإسرائيل بإرسالها سحالي باحثة عن الإشعاع إلى إيران للعثور على مناجم اليورانيوم، إلى جانب استخدام إسرائيل طيوراً مختلفة لأغراض تجسس في بلدان الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً: لماذا يحذّر إسرائيليون من تنامي العلاقات مع الصين؟

صحيفة "إيديعوت أحرونوت" العبرية، كشفت النقاب عن استخدام إسرائيل مؤخراً دلافين بحرية، تحمل أجهزة مراقبة وسهام تطلق من خلال أجهزة تتبع مثبتة عليها، بإمكانها استهداف أجسام معادية داخل عمق البحر وإصابتها بشكل مباشر ودقيق. 

حماس تعزّز قدراتها

وأضافت الصحيفة أنّ حماس تواصل تقوية قدراتها العسكرية من خلال الوحدات البحرية، فوحدة الكوماندوز البحري التابعة لحماس، تواصل التطوير والعمل من خلال مواصلة المئات من أفرادها لتدريباتهم البحرية على مدار الساعة في شواطئ قطاع غزة، ليكونوا قادرين على الغوص تحت المياه مسافات طويلة تقدر بعدة كيلومترات.

أما صحيفة "هآرتس" العبرية فقالت: "هناك أكثر من واقعة تثبت استعانة إسرائيل بالحيوانات لأغراض مختلفة، حيث تم الكشف قبل أعوام عن زرع إسرائيل كاميرات مراقبة على ظهر كلاب مدربة، تجوب بشكل مستمر الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتم استخدامها خلال عمليات الاجتياح في قطاع غزة.

حرب صامتة

في سياق ذلك، أكّد الخبير في الشأن العسكري والأمني، الدكتور محمود العجرمي؛ أنّ "كتائب القسام تخوض حرباً صامتة مع إسرائيل، سواء بالسايبر أو بسلاح الأنفاق، ومؤخراً نشاط الضفادع البشرية، الذي يشكل هاجساً للقيادة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، نتيجة الخبرات والإمكانيات التي يتمتع بها عناصر هذه الوحدة، إلى جانب امتلاكهم بنك أهداف بحرياً خاصاً بإسرائيل".

الدلفين ذكي واجتماعي ويتميز بخاصية الحبّ للبشر واللعب معهم، سواء في أعماق البحر أو على سطح الماء، وانطلاقاً من ذلك، عملت إسرائيل على استخدامها في أغراض عسكرية

وأوضح العجرمي، لـ "حفريات"؛ أنّ "إسرائيل حريصة على جمع معلومات كافية عن طبيعة عمل وتدريبات نشاط الضفادع البشرية التابعة لحماس؛ حيث تستخدم سائر الوسائل والإمكانيات لتحقيق ذلك، وهذا ما تمّ كشفه مؤخراً من استخدام إسرائيل للدلافين البحرية لاختراق نشاط عناصر حماس في أعماق بحر غزة".

وأشار إلى أنّ "إسرائيل تعرضت للعديد من الاختراقات الأمنية البحرية من قبل عناصر القسام، وذلك من خلال اختراق حسابات جنود يعملون في سلاح البحرية الإسرائيلية، إلى جانب الحصول على معلومات تخصّ مواقع بحرية، وهذا ما شاهدناه من وصول عناصر القسام، خلال حرب صيف 2014، إلى قاعدة زيكيم البحرية الإسرائيلية والاشتباك مع الجنود داخلها".

تمتلك معدات إمكانيات

 ولفت إلى أنّ "إسرائيل لديها معلومات عن امتلاك وحدة الضفادع البشرية التابعة لحماس معدات قتالية تشكّل خطراً على منشآت بحرية تابعة لها، ومن هذه المعدات غواصات صغيرة الحجم غير مأهولة تحمل متفجرات، وبالإمكان التحكم بها عن بعد وإرسالها لتنفيذ هجمات في عمق البحر، وهذه الغواصات تم تطويرها على يد العالم التونسي، محمد الزواري، الذي اغتيل قبل أعوام من قبل الموساد الإسرائيلي في تونس، بتهمة تطويرات قدرات حماس العسكرية".

اقرأ أيضاً: محللون لـ"حفريات": إسرائيل تواصل مسلسل التطهير العرقي في النقب

وبسؤاله عمّا إذا كانت محاولات إسرائيل في إرسال دلافين محمّلة بأسلحة قاتلة، ستشكّل عائقاً أمام تطور قدرات وحدة الضفادع البشرية، أجاب بأنّ "القسام، الذي يخوض معركة صراع الأدمغة، قادر على تجاوز التحديات والمعيقات كافة التي تضعها إسرائيل، فكلّما حاولت إسرائيل إحداث اختراق في المقاومة سرعان ما يتم كشف المحاولات، لذلك جميع محاولات إسرائيل لن تعيق استمرار تطور نشاط وحدة الضفادع البشرية".

توازن ردع

بدوره، بيّن الكاتب والمختصّ في الشأن الإسرائيلي، عليّان الهندي؛ أنّ المقاومة في غزة، وعلى رأسها القسام، تمتلك توازن ردع حقيقياً بطرق وأساليب مفتوحة مع إسرائيل، فعلى صعيد العمل البري وجدت إسرائيل صعوبة في التعامل مع غزة، إضافة إلى تعرض مقاتلات جوية لمحاولات إطلاق صواريخ مضادة عليها، إلى جانب البحر الذي يشكّل مؤخراً صعوبة لإسرائيل، نظراً لصعوبة تتبع نشاط عناصر المقاومة داخل البحر".

المختص في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي: استخدام إسرائيل دلافين للتجسس على نشاط الضفادع البشرية نابع من مدى غضب إسرائيل وسخطها على هذه الوحدة

وأشار الهندي، لـ "حفريات"، إلى أنّ "استخدام إسرائيل دلافين للتجسس على نشاط الضفادع البشرية نابع من مدى غضب إسرائيل وسخطها على هذه الوحدة التي شكلها جناح حماس العسكري مؤخراً، خاصة بعد أن نجح أفراد من هذه الوحدة في التسلّل بحراً إلى قاعدة عسكرية بحرية على سواحل إسرائيل المحاذية لقطاع غزة".

وأوضح أنّ "الدلفين ذكي واجتماعي ويتميز بخاصية الحبّ للبشر واللعب معهم، سواء في أعماق البحر أو على سطح الماء، وانطلاقاً من قرب الدلافين للبشر، عملت إسرائيل على استغلال هذه النوعية، لاستخدامها في أغراض عسكرية داخل أعماق البحر، وبالتحديد اختراق عناصر المقاومة في بحر غزة".

إسرائيل قلقة

ولفت إلى أنّ "إسرائيل تخشى تعاظم قدرات حماس البحرية، نظراً لوجود مواقع إسرائيلية حساسة داخل البحر، ومن أبرزها حقول الغاز القريبة من سواحل غزة؛ لذلك إسرائيل قلقة من استهداف وحدات حماس البحرية لهذه المواقع، بفضل الإمكانيات التي يمتلكها أفراد الوحدة وقدراتهم على الغوص في أعماق البحر".

اقرأ أيضاً: منصور عباس: زعيم سياسي ذو دهاء أم خادم لإسرائيل؟

وشيّدت إسرائيل، عام 2019، عائقاً مائياً قرب حدودها مع غزة، مزوداً بأجهزة استشعار متقدمة لكشف تحركات مقاتلي حماس، ويتكوّن العائق من ثلاث طبقات: الأولى كتل صخرية تحت سطح البحر لمنع أيّ اختراق، والثانية جدار إسمنتي مزود بأجهزة الكشف عن زلازل ومعدات تقنية أخرى، والطبقة الأخيرة عبارة عن أسلاك شائكة ذكية فيها أجهزة كشف التحركات البشرية قرب المكان.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية