الرئيس الإيراني الجديد يتولى منصبه وسط توترات مع الغرب.. ما هي خطته؟

الرئيس الإيراني الجديد يتولى منصبه وسط توترات مع الغرب.. ما هي خطته؟


04/08/2021

ربما كان المشهد مثالياً، رئيس جديد يتولى إدارة البلاد التي تخوض صراعات إقليمية عدة إضافة إلى حوار غير مباشر على ملف حيوي يعني إنجازه إحياء الآمال في حلحلة أزمة الاقتصاد، وأمّا فشله، فيعني زيادة في التعقيد، وخيارات ليست كبيرة أمام القادم الجديد، لكنه يحتاج إلى مشهد دراماتيكي ترتفع فيه حدة الغضب نحو دولته، وكلما زاد منسوبه زاد في المقابل التعظيم في قدراتها، ومن ثم فإنّ الاتجاه بعده إلى التهدئة والنزول بمنحنى التصعيد لن يعني انحناءً وإنما قدرة على المراوغة، هكذا تولى الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي مهام منصبه أمس.

جاء تنصيب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران، في الوقت الذي تتهم فيه دول غربية عدة فاعلة في الحوار حول الملف النووي، بلاده باستهداف حاملة نفط تديرها شركة إسرائيلية في بحر العرب الخميس الماضي، وتتوعد فيه تلك الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، برد جماعي.

 لم توضح الولايات المتحدة شكل الرد المتوقع على إيران، في وقت يمرّ فيه الاتفاق النووي بمرحلة حرجة

وكانت إيران قد نفت علاقتها بتلك العملية التي يُرجح تنفيذها بطائرة مسيّرة، أسفرت عن مقتل اثنين من طاقم السفينة، غير أنّ ذلك النفي لا يعني عدم وقوف إيران خلفها، فقد قالت واشنطن إنّ التحقيقات الأولية رجحت تورط إيران، وقالت قناة "العالم" الإيرانية إنّ الهجوم "جاء رداً على هجوم شنته إسرائيل الأسبوع الماضي على قاعدة الضبعة العسكرية الجوية في منطقة القصير بحمص" في سوريا، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز".

إقرأ أيضاً: أبرز 4 مُحددات تتحكم في مستقبل العلاقات الإيرانية الباكستانية

ولم تعلن الولايات المتحدة عن شكل الرد المتوقع على إيران، في وقت يمرّ فيه الاتفاق النووي بمرحلة حرجة من التصعيد، في محاولة كل طرف الحصول على أكبر مكاسب ممكنة، وخلق أجواء تؤهله للتفاوض، فإيران من جهتها تحتاج إلى اتفاق يصوره الرئيس الجديد على أنّه نصر لحكومته، بينما الولايات المتحدة والقوى الغربية ترغب في ضمان تقويض قدرة إيران على التدخلات في المنطقة، وفتح حوارات حول ملفات إقليمية عدة.

أمّا إسرائيل التي كانت أكثر المناهضين للاتفاق النووي، فتحاول استغلال الحادثة الأخيرة لدفع الولايات المتحدة للانسحاب من المفاوضات غير المباشرة، والتي كادت من قبل أن تصل إلى اتفاق، قبل أن تطرح الولايات المتحدة شرطاً جديداً يتيح لها الحوار مع إيران في أمور مستقبلية، في إشارة إلى الملفات الإقليمية.

 الرئيس الإيراني الجديد: نحن نسعى لرفع الحظر الجائر لكننا لن نربط ظروف حياة الأمّة بإرادة الأجانب

من جانبه، قال الرئيس الإيراني الجديد إنّه سيعمل على رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده، لكنه شدّد على أنّ تحسين الظروف الاقتصادية للبلاد لن يكون رهن "إرادة الأجانب".

وأضاف بعد تنصيبه: "نحن نسعى بالطبع إلى رفع الحظر (العقوبات) الجائر، لكننا لن نربط ظروف حياة الأمّة بإرادة الأجانب"، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز".

وشدّد على أنّه سيسعى لتحسين الاقتصاد الذي قوضته العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد منذ 2018، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران في 2015 مع 6 قوى عالمية.

مستقبل الاتفاق

رغم محاولات الرئيس الإيراني الجديد التقليل من محورية الاتفاق النووي وسريانه في خطته، وإشارته إلى محاور أخرى، إلا أنّ الواقع يؤكد حرصه الشديد على نجاح تلك المفاوضات، خصوصاً في ظل أزمات داخلية متراكمة، تحتاج إلى انفراجة اقتصادية برفع العقوبات الأمريكية.

وتبقى مفاوضات فيينا أول اختبار للرئيس الجديد المحسوب على التيار المتشدد في طهران، والذي لطالما انتقد الرئيس السابق واتهمه بالتساهل.

من جانبه، استبعد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، الذي أبرم الاتفاق مع القوى الغربية في العام 2015، أن يتمكن خليفته من النجاح في اتفاق فيينا.

 مفاوضات فيينا أول اختبار للرئيس الجديد المحسوب على التيار المتشدد الذي لطالما انتقد سلفه واتهمه بالتساهل

وقال روحاني، بحسب ما أورده موقع العين: إنّ الدول الغربية لن تتوصل إلى اتفاق مع الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي حول الملف النووي.

وأضاف روحاني: "البرلمان الإيراني بقانونه الذي شرّعه أواخر العام الماضي عرقل توصل حكومتي إلى اتفاق مع مجموعة 4+1 في فيينا".

إقرأ أيضاً: طهران ولعبة حافة الهاوية.. كيف يدير خامنئي ملف الاتفاق النووي؟

وأوضح روحاني في آخر مقابلة تلفزيونية له أنه "مع بقاء البرلمان الحالي ستفشل المفاوضات النووية في فيينا، ولن تتمكن الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة إبراهيم رئيسي من التوصل إلى اتفاق يعيد العمل بالاتفاق النووي".

وأشار إلى أنّ "واحدة من المشاكل التي وضعها البرلمان في قانونه هي المطالبة برفع العقوبات المتعلقة بالقضايا النووية وحقوق الإنسان والصواريخ، وهذا لا يمكن تحقيقه الآن مع القوى الغربية".

واعتبر روحاني أنّ إبرامه الاتفاق النووي عام 2015 جاء بعد قرار من قبل مجموعة الدول الغربية بالذهاب إلى حرب مع إيران، قائلاً: "وصولي إلى السلطة والقبول بالمفاوضات أزاح خيار الحرب".

وأشار روحاني إلى أنّ الفساد مستشرٍ في مؤسسات الدولة الإيرانية قبل وصوله إلى السلطة عام 2013، وسوف يستمر هذا الفساد.

الصفحة الرئيسية