الساعات الأخيرة في حكم البشير.. تقرير صحفي

الساعات الأخيرة في حكم البشير.. تقرير صحفي


04/07/2019

كشف تقرير لوكالة "رويترز" الإخبارية، تفاصيل عزل الرئيس السوداني، عمر البشير، من الحكم، في نيسان (أبريل) الماضي، مستندة على شهادات ومقابلات أجرتها الوكالة مع عدة شخصيات مقربة منه.

وورد في التقرير؛ أنّه في مساء العاشر من نيسان (أبريل) الماضي، زار صلاح قوش، رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني، الرئيس عمر حسن البشير، في قصره، لطمأنته بأنّ الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالديمقراطية، وإنهاء الأزمة الاقتصادية، التي دخلت شهرها الرابع، لا تشكّل خطراً على حكم الرئيس.

مدير المخابرات السوداني طمأن البشير قبل ساعات من الانقلاب بأنّ المظاهرات ستنتهي أو سيتمّ سحقها

وقالت أربعة مصادر، حضر أحدها ذلك اللقاء: إنّ "قوش أبلغ الرئيس بأنّ اعتصام المحتجين خارج مقر وزارة الدفاع، القريب من القصر سيتم احتواؤه أو سحقه".

ودخل البشير فراشه لينام مرتاح البال، وعندما استيقظ، بعد أربع ساعات، كان حراس القصر قد اختفوا، وحلّ محلّهم جنود من الجيش النظامي، وأدرك عندها أنّ قوش خانه، وانتهى حكمه الذي استمر 30 عاماً.

وقال أحد أفراد الدائرة المقربة من البشير، أنه كان عدد قليل لا يتجاوز عدد اصابع اليد ممن تحدثوا مع البشير في تلك الساعات الأخيرة قبل ذهابة لأداء الصلاة.

وأبلغه ضباط من الجيش كانوا في انتظاره عندما أتم صلاته؛ بأنّ اللجنة الأمنية العليا، المؤلّفة من وزير الدفاع وقادة الجيش والمخابرات والشرطة، قررت عزله بعد أن خلصت إلى أنه فقد السيطرة على البلاد.

وتم نقل البشير إلى سجن كوبر بالخرطوم، الذي سبق أن زجّ فيه بالآلاف من خصومه السياسيين، خلال فترة حكمه، وما يزال فيه حتى الآن.

بسلاسة لافتة للنظر، تحقق الانقلاب على رجل تغلب على حركات تمرد ومحاولات انقلاب وبقي رئيساً رغم العقوبات الأمريكية، وتفادي القبض عليه بأمر من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية، وجرائم حرب في إقليم دارفور.

وقد أجرت "رويترز" مقابلات مع أكثر من عشرة مصادر مطلعة اطلاعاً مباشراً على الأحداث التي أدّت إلى الانقلاب، كان من بينهم وزير سابق وعضو في الدائرة المقربة من البشير، وأحد مدبري الانقلاب، لرسم صورة لكيفية فقدان البشير قبضته على السلطة في نهاية الأمر.

وروت المصادر كيف أنّ قوش، رئيس جهاز الأمن والمخابرات، اتصل بمسجونين سياسيين وجماعات معارضة سعياً للحصول على تأييدهم في الأسابيع التي سبقت عزل البشير.

 

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية