السعودية: اكتشاف ممرات جنائزية عمرها 4500 عام.. ما أهميتها؟

السعودية: اكتشاف ممرات جنائزية عمرها 4500 عام.. ما أهميتها؟


17/01/2022

كشفت الهيئة الملكية لمحافظة العلا السعودية، بالشراكة مع علماء من جامعة غرب أستراليا، أنّ السكان الذين عاشوا في شمال غرب شبه الجزيرة العربية القديمة قاموا ببناء "ممرات جنائزية'' طويلة.

ويأتي هذا الاستنتاج بعد تمكن العلماء من اكتشاف شبكة طرق سريعة في المملكة العربية السعودية عمرها آلاف السنوات.

اقرأ أيضاً: هل تتحول السعودية إلى مركز للثقافة والسينما في المنطقة؟

وحسب صحيفة "سبق" السعودية، فإنّ هذه الممرات عبارة عن مسارات رئيسية محاطة بآلاف المعالم الجنائزية التي كانت تربط بين الواحات والمراعي، وتعكس درجة عالية من الترابط الاجتماعي والاقتصادي بين سكان المنطقة في الألفية الثالثة قبل الميلاد.

وأجرى باحثون من جامعة غرب أستراليا تحقيقاً واسع النطاق خلال العام الماضي، شمل مسوحات جوية بواسطة طائرات الهليكوبتر ومسح أرضي وحفر وفحص صور الأقمار الصناعية.

مسارات رئيسية محاطة بآلاف المعالم الجنائزية التي كانت تربط بين الواحات والمراعي

ووجد العلماء شبكة طرق عمرها 4500 عام، كما وجدوا مقابر قديمة محفوظة جيداً تصطف على جانبي الطرق.

وفي النتائج المنشورة في مجلة الهولوسين، قال العلماء إن "الطرق الجنائزية" الممتدة لمسافات كبيرة في المناطق الشمالية الغربية في العلا وخيبر لم تخضع لبحث كبير حتى وقت قريب جداً.

في النتائج المنشورة في مجلة الهولوسين، قال العلماء إنّ "الطرق الجنائزية" الممتدة لمسافات كبيرة في المناطق الشمالية الغربية في العلا وخيبر لم تخضع لبحث كبير حتى وقت قريب جداً

وقال الباحث ماثيو دالتون لشبكة "سي إن إن": "الناس الذين يعيشون في هذه المناطق يعرفون عنها منذ آلاف السنين. لكنني أعتقد أنها لم تكن معروفة للكثيرين حتى حصلنا على صور الأقمار الصناعية بطول انتشارها".

وأشار دالتون إلى أنّ الطرق الجنائزية، التي شاهدها من طائرة هليكوبتر، امتدت لمئات بل ربما حتى آلاف الكيلومترات، مؤكداً أنها مشابهة لنفس الطرق الرئيسية التي يستخدمها الناس اليوم.

وبحسب الباحثين، فإن المدافن على جانبي الطريق أخذت شكل قلادة أو مدافن حلقية. وتشمل المقابر الحلقية رصيفاً محاطاً بجدار يصل ارتفاعه إلى مترين، بينما تحتوي المقابر المعلقة على "ذيول جميلة".

امتدت لمئات بل ربما حتى آلاف الكيلومترات

باستخدام التأريخ بالكربون المشع، وجد الباحثون أن هذه المقابر تعود إلى ما بين عامي 2600 و2000 قبل الميلاد.

وقالت الباحثة ميليسا كينيدي لشبكة "سي إن إن": "هذه القبور يبلغ عمرها 4500 عام، وما زالت على ارتفاعها الأصلي، وهو أمر لم يسمع به أحد بالفعل". وأضافت "لذلك أعتقد أنّ هذا هو ما يميز السعودية بشكل خاص عن بقية المنطقة – هو مستوى الحفظ الذي لا يصدق".

ستكون الخطوة التالية للفريق هي القيام بالمزيد من التأريخ بالكربون المشع والعودة إلى الميدان، قبل تحليل بياناتهم. 

اقرأ أيضاً: واحة سعودية تضم أكثر من مليوني نخلة ضمن قائمة اليونسكو

ومن المرجح أن يتبع ذلك المزيد من الاكتشافات، حيث قال دالتون إنّ الطرق قد تمتد عبر اليمن، خاصة وأن مقابر مماثلة موجودة في كل من اليمن وشمال سوريا.

وقالت كينيدي: "الألفية الثالثة هي فترة مهمة من الزمن. إنه وقت بناء الأهرامات. وهو المكان الذي تفاعلت فيه العديد من الثقافات المختلفة مع بعضها البعض على نطاق واسع لأول مرة. لذا فإنّ رؤية مظهر هذا المشهد الجنائزي الضخم في هذه الفترة أمر مثير حقاً".

يذكر أنّ هذه المقالة العلمية الرابعة لفريق جامعة غرب أستراليا خلال أقل من عام، ونشرت جميعها في مجلات علمية محكمة متخصصة في البحوث الأثرية في العلا وخيبر.

وفي كانون أول (ديسمبر) الماضي، قام الفريق بتأريخ المدافن الحجرية على شكل قلادة في واحة خيبر إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وهو أول دليل مثبت بالكربون المشع يُنشر لتأريخ المقابر، كما كان أول مقال في مجلة محكمة حول العصر البرونزي في خيبر، ولا يزال التنقيب الأثري عن أسرار خيبر في البدايات.

اعتمد فريق الجامعة تقنية تحليل صور الأقمار الصناعية والتصوير الجوي والمسح الأرضي والتنقيبات، لتحديد وتحليل "الممرات الجنائزية" عبر مساحة لا تقل عن 160 ألف كم مربع في شمال غرب شبه الجزيرة العربية

وفي نيسان (أبريل)، أشار الفريق في مجلة "Antiquity" إلى أن الهياكل الأثرية المعروفة باسم المستطيلات، هي أقدم بكثير مما كان يُعتقد في السابق، ويعود تاريخها إلى 5200 عام قبل الميلاد، ويبدو أنه كانت لها وظيفة جنائزية متعلقة بطقوس سكان المنطقة.

وفي آذار (مارس)، نشر الفريق في "Journal of Field Archaeology" اكتشافه بقايا أحد أقدم الكلاب المستأنسة في شبه الجزيرة العربية.

واعتمد فريق جامعة غرب أستراليا في أحدث أبحاثه التي ترأسها الدكتور ماثيو دالتون، تقنية تحليل صور الأقمار الصناعية والتصوير الجوي والمسح الأرضي والتنقيبات، لتحديد وتحليل "الممرات الجنائزية" عبر مساحة لا تقل عن 160 ألف كم مربع في شمال غرب شبه الجزيرة العربية.

وتعمل الأبحاث الأثرية في محافظتي العلا وخيبر السعودية، التي تقوم بها فرق محلية ودولية، على فهم مسار رحلة السكان عبر الزمن في المنطقة، مع التركيز على اكتشاف تفاصيل تاريخ يمتد لـ200 ألف سنة من تاريخ البشرية في العلا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية