السعودية تتخلّى عن إدارة مساجد تروج للتطرف

السعودية تتخلّى عن إدارة مساجد تروج للتطرف


13/02/2018

تسعى المملكة العربية السعودية، ضمن الخطط الإصلاحية التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لمكافحة الأفكار المتشددة والتطرف داخلياً وخارجياً، وآخر إجراءاتها ضمن هذا السياق، التخلي عن إدارة أكبر مساجد بلجيكا، وذلك في رسالة واضحة بأنّها ستوقف الدعم للمساجد والمدارس الدينية، التي تتهم بالترويج للإسلام المتطرف.

المسجد الكبير الذي كانت بلجيكا، قد أعارته للسعودية في العام 1969، لتتيح لأئمة تدعمهم الرياض التواصل مع جالية متنامية من المهاجرين المسلمين، مقابل الحصول على النفط بأسعار تفضيلية للصناعات البلجيكية، كان محور المفاوضات بين بروكسل والرياض؛ حيث أرادت بلجيكا تقليص الروابط بين الرياض والمسجد الواقع قرب مقرّ الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية، بسبب رغبتها في إحكام المراقبة على مختلف المساجد، ومنع المتشددين من توظيفها في الدعاية لأفكارهم، وانتهت المفاوضات بقبول سريع من الرياض، التي تطمح لتحقيق الاعتدال الديني في كافة مناحي الحياة.

ويتزامن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، مع مبادرة سعودية جديدة لم تعلن على الملأ، لكنّ مسؤولين غربيين ذكروا بعض جوانبها لـ "رويترز"، وتهدف إلى إنهاء دعم المساجد والمدارس الدينية في الخارج، التي توجّه إليها اتهامات بنشر الأفكار المتشددة، والتفاوض ما زال جارياً على تفاصيل تسليم المسجد.

قبول الرياض مقترحاً للتخلي عن إدارة المسجد الكبير ببلجيكا مؤشّر على أنّها تكافح التشدّد والتطرف وتطمح للاعتدال الديني

يذكر أنّ المتطرفين، وبينهم مِن يُكفر الدولة السعودية نفسها، اتخذوا من هذه المساجد أمكنة للنشاط الديني، لهذا تسعى السعودية إلى تغيير السمعة النمطية عنها في احتضان تلك المساجد؛ لأنّ إعادتها للدول الأوروبية، يجعل تلك الدول تتحمل مسؤولية ما يصدر عن تلك المساجد من ممارسات أو أفكار متطرفة.

وقبل أن تتولى السعودية إدارة المسجد الكبير، في أواخر الستينيات من القرن الماضي، كان المسجد عبارة عن مبنى غير مستخدم، شيّد كي يكون الجناح الشرقي في المعرض الكبير في العام 1880.

وحوّلت الأموال السعودية المبنى إلى مسجد، كي يسدّ احتياجات مهاجرين من المغرب استقدمتهم الحكومة للعمل في مناجم الفحم وفي مصانع البلاد، لتتولّى رابطة العالم الإسلامي، المموَّلة من السعودية، والتي تتخذ من مكة مقرّاً لها، إدارة المسجد.

وقد تزايدت المخاوف بشأن المسجد الكبير، بعد أن بدأت جماعات متطرفة، مثل؛ تنظيم داعش، بتجنيد الشباب الذين لا يشعرون بالانتماء إلى المجتمع البلجيكي.

ويمثّل المقاتلون الأجانب الذين سافروا من بلجيكا إلى سوريا، نسبة أكبر من أي بلد آخر في أوروبا، وذلك مقارنة بعدد السكان.
 

الصفحة الرئيسية