السفير الإماراتي في واشنطن يُحذّر من ضم الضفة الغربية.. ماذا قال؟

السفير الإماراتي في واشنطن يُحذّر من ضم الضفة الغربية.. ماذا قال؟


07/06/2020

تناول سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن، يوسف العتيبة، خطط ضم إسرائيل للضفة الغربية؛ وذلك بعد انتقادات أدلى بها قبل أيام دبلوماسي إماراتي آخر. وقال السفير الإماراتي إنّ قرارات من هذا النوع "ستفاقم الأوضاع في المنطقة سوءاً".

اقرأ أيضاً: تجربة ضمّ القدس الشرقية تقول: حذارِ من ضمّ الضفّة
كلام العتيبة جاء عبر مقابلة مُطوّلة مع صحيفة "المونيتور" الأمريكية، أجراها أندرو باراسيليتي عبر "بودكاست أون ذا ميدل إيست"، ونشرتها الصحيفة على موقعها الإلكتروني. أكد السفير خلالها أنّ موقف دولة الإمارات هو أنّ خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو "تجعل المنطقة غير المستقرة في الوقت الحالي أقل استقراراً".
وتأتي تعليقات السفيرالإماراتي في الوقت الذي تتحرك فيه إسرائيل نحو ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن.

 

 

وأدتْ حكومة الوحدة الإسرائيلية الجديدة اليمين الدستورية في أيار (مايو) الماضي؛ وذلك بعد شهور من الخلافات السياسية. وجاءت هذه الحكومة نتيجة اتفاق بين نتنياهو وبيني غانتس في نيسان (أبريل) المنصرم، على أن تستمر لثلاثة أعوام، بحيث يترأس نتنياهو الحكومة لمدة 18 شهراً، ثم يتخلى عن المنصب لغانتس، الذي سيتولى المنصب للمدة نفسها، بعدها تتوجه إسرائيل إلى انتخابات جديدة.

 

 

اقرأ أيضاً: نتنياهو لن يسارع إلى الضمّ الفوري
ومثّلتْ الصفقة الحكومية انتصاراً لنتنياهو. ويعتبر منصب رئيس الوزراء البديل الذي سيتولاه غانتس في النصف الأول من عمر الحكومة، جديداً في تاريخ السياسة الإسرائيلية.
وكتبت صحيفة "إسرائيل هيوم" الموالية لنتنياهو الشهر الماضي أنّ رئيس الوزراء (المستمر في السلطة منذ العام 2009 من دون انقطاع) وقّع "تاريخ انتهاء صلاحيته"؛ بعد أطول فترة في تاريخ إسرائيل في منصبه كرئيس للوزراء.
المجتمع الدولي يعارض الضم الإسرائيلي
وقد منح الائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدعم لمواصلة هدفه في الضم. لكن المجتمع الدولي، كما تذكر صحيفة "المونيتور" يعترف بالضفة الغربية على أنها محتلة، وهي الآن مقسمة بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي والسلطة الوطنية الفلسطينية. وتخطط إسرائيل لبدء تشريع الضم في تموز (يوليو) 2020.

اقرأ أيضاً: الإمارات تحذر الاحتلال الإسرائيلي من تداعيات ضم الأراضي الفلسطينية
في المقابلة وصف السفير الإماراتي خطة السلام التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "نقطة انطلاق"، غير أنّ الخطة تقبل بعض الضم، وهو ما تعارضه دولة الإمارات العربية، وهي تؤيد رسمياً حلّ الدولتين وتدعم المفاوضات، وترفض الإجراءات أحادية الجانب. وقال العتيبة إنّ المفاوضات تستحق المحاولة على وجه التحديد. وأردف مستطرداً: "اجلسْ، جرّبْ هذا الخيار، تحققْ مما إذا كان يعمل (بكفاءة)"، مضيفاً: "قد ينتج شيء ما أو لا ينتج أي شيء، لكننا (في الواقع) لم نرَ أي مفاوضات".

 

العتيبة: هناك ضغط على أصدقائنا في الأردن
وتضيف صحيفة "المونيتور" الأمريكية: تُعارض العديد من الدول العربية بشدة خطوة ضم إسرائيل لمناطق في الضفة الغربية وغور الأردن، بما في ذلك المملكة الأردنية، وهي واحدة من دولتين عربيتين فقط تربطهما علاقات رسمية مع إسرائيل. ويقول الفلسطينيون إنّ الضم يحرمهم من حقهم في تقرير المصير، ونيل حقوقهم الوطنية المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة، بينما تعتقد إسرائيل أنّ المناطق التي سيتم ضمها ضرورية لأمنها.

دولة الإمارات العربية تعارض خطة الضم وتؤيد رسمياً حلّ الدولتين وتدعم المفاوضات، وترفض الإجراءات أحادية الجانب

وقال العتيبة في المقابلة إنّ "الأردن سيتضرر من الضم".
ويعارض الكثير من الأردنيين معاهدة السلام بين الحكومة وإسرائيل؛ حيث جعلت الممارسات الإسرائيلية الاستيطانية والتوسعية هذا السلام "بارداً". وكان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، حذّر الشهر الماضي في حوار مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية من أنّ أي قرار مرتقب لإسرائيل بضم المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت، سيقود إلى "صدام كبير" مع الأردن.
من جانبه قال العتيبة "إنّ ذلك (القرار) سيضع قدراً كبيراً من الضغط السياسي على أصدقائنا في الأردن".
قرقاش: نرفض كل ما يقوّض حق تقرير المصير للفلسطينيين
وسبقت تصريحات العتيبة انتقادات لضم إسرائيل الضفة الغربية، أدلى بها وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الذي قال إنّ سعي إسرائيل إلى ضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية "سيضر بآفاق السلام".
وقال قرقاش في تغريدة على تويتر: "الحديث الإسرائيلي المستمر عن ضم الأراضي الفلسطينية يجب أن يتوقف". وتابع: "أي خطوة إسرائيلية أحادية الجانب ستكون انتكاسة خطيرة لعملية السلام، وتقوّض حق تقرير المصير للفلسطينيين، وتشكل رفضاً للتوافق الدولي والعربي نحو الاستقرار والسلام".

 

"تصريحات بغيضة"
وكان الوزير أنور قرقاش قال أيضاً في آذار (مارس) 2019 في تعليقه على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بأنّ إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها إنها "تصريحات بغيضة".
وغردّ حينها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليست بغيضة فقط، لكنها تقوّض أيضاً نهج السلام، وتوفّر الدليل الذي يسعى إليه المتطرّفون. الطريق إلى السلام يقوّضه بشكل أكبر هذا النهج البغيض والمقاربة المخزية".

اقرأ أيضاً: عجلات الضمّ تنطلق بسرعة: كيف سيتصرّف نتنياهو؟
جاء ذلك في ردّ قاسٍ من الوزير الإماراتي على تصريحات أدلى بها نتنياهو ربيع العام الماضي وقال فيها إنّ إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها، في إشارة إلى المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل. وكتب نتنياهو في تصريحات على موقع "إنستغرام" أنّ "إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها، وتبعاً لقانون الجنسية الأساسي الذي أقررناه، فإنّ إسرائيل دولة الأمة اليهودية وحدها"، على حدّ زعمه.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية