السلام المنشود في اليمن والمساعي الإقليمية والدولية

السلام المنشود في اليمن والمساعي الإقليمية والدولية


21/03/2022

عبدالواسع الفاتكي

بين الفينة والأخرى تطل علينا مبادرات ودعوات للحل السياسي للحرب في اليمن، تظهر بقوة عندما يكون هناك ضغط عسكري أو سياسي على المليشيات الحوثية، بعد صدور قرار مجلس الأمن 2624، الذي وصف الميليشيات الحوثية بالإرهابية وحظر توريد الأسلحة لها ككيان. دشن المبعوث الأممي لليمن هانس جروندنبرج مشاورات في عمان مع الأحزاب اليمنية بهدف ما أسماه وضع إطار عام لمفاوضات قادمة لحل سياسي شامل للحرب. تلا ذلك دعوة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الأطراف اليمنية للرياض، بما فيها المليشيات الحوثية، لعقد مشاورات للاتفاق على حل لإنهاء الحرب.

يفهم من التحركات الأخيرة ممارسة ضغوط على الميليشيات الحوثية للجلوس على طاولة المفاوضات مع بقية الأطراف اليمنية للدخول في تسوية مزعومة، تكون المليشيات الحوثية طرفا أساسيا وفاعلا فيها، والسلطة الشرعية بمكوناتها المتعددة طرفا آخر.

تتسارع الأحداث والمتغيرات في اليمن لترسم ملامح مرحلة جديدة، سيختفي فيها مصطلحا الشرعية والانقلاب، وتظهر فيها توليفة جديدة للسلطة موزعة بين كيانات عدة، سترغم على قبول تسوية تعيد تعريف الصراع وتحتفظ بأطرافه.

أتيحت فرص كثيرة لإسقاط الانقلاب وبسط سلطات الدولة على كامل التراب الوطني، لكن التحالف العربي والسلطة الشرعية لم يستثمرها، بينما استثمرت إيران تباطؤ الشرعية والتحالف العربي في حسم المعركة، فدعمت وطورت القدرات الصاروخية للمليشيات الحوثية، وأسندتها بالطيران المسير لتضرب العمق السعودي والإماراتي مستهدفة المرافق والمنشآت الحيوية للبلدين.

على ما يبدو أن السلام الذي ينشده اليمنيون بعيد المنال إذ أن معطيات الواقع وتقاطع الأجندة الإقليمية والدولية، وغياب السلطة الشرعية أو تغييبها عن أداء دورها المناط بها، ومساعي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، تتجه نحو إنهاء الحرب وفقا لصيغة جديدة لمرحلة انتقالية جديدة، تتوزع فيها مؤسسات وسلطات الدولة بين الأطراف والمكونات التي أفرزتها الحرب، ومن ثم لن يألوا كل طرف جهدا في حماية مصالحه، والتنصل من مسؤولياته، متهما الطرف الآخر بالفشل والتآمر وإعاقة تنفيذ ما اتفق عليه، بالطبع لن تفرط المليشيات الحوثية بمكتسباتها، وأوراق القوة لديها بل ستتاح لها فرص كبيرة، لتقديم نفسها كمنتصر دحر ما تسميه بالعدوان وحلفائه، وسيكن لها التأثير الكبير في المحافظات الشمالية، التي مازال جلها تحت سيطرتها، بينما المحافظات الجنوبية والشرقية، سيتولى المجلس الانتقالي الجنوبي مهمة إدارة شؤونها.

يتوق اليمنيون لسلام عادل، يستعيد الدولة ومؤسساتها، منهيا كل مظاهر الملشنة وعسكرة الأجندة السياسية والفئوية والمناطقية، يضع يده على موطن الألم، ويلج لعمق الأسباب، التي أوصلت اليمن لهذا الوضع الكارثي. ويتساءل اليمنيون، هل المليشيات الحوثية من القوة بمكان بحيث تصمد سبع سنوات؟! وهل التحالف العربي بإمكانياته العسكرية والاقتصادية والسياسية عاجز عن هزيمة المليشيات الحوثية؟! وهل يستطيع التحالف العربي والشرعية اليمنية، أن يأخذوا من المليشيات الحوثية على طاولة المفاوضات، ما لم يستطيعوا أخذه منها بالقوة العسكرية؟

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية