السودان يختار استراتيجية الأمر الواقع في التعامل مع إثيوبيا... كيف؟

السودان يختار استراتيجية الأمر الواقع في التعامل مع إثيوبيا... كيف؟


26/01/2021

أكّد مسؤولون رسميون في السودان حرص بلادهم على علاقات مستقرة وهادئة مع الجارة إثيوبيا، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته رفضهم للجلوس مع إثيوبيا لحلّ "نزاع الحدود"، وأكدوا على عدم وجود نزاع، وأنّ انتشار الجيش السوداني على الحدود أمر طبيعي.

وكانت تفاهمات سابقة بين السودان وإثيوبيا قد حيّدت جيشي البلدين عن المواجهات التي تقع بين المزارعين من الجانبين، غير أنّ ميليشيات مسلحة مدعومة من الجيش الإثيوبي اعتادت التوغل في أراضي السودان، واستغلت الأخيرة مواجهة الحكومة للانفصاليين، وأعادت نشر الجيش في المنطقة، واستعادت معظمها من تلك الميليشيات.

في غضون ذلك، أكد عضو مجلس السيادة السوداني محمد حسن التعايشي على استراتيجية العلاقات السودانية الإثيوبية، وعلى رغبة بلاده في عدم الدخول في أيّ إجراءات قد تؤثر على مسار العلاقات بين الدولتين.

انتشار القوات المسلحة السودانية داخل الحدود هو انتشار طبيعي، والخيار السلمي هو الأمثل للسودان للحفاظ على علاقاته مع إثيوبيا واستقرار المنطقة

وقال التعايشي في تصريح صحفي، قبيل بدء جولة ستشمل جمهوريتي جنوب أفريقيا وكينيا: إنّ العلاقات بين السودان وإثيوبيا ترتكز على المحافظة على أمن المنطقة والأمن الإقليمي، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم".

وأوضح أنّ "انتشار القوات المسلحة السودانية داخل الحدود هو انتشار طبيعي، وأنّ الخيار السلمي هو الأمثل للسودان للحفاظ على علاقاته مع إثيوبيا واستقرار المنطقة".

وكان وزير الدفاع السوداني الفريق ركن إبراهيم ياسين قد قال أمس: إنّ توقيت العمليات العسكرية السودانية التي تجري الآن لإعادة نشر الجيش السوداني في مناطق حدودية مع إثيوبيا، كان من مسبباتها حديث رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عن نزاع حدودي بين البلدين، معبّراً عن رفض الخرطوم لموقف الجارة، ومؤكداً أنّ المناطق الحدودية واضحة ومنصوص عليها ضمن اتفاقيات معترف بها دولياً".

واعتبر الوزير السوداني أنه لا بدّ من الربط بين ما يدور في مفاوضات حول سدّ النهضة وما يدور من نزاعات في منطقة الفشقة، مشيراً إلى أنّ العامل المشترك في القضيتين هو "المماطلة الإثيوبية".

ورداً على سؤال حول إمكانية وجود تفاوض مع إثيوبيا لحلّ النزاع الحدودي، رأى الوزير في مقابلة مع "الحدث" أنّ "التفاوض أمر وارد في حال وجود نزاعات"، أمّا بالنسبة إلى الوضع مع إثيوبيا، "فنحن لا نعترف أصلاً بوجود نزاع حتى نقبل التفاوض حوله".

وشدّد الفريق ركن ياسين على رفض السودان أيّ شروط إثيوبية، موضحاً أنّ "ما يمكن قبوله فقط هو وضع العلامات على الحدود المرسّمة مسبقاً ليعرف كلّ طرف مسؤولياته، ومن ثم يمكننا قبول أيّ تفاوض على تبعات هذا الأمر".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية